كتابات | آراء

وتبقى من البداية للنهاية عبرية

وتبقى من البداية للنهاية عبرية

بيان الجامعة العربية الذي تمخض عن اجتماع وزراء خارجية الأنظمة والذي أدان ضربات الرد والردع اليمنية على ما يرتكبه تحالف العدوان السعودي الإماراتي كان متوقعاً ولا يحمل أي جديد خاصةً إذا عرفنا أن هذه الجامعة العربية أو بالأصح العبرية هي من أعطت الذريعة لمجلس الأمن الدولي لشرعنة عدوان التحالف على الشعب اليمني بعد شنه.

 وهذه الجامعة أيضاً هي من تآمرت بالعقود الأخيرة في الحربين على العراق وتدميره، وكذلك الحرب الكونية الأمريكية السعودية الخليجية التركية الصهيونية على سوريا وهي من أعطت أيضاً الذريعة لتدخل الناتو وتدمير ليبيا وبالتالي ما كان سيكون غريباً من هذه المنظمة لو أدانت الجرائم والمجازر الذي يرتكبها هذا العدوان على شعباً عربياً لم يعتدي على أحد طوال تاريخه، وضربات قواته المسلحة الردعية للنظامين السعودي والإماراتي تهدف إلى إعادة بن سلمان وبن زايد إلى رشدهما ووقف عدوانهم ورفع حصارهم وسحب قواتهم من اليمن مع حلفائهم ومرتزقتهم الداخليين والإقليميين والدوليين. ولفهم حقيقة هذه الجامعة علينا أن نعود إلا بداية نشأتها وتحت رعاية من وتخضع غالبية الأنظمة العربية في تلك الفترة لمن؟..

الإجابة على هذه الأسئلة تحتاج إلى إعادة قراءة التاريخ الذي سيكشف لنا أنها أنشئت من أنظمة عربية أنشأتها ورسمت خرائط حدود دولها فرنسا وبريطانيا وفقاً لاتفاقية سايكس بيكو، فور انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي أرادت بريطانيا والاستعمار الغربي استكمال تنفيذ مخططاتها التي بدأت كنتيجة للحرب العالمية الأولى فيما يخص الوطن العربي أو ما اسموه بالشرق الأوسط. وهنا نأتي إلى الدور البريطاني والأوروبي وحتى الأمريكي الذين كانوا يعرفون في ظل صعود الحركات القومية والثورية التحررية أن إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين غير ممكن ولن تسمح به الشعوب العربية لو ترك الأمر لها وبفضل الجامعة العربية استطاعت بريطانيا بدرجة رئيسية أن تحقق وعد بلفور بتهجير أبناء الشعب العربي الفلسطيني من أرضه وإحلال مكانه العصابات الصهيونية وأسهمت هذه الجامعة في تنفيذ السياسة البريطانية الخبيثة بإقناع الفلسطينيين أن تركهم لأرضهم مؤقت وستعيدهُ لهم أنظمة الجامعة العربية التي تواطأت حتى على جيوشها مع بريطانيا وصفقة الأسلحة الفاسدة كشفت طبيعة المهمة التي أُنشئت من أجلها بيت النظام العربي التابع والخاضع والعاجز عن تجاوز ما رسمته له بريطانيا حتى بعد تحرر الشعوب العربية من الاستعمار.

 ولأن هندسة هذه الجامعة تجعل الخلل في داخلها في ظل وجود المحميات النفطية في الجزيرة العربية والخليج وعلى رأسهم مملكة آل سعود والتي أفشلت وأجهضت كافة المحاولات التي قادها الزعيم جمال عبدالناصر وأنظمة التحرر لتغيير دور هذه الجامعة وتاريخها الممتد لأكثر من ستة عقود لم يكن لها أي دور لمصلحة الشعوب العربية وقضاياها وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأي نجاحات تحسب لها هي هامشية وليست مؤثرة في الاتجاه الإيجابي والصحيح إذا ما استثنينا قمة الخرطوم بعد نكست حزيران 1967م، والتي هي انتصار لإسرائيل شاركت فيه الرجعية العربية بأشكال مباشرة وغير مباشرة مما اضطرا الزعيم جمال عبدالناصر إلى تقديم تنازلات لإيجاد موقف عربي موحد عبرت عنه قرارات الخرطوم وخاصةً اللاءات الثلاث، والتي نصت أن لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بالكيان الصهيوني، وكانت محاولة من عبدالناصر لإيجاد الحد الأدنى من التضامن الذي يمكنه من الاعداد لحرب استعادة الأرض والكرامة العربية التي سُلبت في حرب يوليو 67.

الشرح يطول وما أوردناهُ أردنا بهِ التأكيد على أهمية قراءة التاريخ لمعرفة ماهية هذه الجامعة العربية التي أصبحت اليوم عبرية دون مُوَاربة.

إدانة المدافعين عن شعبهم ووطنهم وسيادته ووحدته واستقلاله ووصفه هجماتهم على مملكة بني سعود ودويلة الإمارات إرهاباً موقف لم تتجرأ عليه دولاً هي من تقود هذا العدوان فعلياً ونقصد أمريكا وبريطانيا.. الجامعة العبرية أرادة بوصف الضحية بالإرهاب والجلاد بالمظلوم هو العودة من جديد لشرعنة ذلك وإعطاء المبررات والذرائع لأمريكا والأمم المتحدة ومجلس أمنها بإلصاق هذا المفهوم الهلامي بالشعب اليمني علا ذلك يحقق ما عجزت عنه الحرب العدوانية المستمرة على الشعب اليمني المظلوم الذي بات اليوم قادر رغم إجرام وإرهاب المعتدين أن يأخذ بحق أطفاله ونسائه الذين قتلتهم الطائرات والأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية ممن يتصدرون هذا العدوان وسيجعل نفاق الأدوات ومن يقف خلفهم تذهب أدراج الرياح، مادام هذا الشعب مؤمن بقضيته العادلة ويملك الحق في وقف المعتدين وتدفيعهم أثمان أكبر من أن يحتملوها وما ذلك ببعيد.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا