من سخريات الزمن وعجائبه أن يأتي زمن البعران الذين سكنوا الخيام، وافترشوا الوبر والتحفوا الشعر وارتدوا أصواف الأغنام يتطاولون على أسيادهم الذين بنو الحضارات،
مقالات
ترجل الفارس الذي كُنتُ أراه إنسانُ عيني ، وملء هذا الوجود كُنتُ أراهُ..
بحسابات الزمن لا تتجاوز معرفتي به العقدين من الزمن .ولكن بحسابات التأثير الذي أحدثه فيني وفيمن عرفه فهيَ تتجاوزُ أعماراً واعمارا ..
لقد شَرُفتُ بأن كنت معهُ ضمن الدارسين في كلية الدفاع الوطني في العام ٢٠٠٩م وكان الشهيد أقدم الدارسين واكبرهم سناً وعقلاً وحكمةً وتواضع .
وانا أُحاول الكتابةَ عنهُ يتجاذني شعورينِ متناقضينِ مضطربين .
أحدهما يذكرني بواجبٍ لابدُ منه ،وآخرُ يومئ إلى عجزي وضُعف قدرتي وافتقاري إلى البلاغة والبيان لأقول في الرجل حتى الحد الأدنى مما ينبغي قوله .
ولقد عزمتُ على القيام بالواجبِ ولو بحدوده الدُنيا معترفاً بعجزي وتقصيري له ولأسرته وكل من عرفه لأنهم العارفون بقدرهِ حق المعرفة وبالتالي هم القادرون على معرفة ركاكة ما سطرت لعجزها عن حمل المعنى الذي يليق به ولهذا أتوجه إليهم بالاعتذار ،وحقيقةً فأنا غير قادرٍ في هذه العُجالة على أن أُحيطُ بما رئيت من طهرٍ وفضيله ،ونبل مقصدٍ ،وسمو أخلاق، وبساطةٍ وتواضع .
وحسبي اني اكتبُ بِصدق علّيْ أُصيبُ مواضع الشعور في تناولي لبعض الخواطر التي رئيتها وسمعتها منهُ وعنه .
معتذراً عن مُجازفتي وجريئتي في محاولة الارتقاء للكتابة عنه ..
لقد كنتُ وكل الزملاء ننتظر في كل صباحٍ باشتياقٍ ولهفةٍ إطلالتهُ المُشرقةُ وضحكته المعروفة التي يبدأها فَمُه ، وتتمُها عيناه ،ويشرحها وجهَهُ كله .
ويا لذلك الذي كانت تُحدثهُ في نفوسنا .
وما أظن أحدُنا نظر اليه وهوا يبتسمُ إلا رأى ابتسامته كأنّها كمالٌ يتواضع، فتسودنا الدهشة وكل منا يردد في أعماق نفسهِ يا لعظمة هذا الرجل ..
في خيريته كان حقيقةً على غِرار الأساطير، فقبل أن تعرفهُ كان صعب عليك ان تتخيل في زمن نعيشه ان ترى رجل كهذا وكأني به كان يعيش زمناً غيرُ زمن الناس .
فما رئتيه يوماً إلاّ وهوا مهموماً بما للناس عليه من الواجبات غير مهتمٍ بما له عليهم من حق ، ولقد كان يُلزم نفسه ما ليس يلزمها تجاه كل من ٌعرف .
ولقد شَرفتُ مرةً أُخرى أن كُنت جزءٌ من تحرك أراد به الشهيد الإصلاح والعفو عن دماءٍ سُفكت ، لحفظ دماءٍ كادت أن تُسفك ، ولن انسى كم كانت سعادته حين تكللت جهودنا جميعا بالنجاح ولقد استغرب كثيرون عن سر هذه السعادة التي ابداها وكأنّ من عُفيَ عنه هو ابنهُ او أخيه .
غير مُدركين ان مَردُ ذلك كله أنه كان متيقنٌ ان لا ضابط لصحة العملِ واستقامته إلا النية الصحيحة المستقيمة .
وان التزوير والتلبيس كلاهما سهلٌ ميسورٌ في الأعمال، ولكنهما مستحيلانِ في النيةِ إذا خَلُصت ..
بالجمال رُوحك اخي الخالد عبدالله فلكم تنسمت أرواحُنا وانت تترنم دوما بقصيدة ولد الهُدى فالكائنات ضياءُ، وكأننا لم نسمعها من قبلُ ومازال صدى الكلمات يسري في خواطرنا لأنك كنت تستوحي الجمال حين يتألْه الجمال في قلبك ..
كثيرةٌ هي المواضيع التي كنّا نناقشها وتستفيض كعادتك في تناولها بالتحليل القادر على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة ما يمكن أن يحدث قبل حدوثه .
ولقد كنت دائم التأكيد على أنه حين تسقط هيبة الدولة يصبح التغيير أمراً محتملاً للغاية وقد كان .
عبدالله يا طُهر الطُهرِ وصِدق الكلمة ونُبل الموقف . لا أدري من اُواسي بفراقك ؟ نفسي ؟ فما أحوجها لذلك بقيتك من اهلك ؟ فما عسى القائل ان يقول ؟أُسرتك من آل الجنيد ؟رفاق دربك وكل محبيك ؟كل شرفاء شعبنا ؟
جميعهم عاشوا هول الفاجعةِ وذاقوا مرارة الألم من الجريمة النكراء والاغتيال الغادر لتحالف العدوان الذي مثل واحدة من المأسي الإنسانية لشعبنا . عزائنا جميعاً انّك بعد تاريخ كله حلمٌ ، وبذلٌ ، وتضحية. كله صدق ومحبةً ونقاء وإخلاص .
أنْ شاءت الأقدار أن يُدوّن في أسلوبٍ من أساليب البقاء فكانت الشهادة ، وأيّما شهاده ؟
إنّها قبسٌ من كربلاء المقدسة .
عظيم المواساة لكل أبنائك خريجي كلية الطيران والدفاع الجوي الذي كنت لهم القدوة والمثل كنت لهم أباً حنوناً وقائداً استثنائياً استطاع بحكمته وكفاءته ان يضيف إلى معارفهم العلمية قيماً نبيلة واخلاقاً فاضله ولقد كنت بحق تعبيرٌ عن تلك المعاني والقيم التي وضعتها في أنفسهم أمانةً ليخاطبوا بها نفوساً اتيةً في المستقبل .
عزائنا كذلك لزملائك ورفاق دربك الطويل ، ولقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان بهذا المصاب الجلل .
وقبل أن أختم هذه الخواطر أتوجه إلى اخي الفاضل احمد قاسم اخو الشهيد الذي لم يغب ذكره في كل اتصال من الشهيد او لقاءٍ به ولقد كنت أشعر وهوا يتكلم عنك كأنما يتعبد الله بذلك .
إلى رفيق الشهيد محمد عبدالواسع لقد كنت اعتقد قبل أن أراك وعيناك تفيض بالدمع انه ليس هناك اخف وزناً من الدمع فجعلتني أشعر بأنه لا شيء أثقلُ من الدمعِ على النفس .وحين رئيتك كأني أرى بناءً يتهدم .
وكل العزاء إلى كل جموع المشيعين الحاملين النعش والسائرون ورآئه وهم ينظرون اليه وكأنه جبلٌ على أيدي الرجالِ يسيرُ لا يصرفون عيونهم عنه حباً فيه وشوقاً إليه وحزناً واسىً عليه ، وكأني بالملائكة تحف بالنعش فرحةً بارتقائه إلى عالم الخلود .
اخيراً اقولُ والالم يعصرني لفقدك . لقد تركت فراغاً لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال ملئه خاصة لكاتب هذه السطور .فراغٌ ينافي كل ما قيل عن الفراغ من انه يشد
اليه ما حوله لأنه يبحث عن الامتلاء والحقيقة أنّ لا وفاءَ كوفائك ولأصدق كصدقك ولا نُبل كنبلك لقد كنت دائم السئوال عني كثير المتابعة دائم الحضور داعياً ومؤملاً وراجياً لي من الله كل خير وعافيه ..
فعهداً لك ان لا ننساك ابداً ماحيينا ..
نسئل من الله لك ولأهلك اللذين ارتقوا معك شهداء ولكل شهداء شعبنا المجاهد الرحمة والرضوان والخلود
والمجد لشعبنا الحر الأبي ولا نامت اعين الجبناء..
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وانا لله وانا اليه راجعون..
بيان الجامعة العربية الذي تمخض عن اجتماع وزراء خارجية الأنظمة والذي أدان ضربات الرد والردع اليمنية على ما يرتكبه تحالف العدوان السعودي الإماراتي كان متوقعاً ولا يحمل أي جديد خاصةً إذا عرفنا أن هذه الجامعة العربية أو بالأصح العبرية هي من أعطت الذريعة لمجلس الأمن الدولي لشرعنة عدوان التحالف على الشعب اليمني بعد شنه.
وهذه الجامعة أيضاً هي من تآمرت بالعقود الأخيرة في الحربين على العراق وتدميره، وكذلك الحرب الكونية الأمريكية السعودية الخليجية التركية الصهيونية على سوريا وهي من أعطت أيضاً الذريعة لتدخل الناتو وتدمير ليبيا وبالتالي ما كان سيكون غريباً من هذه المنظمة لو أدانت الجرائم والمجازر الذي يرتكبها هذا العدوان على شعباً عربياً لم يعتدي على أحد طوال تاريخه، وضربات قواته المسلحة الردعية للنظامين السعودي والإماراتي تهدف إلى إعادة بن سلمان وبن زايد إلى رشدهما ووقف عدوانهم ورفع حصارهم وسحب قواتهم من اليمن مع حلفائهم ومرتزقتهم الداخليين والإقليميين والدوليين. ولفهم حقيقة هذه الجامعة علينا أن نعود إلا بداية نشأتها وتحت رعاية من وتخضع غالبية الأنظمة العربية في تلك الفترة لمن؟..
الإجابة على هذه الأسئلة تحتاج إلى إعادة قراءة التاريخ الذي سيكشف لنا أنها أنشئت من أنظمة عربية أنشأتها ورسمت خرائط حدود دولها فرنسا وبريطانيا وفقاً لاتفاقية سايكس بيكو، فور انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي أرادت بريطانيا والاستعمار الغربي استكمال تنفيذ مخططاتها التي بدأت كنتيجة للحرب العالمية الأولى فيما يخص الوطن العربي أو ما اسموه بالشرق الأوسط. وهنا نأتي إلى الدور البريطاني والأوروبي وحتى الأمريكي الذين كانوا يعرفون في ظل صعود الحركات القومية والثورية التحررية أن إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين غير ممكن ولن تسمح به الشعوب العربية لو ترك الأمر لها وبفضل الجامعة العربية استطاعت بريطانيا بدرجة رئيسية أن تحقق وعد بلفور بتهجير أبناء الشعب العربي الفلسطيني من أرضه وإحلال مكانه العصابات الصهيونية وأسهمت هذه الجامعة في تنفيذ السياسة البريطانية الخبيثة بإقناع الفلسطينيين أن تركهم لأرضهم مؤقت وستعيدهُ لهم أنظمة الجامعة العربية التي تواطأت حتى على جيوشها مع بريطانيا وصفقة الأسلحة الفاسدة كشفت طبيعة المهمة التي أُنشئت من أجلها بيت النظام العربي التابع والخاضع والعاجز عن تجاوز ما رسمته له بريطانيا حتى بعد تحرر الشعوب العربية من الاستعمار.
ولأن هندسة هذه الجامعة تجعل الخلل في داخلها في ظل وجود المحميات النفطية في الجزيرة العربية والخليج وعلى رأسهم مملكة آل سعود والتي أفشلت وأجهضت كافة المحاولات التي قادها الزعيم جمال عبدالناصر وأنظمة التحرر لتغيير دور هذه الجامعة وتاريخها الممتد لأكثر من ستة عقود لم يكن لها أي دور لمصلحة الشعوب العربية وقضاياها وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأي نجاحات تحسب لها هي هامشية وليست مؤثرة في الاتجاه الإيجابي والصحيح إذا ما استثنينا قمة الخرطوم بعد نكست حزيران 1967م، والتي هي انتصار لإسرائيل شاركت فيه الرجعية العربية بأشكال مباشرة وغير مباشرة مما اضطرا الزعيم جمال عبدالناصر إلى تقديم تنازلات لإيجاد موقف عربي موحد عبرت عنه قرارات الخرطوم وخاصةً اللاءات الثلاث، والتي نصت أن لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بالكيان الصهيوني، وكانت محاولة من عبدالناصر لإيجاد الحد الأدنى من التضامن الذي يمكنه من الاعداد لحرب استعادة الأرض والكرامة العربية التي سُلبت في حرب يوليو 67.
الشرح يطول وما أوردناهُ أردنا بهِ التأكيد على أهمية قراءة التاريخ لمعرفة ماهية هذه الجامعة العربية التي أصبحت اليوم عبرية دون مُوَاربة.
إدانة المدافعين عن شعبهم ووطنهم وسيادته ووحدته واستقلاله ووصفه هجماتهم على مملكة بني سعود ودويلة الإمارات إرهاباً موقف لم تتجرأ عليه دولاً هي من تقود هذا العدوان فعلياً ونقصد أمريكا وبريطانيا.. الجامعة العبرية أرادة بوصف الضحية بالإرهاب والجلاد بالمظلوم هو العودة من جديد لشرعنة ذلك وإعطاء المبررات والذرائع لأمريكا والأمم المتحدة ومجلس أمنها بإلصاق هذا المفهوم الهلامي بالشعب اليمني علا ذلك يحقق ما عجزت عنه الحرب العدوانية المستمرة على الشعب اليمني المظلوم الذي بات اليوم قادر رغم إجرام وإرهاب المعتدين أن يأخذ بحق أطفاله ونسائه الذين قتلتهم الطائرات والأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية ممن يتصدرون هذا العدوان وسيجعل نفاق الأدوات ومن يقف خلفهم تذهب أدراج الرياح، مادام هذا الشعب مؤمن بقضيته العادلة ويملك الحق في وقف المعتدين وتدفيعهم أثمان أكبر من أن يحتملوها وما ذلك ببعيد.
كما يقولون الرسالة تتضح من عنوانها فان لم تنصاع دويلة الامارات لصوت العقل والمنطق وسعت الى تعديل سلوكها فان العاصفة اليمانية ستجرفها خاصة اذا تكررت عملية الاستهداف لمواقعها ومنشاتها الحيوية حينها سنجد ان الأمم المتحدة في الأيام المقبلة سوف تعلن ان مدينه دبي وأبو ظبي مدن منكوبة .
من المعلوم للجميع وبحسب التقارير الاعلامية والاقتصادية ان معظم سكان دويلة الإمارات هم مستثمرين ورجال أعمال أجانب ، جميعهم يبحثون عن مدن آمنه لاستثماراتهم وهذا الذي لن يجدوه بعد اليوم في دبي وأبوظبي وجميع دول التحالف.
ان الضربة التي وجهتها القيادة في صنعاء على دويلة الامارات قد جاءت بعد تحذيرات متتالية حذر بها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية ولكن الاخيرة وضعت اصابعها في اذانها فجاءت الضربة لتوقظها من سباتها .. ولعلنا رأينا كم اننا نعيش في عالم منافق فنحن على مدار سبعة أعوام والتحالف يقتل ويدمر ويشرد ويحاصر ويقضي على الاقتصاد الوطني والبنية التحتية الى درجه ان اكثر الضحايا المدنيين قد يتجاوزون تعداد سكان الامارات ولكن العالم لم يحرك ساكنا وعندما جائهم الرد تتالت الردود من الامم المتحدة وامريكا وفرنسا وانظمة العمالة في المنطقة ومن ربيبتهم اسرائيل والتي بدأ الخوف الشديد لديها ليس على فصيله الإماراتيين المهددة بالانقراض وإنما على مصالح الكيان و استثماراته لدى هذه الفصيلة هذا من جانب ومن جانب اخر ادرك المحتل الصهيوني بانه التالي الذي ستصل اليه القدرات القتالية اليمنية.
كل هذا الذعر والخوف والهلع الذي اصاب نظام دويلة الامارات بسبب قصف صهاريج نفط ؟؟ ماذا لو تم استهداف محطة الكهرباء ، او برج خليفه ، او ميناء دبي ، كيف ستكون ازمة البترول في دبي ، وهذا ما اصبح يتمنى سماعه في الايام القادمة كل ابناء الشعب اليمني شماله وجنوبه.
ومن المضحك والدال على الغباء او التغابي ان دويلة الامارات تدعي ان سبب هذه العملية هو ملف المفاوضات النووية الإيرانية و اخرون صنفوها انها بسبب المفاوضات بين ايران والسعودية، متناسين تماما جرائمهم البشعة وسجونهم السرية واحتلالهم للجزر اليمنية ونهبهم للثروات وسعيهم لطمس الهوية اليمنية عبر عملائهم ومرتزقتهم وهنا جاءت هذه العملية لتكون رسالة واضحة لهم بان اليمن لن يظل صامتا على هذا الظلم وسيبتر يد كل الظالمين عبر قدراته القتالية بمختلف صنوفها