كتابات | آراء

كيف أصبحت دماء المسلمين لا تساوي حُطام سفينة !!

كيف أصبحت دماء المسلمين لا تساوي حُطام سفينة !!

تفصلنا يومان فقط عن اكتمال الشهر الرابع من العدوان الإرهابي الصهيوني بشقيه (الإسرائيلي والأمريكي) على غزة والعدو المجرم ما يزال ماضٍ في عدوانه وارتكاب جرائمه في حق سكان غزة وبصورة تبدو أكثر حدة ووحشية وبشاعة..

أربعة أشهر مضت وغزة تذبح من الوريد إلى الوريد وتدك كل يوم بأطنان من الأسلحة الفتاكة بمختلف أنواعها بما في ذلك تلك الأسلحة المحرمة دولياً التي حوّلت معظم منشآتها ومساكنها إلى أطلال وإلى مقابر جماعية لسكانها الأبرياء المُعتدى عليهم..
كل ذلك الإجرام وتلك المحارق والمذابح والإبادة الجماعية التي حدثت وما زالت تحدث في غزة وما حلّ بأهلها الناجين من الموت من مآسٍ وأهوال ومعاناة مستمرة لم تُحدث أي تأثير في المجتمع الدولي وضميره الإنساني الميت والذي ظل في معظمه طوال هذه الأشهر متعامياً ومتغاضياً عما يحدث، إن لم يكن متماهياً أو مشاركاً مستتراً فيه كما هو حال معظم دول أوروبا.
نعم هذا هو موقف المجتمع الدولي مما جرى ويجري في غزة لم يتحرك ولم يتخذ أي موقف جاد لإيقاف العدوان أو حتى يدينه أو يمنع استهداف المدنيين والمنشآت الصحية أو يلزم العدو بالسماح بدخول المشتقات والغذاء والدواء للقطاع المحاصر..
لكن الأمر بدى مختلفاً تماماً مع ما يحدث في البحر الأحمر.. فبمجرد أن بدأ اليمنيون، بتنفيذ أولى عملياتهم العسكرية ضد السفن الإسرائيلية أو تلك المرتبطة بها حتى قامت الدنيا ولم تقعد وبدأت المواقف القوية تصدر عن كثير من الدول المؤثرة في المجتمع الدولي تحذر من خطورة ما يجري على الملاحة الدولية وانساقت خلفها الكثير من الأصوات الناعقة التي تتحدث هي الأخرى عن خطورة هذه العمليات وضرورة التحرك لإيقافها بما في ذلك استدعاء العدوان على اليمن..
كل ذلك يحدث رغم معرفتهم وإدراكهم تمام الإدراك بأن هذه العمليات لا تستهدف مطلقاً الملاحة الدولية ولا تشكل أي خطر عليها كما يدّعون وإنما فقط تستهدف سُفُن العدو ولأهداف وغايات إنسانية هي إيقاف العدوان على غزة والسماح بدخول المساعدات والغذاء والدواء إلى أبنائها المحاصرين منذ أربعة أشهر..
أضف إلى ذلك أنهم يعلمون بأن العمليات تتم في إطارها العقلاني والحرص على سلامة الملاحة.. لم تقتل ولم تدمر أو تغرق أي سفينة ولم ترهب أو تنكل بطواقمها كما يفعل العدوان الغاشم الهمجي الباغي وآلة حربه المُدمرة بغزة وأبنائها حتى يتحركون ويصدرون كل هذه المواقف وبهذه السرعة.
وهنا يجدر بنا أن نتساءل.. لماذا لم يتحركوا ويفعلون ذلك وهم يشاهدون بأم أعينهم تلك البشاعات وشلال الدماء الذي لم يتوقف يوماً واحداً في غزة؟!
لماذا لم تصحوا ضمائرهم الميتة وهم يرون أحياء غزة تُدك ورُكام مساكنها المدمّرة يُحطِّم عظام سكانها الأبرياء؟!
لماذا لم تحركهم إنسانيتهم المزيفة المخادعة لإيقافها؟!
لماذا لم ترق قلوبهم التي هي أقسى من الحجارة كما رقّت فجأة اليوم وبادرت بالنواح لمجرد اعتراض وإيقاف سفن العدو لمنعها عن إيصال المزيد من شحنات الأسلحة لإبادة أبناء غزة؟
هذه التساؤلات وغيرها لم نجد لها سوى إجابة واحدة هي أن دماء وأرواح أبناء غزة والمسلمين جميعاً لا تساوي عند المجتمع الدولي المنحاز حطام سفينة أو بارجة من بوارج أشقائهم في العنصرية والإجرام.. قتلة الأطفال والنساء أمريكا وإسرائيل.. "قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا