كتابات | آراء

الحرب الأشد خطراً

الحرب الأشد خطراً

على وقع الحرب العسكرية المباشرة التي أودت بحياة ملايين من البشر، وشردت وجوعت الآلاف، والتي لم يستفيد منها العالم شيء سوى القتل، والإبادة، والموت،

والكراهية وجميع كل ما يخلفه أي حرب من أمراض بدنية، وفكرية.
فنجد اليوم أن هناك حرب أشد خطراً من الحرب العسكرية،حرب جديدة أسلحتها الكتب، ووسائل الإعلام، وقادتها المفكرون، وضحاياها الجهلة والمتخلفون وغالبية المجتمعات العربية وبالأخص المتدنية في التعليم!
وهي أعظم خطراً من الحرب العسكرية بكل ما تحمل من كميات هائلة من المواد القاتلة والمحرمة!! إلا أن هناك أقلام خطرها على العقول أكبر من خطر السلاح على الأبدان !!.
وقنوات إعلامية هدامة للعقل البشري والتأثير عليه بصور مباشرة وغير مباشرة بوسائل وطرق حديثة ومختلفة.
أخذت الحرب الناعمة بشتى أنواعها، المسموعة، والمقروءة، والمرئية، مساحة شاسعة من العالم العربي والإسلامي وأثرت تأثيراً على عقول وأدمغة الإنسان ليس بالسهل توصيف مدى وإلى أين وصل هذا التأثير !!
نلاحظ في بلدنا الحبيب اليمن وما حصل عليه من عدوان  غاشم، همجي ووحشي بكل وفي كل قواميس البشرية، وحقوق الإنسان الذي تجردت في اليمن حتى من اسمها.
حيث وان القوة العسكرية والطائرات الحربية والصواريخ التي تنهال فوق اليمن واليمنيين لم تحقق أي نتائج إيجابية لصالح دول العدوان والسيطرة على عقول اليمنيين قبل أبدانهم،
نلمس فشل الكم الهائل من الأسلحة السعودية الأمريكية التي تتساقط وسط الأحياء السكنية في اليمن، بسبب وجود الوعي وعدم استجابة اليمنيين لدول العدوان ومعرفة سابقه في عقل الإنسان اليمني لما سيحصل لو سقطت اليمن بيد التحالف السعودي الأمريكي وما النتائج السلبية المترتبة على ذلك.
إن قوة الحرب الناعمة تتمثل في استبدال الدبابة بالإعلام، والجيوش بالعملاء، والاحتلال المادي بالاحتلال الفكري والأيديولوجي،
واحتلال الأبدان باحتلال النفوس والأرواح والعقول، وتكريس هزيمة الفرد والمجموع في أي قارة أو خارطة من دون حاجة لاستخدام القوة العسكرية.
وعندها، يسهل استعباد الأمة، والهيمنة عليها وعلى ثرواتها ومواردها بكل بروده تتقبلها الشعوب العربية.
وتتطلب الحرب الناعمة تأسيس غرفة تفكير إستراتيجية ذكية يسودها العقل الجمعي في غرف إعلامية إلكترونية واستخبارية، وعبر استخدام قنوات الإعلام العربي المتسعود المتآمرك، أو الإعلام الغربي المعرب،
وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك، تويتر، انستجرام، وأتساب، وما إلى ذلك من وسائط الاتصال، والهدف العقل العربي والمسلم لتهميشه وطمس هوية الإنسان المسلم..
وتعمل غرف الحرب الناعمة على تفجير المتناقضات في الداخل العربي والإسلامي وتأجيج الصراعات الدينية وبث الفوضى وإقناع العرب أنهم عاجزون ميتون غائبون همج ورعاع متوحشون!.
وأحد هذه الفرق فرقة كيدون الموسادية الإسرائيلية.
إن أفضل طريقة لتجنب عقلك التجهيل وصعب الانخداع و تجنب دماغك الغسيل هي عدم متابعة الإعلام الهدام  وقراءة والالتزام بالقرآن وعن طريقه يتضح لك الواقع بكل وضوح وبدون لبس أو ريب..
فعلينا جميعاً بتحصين أنفسنا بالعلم، والمعرفة، ما لم فالأتباع للمضلين هو الطريق الوحيد الذي لا أتمناه لكل إنسان يمني وعربي ومسلم فالكل إخوتي..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا