كتابات | آراء

بعران الخليج.. والسفر عكس الزمن..!!

بعران الخليج.. والسفر عكس الزمن..!!

من سخريات الزمن وعجائبه أن يأتي زمن البعران الذين سكنوا الخيام، وافترشوا الوبر والتحفوا الشعر وارتدوا أصواف الأغنام يتطاولون على أسيادهم الذين بنو الحضارات،

وشيدوا السدود وناطحات السحاب منذ آلاف السنين في حين كان بعران الخليج تحت خط الفقر.. حفاةً عراةً يهيمون في الصحراء، هكذا تناسوا بعران الخليج ماضيهم التليد.. ولكن جاء الوقت الذي سيوقظهم من سباتهم العميق أمام الضربات الصاروخية الساحقة والطيران المسير لرجالنا الأبطال الذين قلبوا موازين القوى وأربكوا بعران الخليج وتحالفه من القوى الكبرى..
وأثبت أنصار الله والجيش واللجان بأنهم قادرون على اختراق أجواء العدو أياً كانت بالرغم من الدعم العسكري واللوجستي والفني الذي يتلقاه العدو.. يبدو ان دويلة البعران العجفاء لم تستوعب الدرس بعد مازالت تحاول ان تمسك العصا من الوسط، ولكن بعد فوات الأوان وهذا ما سيقودها الى حتفها، وستدفع الثمن باهظاً.. ومضاعفاً..
كل المؤشرات تشير ان هناك سيناريوهاتٍ متعددةً ومتنوعةً بدخول الولايات المتحدة الأمريكية ودويلة الكيان الصهيوني على خط المواجهة ودعمها لدويلة البعران وهذا ما سيقود المنطقة الى بؤر ساخة على المستويين الإقليمي والدولي..
أخشى ما أخشاه أن تنضم زعامات وقيادات عربية جديدة في طابور التأييد والتطبيع والارتهان مع بعران الخليج.. وهذا ما سيؤدي الى انفجار الأوضاع ليس في دول الخليج، بل الدول العربية برمتها من المحيط الى الخليج.. وستأخذ منحىً إقليمياً ودولياً.. فيا ترى أمام إستراتيجية بايدن الجديدة تجاه دول الشرق الأوسط والخليج وتشابك الملفات العربية- العربية, والعربية الإقليمية والعربية الدولية ان تعي تلك الزعامات والقيادات العربية والخليجية ان هناك إستراتيجيةً عادلةً تُحاك ضد دول المنطقة وفي ظل البنية النفسية المعقدة لتلك الدول وسياسة التخوين والإقصاء وشخصنة الصراع وتفشي الثراء والفساد السياسي والأخلاقي والاجتماعي الذي ساد الكثير من دول المنطقة لذا على تلك الزعامات العربية ان تفيق من سباتها وتعي حقيقة ما وراء تلك السيناريوهات من مؤامرات ومكايدات ومصالح ما ورائية ستكون نتائجها كارثية على دول المنطقة..
لذا ليس امام بعران الخليج إلا من مسار واحد وخيار واحد لا ثالث لهما قبل ان تنحرف بوصلة الصراع وتتجه الى الهاوية ان ترفع يدها عن اليمن وتحمل عصاها وترحل وتدفع فاتورة الخسائر التي كانت سبباً فيها وإلا ستكون خياراتنا مفتوحة.. وموجهة الى عمق عواصم بعران الخليج وعلى الباغي تدول الدوائر..
إذا أردتم الأمن والأمان والسلام ارفعوا أياديكم عن اليمن وألزموا حدودكم.. أما سياسة العصا والجزرة والتخبط والمراوغة ستؤدي الى عواقب كارثية وانتم أدرى بها..
وليدرك الجميع ان كلما طال المكوث الأمريكي الصهيوني في المنطقة ازدادت التوترات وتفاقمت الأزمات واشتدت بؤر الصراعات..
من هذا المنطلق علينا أن ندرك أن عامل الزمن مهم للغاية فهو الفيصل بين الفرقاء, فالبقاء على ماهو عليه يعني المزيد من الخسائر.. المزيد من دفع الفواتير, المزيد من الاستنزاف وعلى تحالف العدوان وبعران الخليج أن يحمل عصاه ويضع عباءته الزرقاء تحت أقدامه ويرحل قبل ان يصبح أثراً بعد عين..!
كلمات مضيئة:
أمام التحديات العديدة وأمام الاستحقاقات الواجبة.. فإن اليمن يمتلك الإدارة القوية على الاجتياز الآمن لكافة التحديات والعقبات إن وجدت النية الصادقة والتلاحم الوثيق بين كافة أبناء الوطن الواحد والجلوس على طاولة الحوار الجاد للانتقال بالوطن الى واقع يتسم بالوضوح والصراحة والحكم الرشيد والمواطنة المتساوية, بعيداً عن الإملاءات التصنيفية الممقوتة والإقصاء الطائفي او المناطقي..
ولننتقل من طور الأقوال الى طور الأفعال يكفي الوطن دماءً ودماراً وخراباً فإلى ميادين العمل والبناء والعطاء.. والبذل والتضحية للعبور بوطننا الى شاطئ الأمن والأمان والسلام.. لا مجال اليوم للمزايدين وتخرصات المأزومين ولن نسمح العبث بأمن واستقرار الوطن ومقدرات الشعب.
فلنشمر السواعد.. ولنستشعر المسؤولية الوطنية ولنستوعب مجريات هذه المرحلة وأحداثها وأبعادها ولنقف مع الوطن ضد قوى الشر والارتهان والعدوان.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا