كتابات | آراء

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 114 -

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 114 -

وتبقى "دويلة الأمارات" أحد أدوات الغرب الطِيِعة الهدامة في المنطقة, التي أوغلت وأفرطت في سفك دماء اليمنيين وزعزعة أمن واستقرار بلدهم,

وارتكاب أبشع الجرائم فيه بحاجة إلى المزيد من الضربات الباليستية التأديبية المُوجعة, التي تُصيبها في أكثر من مقتل, كونها لم ترتدع ولم ترعوي عن غيها وبغيها في الاعتداء على اليمن والتدخل الفج في شؤونه, إلى جانب شركائها الآخرين من دول تحالف العدوان في جريمة الحرب المستمرة على اليمن واليمنيين منذ أكثر من سبع سنوات.
وتحت عنوان (الإماراتُ تدفعُ ثمنَ العودة إلى اليمن وحركة أنصار الله ليست إرهابية ولن تُصنَّف.. لهذه الأسباب), تناول الكاتب الأمريكي إيغور سوبوتين، في مقال لهُ نُشر بصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا“، موقف دويلة الإمارات الصعب في مواجهة الهجمات الصاروخية اليمنية الباليستية وطائرات صنعاء المُسيرة التي زلزلت كيانها مُؤخراً, ودفعت  أبو ظبي للجوء لحليفتها واشنطن لتشديد الضغط على حركة أنصار الله والتلويح بضمها لقائمة الإرهاب الأمريكية.
وقال سوبوتين في مقاله الذي نُشر قبل أيام: "إن الإماراتيين طلبوا من إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إعادة النظر في قرارها بشأن وضع من وصفهم بالمتمردين (الحوثيين), وكان هذا بالضبط ما تمت مناقشته في محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عبد الله بن زايد، اللذين أعربا عن ثقتهما بضرورة ضم الحوثيين إلى القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية".
وأشار إلى أن قوات صنعاء وجهت عشية تلك المباحثات بين أبو ظبي وواشنطن ضربة ملموسة للبُنية التحتية في أبو ظبي.
وقد وصفت حركة أنصار الله الضربة على أبو ظبي بأنها رد على التصعيد الإماراتي في الداخل اليمني في أكثر من جبهة, وقد أظهرت الإمارات، التي حاولت في السنوات الأخيرة، بحسب مزاعمها، التقليل من مشاركتها في الحرب على اليمن، رغبتها في “العودة” مُؤخرا, وهو تناقض عجيب يُؤكد كذب الرواية الإماراتية المتعلقة بحرب اليمن وتنسفها نسفاً.
وبحسب مراقبين دوليين، فقد كثفت الإمارات من مساعدتها لكتائب ما يسمى بألوية العمالقة السلفية المتطرفة التي تقاتل إلى جانب حكومة هادي, ومكنهم قبل أيام، من استعادة محافظة شبوة, والتقدم صوب بعض مديريات مأرب, ثم تراجعوا بعدها إثر الضربات الصاروخية الباليستية التي استهدفت أبو ظبي ومنشآتها الحيوية.
وفي واشنطن، كما من قبل، لا يقين في أن جولة التصعيد الحالية، التي عرّضت البنية التحتية في الإمارات للخطر، ستجبر البيت الأبيض على إعادة النظر في وضع أنصار الله (الحوثيين). فـإعادتهم إلى القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية سوف تخلق مشاكل خطيرة للمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في اليمن بحسب رأي العديد من المسؤولين الأمريكيين.
والسؤال, هنا, ولا يزال الكلام للكاتب الأمريكي سالف الذكر: "هو ما إذا كان الحلفاء في الخليج العربي قادرين على فهم هذا الموقف، فهم، كما تظهر الأحداث الأخيرة قليلو الحيلة في مواجهة الهجمات المكثفة المنظمة من الأراضي اليمنية.
وهذا لعمري ما فاقم موقف أبو ظبي الحرج الذي تبدو عليه اليوم, والتي أظهرتها صواريخ اليمن الباليستية ومُسيراته الهجومية هشة وأضعف من بيت العنكبوت.
وعلى صعيد متصل أكدت صحيفة "altrenotizie" الإيطالية في تقرير لها عن الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها أبو ظبي إن الهجمات على دويلة الأمارات تبشر بعرقلة مخططات أبوظبي والرياض في اليمن.
وأشارت إلى أن القوات المسلحة اليمنية اثبتت أنها باتت أقوى من أي وقت مضى..
ووفقاً لما تضمنه تقرير الصحيفة الإيطالية المذكورة, فمع تغير ميزان القوى لصالح صنعاء، يبدو أن أهداف ابوظبي الاستراتيجية الإقليمية تعرضها للخطر.
وقالت الصحيفة: "أنه مع الهجوم المدوي الأخير الذي وقع في أبو ظبي، اكتشفت الإمارات فجأة أن العدوان على اليمن الذي تم شنه منذ عام 2015م، مع السعودية يحمل ثمناً باهظاً على نحو متزايد, حيث كانت أول عملية توغل ناجحة على أراضي الإمارات من قبَل القوة الصاروخية اليمنية، قد ضربت جزءاً من مطار العاصمة أبوظبي ومنشأة نفطية".
ووفقاً لذات المصدر, فان استهداف أبو ظبي يأتي تحذير مفاجئ بالنسبة لنظام الإمارات كي يضع حدا للتهدئة التي تمتع بها حتى الآن، على الرغم من تورطه في مذبحة اليمن، ويثير عددا من التساؤلات عما إذا كان من المناسب الاستمرار في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرتبطة بالأحداث في أفقر البلدان العربية.
وذكرت الصحيفة الإيطالية أن أحداث يوم الاثنين تأتي بعد بضعة أيام من ضبط القوات التابعة لحكومة صنعاء سفينة ترفع علم الإمارات في مياه البحر الأحمر كان على متنها أسلحة ووسائل نقل عسكرية.

ويمضي تقرير الصحيفة الإيطالية إلى القول: "إن رفع المستوى النوعي للهجوم المضاد من قبل قوات صنعاء هو في الواقع يمثل ديناميكية ليست حديثة، ولكن الأحداث الأخيرة تمثل خطوة أخرى إلى الأمام بالتزامن مع التغيير المستمر في موازين القوى".
وأضافت: "أن الجيش اليمني واللجان الشعبية تعتزم جعل كل العواقب الضرورية لا تعود على النظام السعودي فقط، بل أيضا على الإمارات بشكل متزايد، التي كانت بطل الرواية في الأشهر القليلة الماضية من تكثيف المجهود الحربي لدعم إستراتيجيتها في اليمن".
ولفتت إلى أن أبطال القوات المسلحة اليمنية على وشك السيطرة على مأرب, حيث أن تقدمهم دفع السعوديين إلى التصعيد وتكثيف حملة القصف بالقنابل، وفي الوقت نفسه، لإقناع الإمارات باستثمار المزيد من الموارد في الصراع, بيد أنه في عام 2019م، سحبت أبوظبي جميع قواتها البرية من اليمن، على الرغم من أنها احتفظت بنفوذ قوي للغاية في جنوب البلاد من خلال دعم الانفصاليين الجنوبيين والسيطرة على تشكيلات المرتزقة.
وكشفت الصحيفة الإيطالية أن أهداف الإمارات تختلف جزئياً عن أهداف السعودية في اليمن، إذ تركز إلى حد كبير على السيطرة على الموانئ والجزر في هذا البلد بغية السيطرة والهيمنة على الطرق البحرية في اتجاه الشرق-الغرب.
ورأت أن أبو ظبي اتفقت مع الرياض بشأن القضايا الإدارية المحلية وقامت بنشر لواء للمرتزقة في محافظة شبوة لصد قوات صنعاء لكي تعيد فتح الطريق إلى مأرب, وبالتالي فقد لقي هذا الالتزام المتجدد في اليمن استجابة حكومة صنعاء، التي أعربت عنها في العملية الرائعة (إعصار اليمن) التي نقلت الحرب إلى قلب الإمارات.
وما من شك أن الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها الإمارات مُؤخراً لها تداعيات خطيرة جدا على هذه الدويلة، التي تعتمد ازدهارها إلى حد كبير على الاستقرار والأمن الداخلي، وهما شرطان أساسيان لازدهار التجارة والسياحة والاستثمارات هناك.
وإذا أصرت الإمارات على المضي قدما في استمرار عدوانها على اليمن, فإنها ستدفع الثمن باهظا, ولدى حكومة صنعاء الكثير من الخيارات والمفاجآت الموجعة لأبو ظبي في قادم الأيام والخيار لها!.
..... يتبع......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا