كتابات | آراء

النفاق السياسي.. وشقلبة المفاهيم

النفاق السياسي.. وشقلبة المفاهيم

في ظل العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والظالم وغير المبرر على بلادنا الحبيبة اليمن خلال سبع سنوات مضت تكالبت فيه معظم دول العالم المتمثلة في دول التحالف العبري العربي

شهد العالم فيها من جرائم الحرب والإبادة والمجازر الجماعية على اليمن مالم يشهده تاريخ الحروب على مر التاريخ، كما استهدفت فيه دول التحالف من الأسلحة والمعدات الحربية ما تستثنيه الحروب في القرن العشرين والواحد والعشرين بل وتم تجريم من يستخدمها وتحريمها دولياً لما فيها من الخراب والدمار وما تسببه من الكوارث والجرائم اللا محدودة بحق الإنسانية..
فاستهدفت غارات العدوان على اليمن بحملاتها الجوية العشوائية والمجنونة الأرض والنسل والحرث وسممت الماء والهواء.. واستهدفت كل جميل وكل عظيم في هذه الأرض الطيبة، كما لم تستهدف في غاراتها الأهداف العسكرية كالمعتاد والمتعارف عليه في الحروب، بل تعدت ذلك وتجاوزت كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية الخاصة بالحروب بل وتجاوزت الأعراف والأديان والقيم الإنسانية والأخلاقية..
فاستهدفت الأحياء المدنية والمقومات الاقتصادية، والإرث القيمي والحضاري والتاريخي لليمن، وتجردت عن كل قيم الإنسانية وبانعدام للضمير قصفت المستشفيات والمساكن والسجون، ولم تستثني من قصفها حتى الحيوانات.. حيث استهدف الثروات الحيوانية في المزارع.. والمواشي والملاجئ والقرى، و...الخ.. ووصلت الى أبعد وأشد من ذلك وعلى مسمع ومرأى من العالم أجمع..
وخلال سبع سنوات من ذلك الإجرام لم نسمع للمجتمع الدولي أي صوت أو تحرك لاستنكار وإدانة ذلك الإجرام الوحشي، والعمل الإرهابي، وفي بداية العام الثامن من العدوان قررت القيادة السياسية بالرد القاسي على دول العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات، فأوجعتها بضرباتها الصاروخية والباليستية اليمنية وبطياراتها المسيّرة.. فأدهشتهم وفاجأتهم وقصمت ظهورهم على الملأ مهزومين مفضوحين، يتباكون ويناشدون المجتمع الدولي وقاداتهم في البيت الأبيض المخطط الأول للعدوان والذي يقف من وراء وكذلك ناشدت رئيس وأعضاء جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف استهداف قاعدة الدفاعات الجوية الصاروخية اليمنية للسعودية والإمارات.. فهيجت أشجان وعواطف المجتمع الدولي المنافق والمنحاز مع مصالحه والمنخرط في دائرة العدوان المباشر على اليمن عبر الدول الظاهرة المتمثلة بدول التحالف المعتدية على اليمن أو الدول التي تقف خلف هذا العدوان بصورة سرية وتدعمه وتموله وتعمل على تأجيج الصراع في المنطقة لصالحها بصورة ظاهرة أو باطنة وخفية للدول الغربية والإمبريالية التي تهدف الى تحقيق أطماعها الاستعمارية في البلدان العربية والإسلامية منها في اليمن.. حيث تعمل على زرع الخلافات والنزاعات بين الدول العربية- العربية، والعربية- الإسلامية وبين أبناء الوطن الواحد فيما بينهم وتنميتها وتأجيجها الى أن تصل الى مستوى المواجهة العسكرية والاقتتال.. مستغلة في ذلك رؤوساء وأمراء وقيادات هذه الدول الذين تم استقطابهم في زاوية العمالة الغربية و"العمالة العربية للغرب" تحت مفهوم سياسة الاستحمار بهؤلاء المنحطين اللذين مثلوا شعوبهم العربية والإسلامية في الحضيض وليس الجميع باستثناء بعض تلك الدول وزعمائها الأحرار الذين رفضوا أن يكونوا ضمن مشروع الخيانة العظماء لشعوبهم ولأوطانهم ونأوا بأنفسهم عن الوقوع في خط ودائرة العمالة للدول الغربية ولدائرة الحقد والمكر والدهاء اليهودي ضد الإسلام والمسلمين وهؤلاء معظمهم من قامت عليهم القائمة ووقفت ضدهم قيادات وزعامات وأمراء دول العالم العربي المبتذلة والغربية المستفيدة لأنهم ضد الباطل ولديهم مشروع تحرري ومشروع بناء ونهضة وتقدم.. منذ القدم ومنها اليمن حيث لديها مشروع الخروج من الولاية والوصاية الدولية للغرب وجعلهم أصحاب الكلمة والحل والربط والمصدر الأول للقرار وتحديد المصير..
لذلك نرى بلادنا اليمنية الضاربة بجذورها عبر التاريخ محط أنظار الحاقدين في رأس قائمة المستعمرين.. ناهيك عن موقعها الجغرافي المتميز وثرواتها وخيراتها..
وتلك الأسباب هي التي جعلت المجتمع الدولي العربي والغربي ينظر ويسمع ويتجاهل ويغظ الطرف.. وذلك أيضاً هو ما جعل الدول العربية المستعمرة من قبل أمريكا وإسرائيل ومن يقف في صفهم تمادوا في طغيانهم وإجرامهم في عدوانهم على بلادنا والعمالة والخيانة والمصالح الخاصة والمشتركة لدول تحالف العدوان ومن يقف ورائها وفي صفها هي التي ولدت النفاق السياسي وحركت الأمم المتحدة ودول الخليج ومجلس الجامعة العربية لاتخاذ موقف من جراء ضربات القوة الصاروخية اليمنية المتمثلة في مرحلة أو حركة الردع التي ضربت أهداف حيوية في العمق السعودي والإماراتي.. وأحدثت زوبعة سياسية أجمعوا فيها على قرار إدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة الإرهاب.. يا للعجب؟!.. كيف يصبح الدفاع عن الأوطان جريمة ويصف من يدافع عن وطنه إرهابياً خلال فترة قياسية لن تتعدى الشهر.. بينما المعتدي المجرم والمحتل الغاصب والعدو اللدود والمتمثل بدول تحالف العدوان المفعم بالقتل والإبادة والإجرام اللا محدود.. ومن مثلوا الصورة الحقيقية للإرهاب.. ومن مثلوا الصورة الحقيقية للاعتداء والجوهر الحقيقي للإرهاب في صورة المجتمع الدولي المنافق معتدى عليه بريء.. ولكن مهما حاول إعلام التحالف والمجتمع الدولي المنحاز لجانبه تغييب الصورة وتغيير الحقائق.. والمحاولة الهزيلة والفاشلة لتجويف المصطلحات والمفاهيم فيما يخص المعتدي والمعتدى عليه، وبين المحتل الغاصب والمدافع عن أرضه وعرضه وتاريخه، وبين الضحية  والجلاد.. وبين القاتل والمقتول، وبين المجرم ومن يقف في وجهه وبين الإرهاب ومن يتصدى له..
فمهما حاول إعلام التحالف والمجتمع الدولي المنافق لما تستدعيه المصالح المشتركة سياسياً فيما بينهم..
تغيير هذه المفاهيم وتجويفها كما تقتضيه مصالحهم المشتركة.. فهم يعلمون في يقين أنفسهم أنهم على خطأ وأن الإرهاب هو ما يمارسه عدوان التحالف بحق الشعب اليمني منذ سنوات سبع.. وكذلك شعوبهم وشعوب العالم بأسره التي لا يبات خافياً عليها ما يحدث من إجرام التحالف العدواني على اليمن.. وما يمارس ضده من الظلم والقسوة والنفاق السياسي، سيما وهي تنظر لما يجري على الواقع بمنظور إنساني عام.. يحتقر ويلعن المجتمع الدولي المنافق ويعلم تماماً من هم الإرهابيون ومن هم دون ذلك.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا