كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد« 28 »

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد« 28 »

أصول العائلات الكبرى في اليمن الآن المؤرخون المعاصرون الذين كتبوا في عهد أئمة القرن الحالي والقرون السابقة لا يذكرون تفاصيل كثيرة سوى فترة علي قاسم الأحمر ووفاته حيث تظهر تفاصيل حياته كملحق مختصر لحياة الإمام

الذي قتله والتفاصيل التي يقدمها هي فقط جريمة القتل ومع ذلك فإن منزل علي قاسم الأحمر كان بالقرب من خمر شمال حوث لا يزال قائماً، كان لا يزال مأهولاً حتى زلزال عام 1982م ويوجد وبجانبه مسجد صغير وبجانب المسجد يوجد ضريح مدمر ليس أكثر من مجرد ملجأ مع شاهد قبر غير منتظم عليه ضريح مهدم وجاء بعد الديباجة الصالحة ما يلي: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بلً أحياء عند ربهم) إن بركة القدر ليست للضعفاء فحسب بل لجميع الناس في كل مكان على الرغم من كل المنعطفات التي يتخذونها فإن الموت مقدر للبشرية وهذا قبر الشيخ الجليل القائد الجبار جمال الدين علي قاسم الأحمر الغريبي- رحمه الله- فتظهر له رحمة الله تعالى وعفوه هو الرحمن الرحيم توفي يوم الأربعاء (10 المحرم سنة 1140هـ الموافق 27 أغسطس 1727م) قُتل غدراً في أمان وعهد وكفالة واختلط النهار بالليل وحدث ما حدث ودفع غضب الناس عليه الموت في كل مكان ثم بعد ذلك كسوف الشمس وأظلم النهار وكان ذلك يوم الاثنين 29 محرم أي بعد 19يوما من مقتله بالنسبة لأولئك الذين يرون أن ذلك كان بمثابة تذكرة لأولي الأبصار .
إن صياغة النص مثيرة للاهتمام بعض الشيء كما هو منطبق على رجل يصوره التقليد الإمامي على أنه عدو للدين يحافظ عدد قليل من الأشخاص في المنطقة الذين لديهم معرفة في التاريخ على قصة أن الأحمر كان في الواقع شيخ علم أي رجل متعلم دينيًا وكان كذلك شيخ قبيلته ومع ذلك لا أحد تقريباً من خارج المنطقة المجاورة يعرف أين القبر موجود ولا يشكل جزءًا من أي تقليد أوسع بالطريقة التي كانت بها مقابر السادة دائماّ وربما إلى حد ما لا تزال تفعل ذلك في الوقت الحاضر على الأقل بنفس القدر من الاهتمام الذي تتمتع به النقش فإن الخطوط المنقوشة من الخارج في جدار الضريح: لا إله إلا الله محمد رسول الله كل شيء عند الله وهذا قبر الشيخ الفاضل الذي حكم البلاد عشرين سنة إلى هذه النقطة المريد إلى حفيش وملحان وقلاعها وأراضيها وللأسف لا يوجد تاريخ أو إشارة إلى التأليف ومع ذلك فإن الإدعاء اللافت للنظر هو أن الأحمر سيطر على المنطقة الممتدة من شمال الحوث مباشرة إلى الجبال الخصبة بالقرب من المحويت على بعد 120 كيلومتر غرب صنعاء تقريباً بصرف النظر تماماً عن نفوذه بين قبائل الهضبة، يحظى هذا الادعاء بدعم قوي من التفاصيل الواردة في سيرة السادة والقضاة ولكن هذه التفاصيل متناثرة ولم يتم كتابة أي قصة عنها وقد ورد ذكر علي الأحمر بالاسم فيما يتعلق بأحداث عام 1713م حيث ناصر الإمام محمد بن إسحاق ضد الإمام المنصور الحسين قبره والتقاليد المحلية التي تتضمن بلا شك ما هو مكتوب هناك تعطي الأحمر اسمًا آخر هو الغريبي كما رأينا على أنه رجل استقر بالقرب من حوث عام 1709م وقبل ذلك لا نعرف شيئاً عنه أو عن العائلة أو ما كانوا يطلقون عليه، لكن بعد أن نصب المنصور الحسين نفسه إماماً في عام 1727م اشترى حصناً استراتيجياً بالقرب من الأهنوم من قاسم الأحمر بألف ريال وعندما خلف المهدي المنصور عام 1748م نزل الأحمر إلى خابور واستولى على المنطقة وأعاد بناء الحصن في هذه الأثناء في 1729-1730م هاجمت قبيلة يام في نجران تهامة والغرب بعد أن فتح حاشد الطريق نظرا لمدى اتساع ممتلكاتهم الطريق إليهم عبر ذيبين تم ذكر الأحمر على وجه التحديد على أنه استولى وعلى الأرجح استعاد مناطق حفاش وملحان ثم أرسل جزءاً من الغنائم إلى الإمام كما لو كان لإضفاء الشرعية على موقفهم ولا توجد تفاصيل ولكن في عام 1751م اندلعت انتفاضة ألفية في الجبال الغربية بقيادة أبو علامة المعروف بلقب الساحر الأسود الذي كان يبشر بالتجديد المتشدد للإسلام وتذكر روايات الصعود عدة حصون في الغرب مأخوذة من البيت الأحمر القاهرة في المحابشة ثم قرضة والغرنق في نجره جنوب حجة مباشرة ثم صبرة وأخيراً الحصن القريب المداير الذي اشتراه المنصور قبل عدة سنوات خلال الأربعين سنة منذ المنصور الحسين بن القاسم وصل إلى السلطة عام 1712م كما يقول شاهد معاصر ولم يكن للدولة سوى القليل من الأملاك .
في السنة التي تلت ظهور أبي علامة عندما كان شريف أبي عريش العلامة الحسين بن علي بن حيدر توفي عام 1267/1851م ومنافسه المطالب بالإمامة ينشطان في الشمال الغربي وكانا مرة أخرى قوة لا يستهان بها ومن المؤكد أنهم جمعوا الضرائب والإيجارات في القرن التاسع عشر وتنسب إليهم الذاكرة المحلية أنهم أخذوا الإيرادات حتى من المدن الساحلية في شمال تهامة وإنهم يحتفظون بأراضي كبيرة في الغرب حتى يومنا هذا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا