كتابات | آراء

البحر الأحمر ملتقى الأطماع الاستعمارية (110)

البحر الأحمر ملتقى الأطماع الاستعمارية (110)

وإزاء هذا كله بدأت اليمن منذ عام 1986م الخطوات التنفيذية لإقامة الفنارات الملاحية على الجزر اليمنية الهامة وتشغيلها تحت إشراف مؤسسة الموانئ والشئون البحرية

وخلال سنوات قليلة أقيم أربعة عشر فناراً على الجزر التالية جبل الطير وابو علي من مجموعة زقر وجبل زقر والقمة الوسطى من مجموعة الزبير , والصليف وكمران وعقبان الكبير وعقبان الصغير , وكوتامة , والبضيع , ونبوان , صانا , رفع بري , أضحال هو بيون , وثمة خطة لإقامة المزيد من هذه الفنارات على الساحل اليمني ونتيجة لهذه الجهود اليمنية بالنسبة لجزرها في البحر الأحمر فقد وافق أعضاء مجلس الدول المتعاقدة في اتفاقية 1962م الدولية في جلسته في لندن في 20\6\ 1986م على دعوة ممثلي الجمهورية العربية اليمنية لحضور ذلك الاجتماع كمراقبين وذلك كما جاء في التقرير السنوي لعام 89\ 1990م لشركة فنارات البحر الأحمر المحدودة التي شكلتها مصلحة التجارة والصناعة البريطانية وكما سبق أن ذكرنا فقد جاء  في نفس التقرير أن خبير المياه الهدر وجرافي قد أبلغ البحارة المختصين بالصيانة بتاريخ 13\9\ 1989م بأن الجمهورية العربية اليمنية قد اعادت بناء الفنار في جزيرة أبو علي كما أصدر خطاباً مماثلاً بأن فناراً في جبل الطير قد تم إنشاؤه في 11\10\ 1989م وكانت بريطانيا بعد قيامها بزيارة تفتيشية للجزيرتين قد أبلغت الدول المتعاقدة سواء الحكومة البريطانية أو شركة فنارات البحر الأحمر أن قد أصبحتا غير مسئولتين لمدة أطول لصيانة الفنارتين المقامين في جزيرة أبو علي وجبل الطير واخيراً فقد كان قرار الدول المتعاقدة طبقاً لاتفاقية 1962م الدولية هو أن هذا الاتفاق قد أنتهى في 31\3\ 1990م وأن المسائل المالية قد سويت بين المتعاقدين وشركة فنارات البحر الأحمر البريطانية .
وهكذا انسحبت الدول المتعاقدة من تلك الاتفاقية بعد أن أكد المندوب البريطاني في جلسة 20\6\ 1989م قدرة اليمن على إقامة وتشغيل تلك الفنارات لارتباط الجزر بمياه اليمن وحقها القانوني في ذلك .
ولم تكن اليمن حينذاك في حاجة لعقد معاهدة دولية تعترف فيها الدول المستفيدة من تلك الفننارات بأن اليمن ستقوم بهذه المهمة فاليمن كانت تتصرف بتلقائية باعتبار أن الجزر وتمويل صيانتها في ذلك الجزء من البحر الأحمر .
فهل قامت اليمن بزرع الفنارات في كل الجزر السالفة الذكر وتعهدت بصيانتها لأنها صاحبة سيادة عليها؟ أم لأنها كانت كما صنفتها بريطانيا طرفاً معنياً لكثرة مطالبتها بالجزر؟ .
ويؤكد المدير العام رئيس لجنة الفنارات القبطان علي حميد شرف قيام اليمن بمهامها دون الحاجة  إلى الإجابة عن هذه الأسئلة نحو الفنارات فهو يخبر رئيس مجلس إدارة الموانئ والشئون البحرية " بأن فريق الفنارات قام بالمرور على الفنارات اليمنية  الجنوبية الواقعة جنوب البحر الأحمر وهي فنار جزيرة جبل الطير وفنار جزيرة الزبير , وفنار جزيرة أبو علي , وفنار جزيرة زقر وقد صعد هذا الفريق إلى موقع الفنارات في كل جزيرة وتم مفاقدة الفنار والأجهزة  والبطاريات والعاكسات الشمسية وسار العمل بطريقة جيدة وكل الفنارات تعمل منتظمة حسب المواصفات الفنية وقد عاد الفريق بعد رحلة أربعة أيام وسجلنا هذا في سجل المراقبة الدورية للفنارات "  وتكرر القيام بهذه المهمة بشكل دوري فيما بعد فقد أرسل القبطان علي حميد شرف خطاباً إلى إدارة العمليات البحرية بأن يكلف لنش لإنقاذ القاطر ( فاكس فوكس ) بالسفر مع الطاقم والمتدربين اليمنيين إلى عرض البحر لمفاقدة الفنارات الملاحية في جزيرة جبل الطير وجزيرة أبو علي وجزيرة الزبير وجزيرة زقر , وضبط الإضاءة والمسافة بحسب المواصفات إذا لزم الأمر وتقديم التقرير الشهري عن طبيعة العمل والتبليغ بما تم مشاهدته .
وقد تم إبلاغ رئيس مؤسسة الموانئ عندئذ بأن فنار جزيرة جبل الطير لايعمل فصدر الأمر للقيام بالمفاقدة والصيانة والمرور على الفنارات الأخرى في جزر الزبير وأبو علي وزقر وتم اتخاذ اللازم فيما بعد نعرض هذه التفاصيل لأنها من أهم الأدلة التي أبرزها اليمن في قضية حنيش .. ودون الإطالة في مسألة الجزر وفناراتها فيلاحظ أنه في اجتماع   20\ 6\ 1989م الذي انفرط فيه عقد اتفاقية 1962م الدولية ولم تثر اليمن مسألة السيادة لأنها لم تكن مدرجة ضمن جدول أعمال المؤتمر ولم يتم مناقشتها مع أن المؤتمر تضمن الإشارة المعتادة لصيغة معاهدة لوزان بشأن السيادة غير المحددة ورغم ذلك فإن الدعوة لحضور اليمن إلى المؤتمر وقبول العرض اليمني بخصوص الفنارتين موضوع الاهتمام يعكس الثقة من قبل الحكومات الأعضاء في الاتفاقية بقدرة اليمن على القيام بتلك المهمة إضافة إلى اهتمامها بإقامة فنارات في باقي الجزر كما سلف الذكر .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا