كتابات | آراء

اليمن... لعبة الدم والموت إلى أين ?!..  «57»

اليمن... لعبة الدم والموت إلى أين ?!.. «57»

ووفقا لما تناولته وتناقلته المصادر التاريخية المختلفة من أخبار وأثبتته من صفات , فقد كان لأهل اليمن الفضل والسبق في نصرة الدين الإسلامي الحنيف ورسوله الكريم منذ السنوات الأولى لظهور أمره ومرحلة البعثة والدعوة في مكة المكرمة في الوقت الذي تنكرت فيه قريش لهذا الدين ونبيه , وناصبتهما العداء بالرغم أن نبي الإسلام منهم .

وهناك الكثير من الآثار والروايات التاريخية والإخبارية المتطابقة التي تبين تنفيس الله باليمنيين دون غيرهم عن هذه الأمة المسلمة الموحدة ابتداء بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام وولده نبي الله إسماعيل عليه السلام الذي نزل وسكن مكة هو ووالدته هاجر وكانت منطقة صحراوية قفرة ليس فيها سكان ولا زرع , فهيأ الله لهما قبيلة جرهم اليمانية التي هاجرت من اليمن واستقرت هناك لتأنس وحشتهما ويكون منهم أصهارا لنبي الله إبراهيم ونسبا كما أقتضت السنة والحكمة الإلهية , وانتهاءا برسولنا الكريم محمد الذي كان أبناء اليمن نعم الناصر والعضد والعون له ولدينه الذي جاء به من عند ربه .
وتذكر كتب التاريخ , أنه عند اضطهاد أهل مكة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم , ومناصبة قريش له العداء وكفرها البواح بما جاء به , وبعد رجم أهل الطائف له بالحجارة بعد ذهابه إليهم لدعوتهم للإسلام واستهزاءهم به وتسليط سفهائهم عليه , كان أبناء اليمن ( الأنصار) من أوس وخزرج يتهافتون لنصرته وتأييده والتكفل بحمايته .
وتنقل كتب التاريخ عن الطفيل بن عمرو اليماني قوله وهو يخاطب الرسول الكريم :" يارسول الله هل في حصن حصين ومنعة " ?.
وتشير تلك المصادر إلى موقف أحد زعماء اليمنيين آنذاك وهو قيس بن النمط الأرحبي المناصر لرسول الله ولدينه الحنيف .. موضحة أن قيس هذا كان قد واعد الرسول الكريم العام المقبل فسبقه أبناء عمومته من الأنصار لمبايعته وبذل مافي وسعه لنصرته وحمايته من أذى مشركي قريش وغيرهم من أعداء الإسلام .
وبحسب نفس المصادر , فإنه بعد موت الرسول الكريم وإنتقاله إلى الرفيق الأعلى , خلفه الصحابي الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه , وأعلن الكثير من العرب ارتدادهم عن الإسلام , فقضى اليمنيون على من ارتد في بلدهم اليمن بمعونة الصديق ولا زال الرسول على فراش الموت ولم تشكل ردتهم اي خطر يذكر على الإسلام.
وطبقا لذات المصادر , فقد كانت ردة أهل اليمامة بنجد أكبر العقبات في تاريخ الصديق , حيث كانت السبب الأول لجمع القرآن الكريم , لكثرة القراء الذين استشهدوا في معارك حرب الردة حينها .
وذكر السمرقندي في تفسيره المسمى " بحر العلوم " أن أبا بكر الصديق قضى على ردة اليمامة بجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل , سبعة آلاف منهم من قوام ذلك الجيش كانوا من أهل اليمن , وثلاثة آلاف من سائر العرب " , وهذه الرواية تستدعي التوقف عندها كثيرا لاسيما وهي شهادة حق تأتي من شخص محايد وليس يمني , وهي تذكرنا وتؤكد لنا قول المصطفى صلوات الله عليه :" إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن ".
ولولا مسارعة أبناء اليمن لمحاربة الردة في الجزيرة العربية استجابة لنداء الصديق لما قامت للإسلام قائمة.
وتنسب نفس المصادر التاريخية إلى ابن تيميه وهو من العلماء التابعين المحسوبين على السنة قوله :" بأهل اليمن غلب أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما - كسرى وقيصر -"
ونقلت تلك المصادر أيضا عن السمعاني قوله في تفسيره :" ولأهل اليمن في الفتوحات أمر عظيم".
فيما يقول ابن جرير الطبري في تفسيره :" وكان موقع اليمن في الإسلام أحسن موقع وكانوا أعوان أهل الإسلام وأنفع من طغام الأعراب وجفاة البوادي الذين كانوا على الإسلام ولا نفع لهم لهذا الدين" .
بدوره يقول ابن حجر في كتابه الفتح :" ومن سلك جهة اليمن وجدهم رقاق القلوب والأبدان , ومن هنا اتجاه القحطانية إلى مغرب الدولة الإسلامية أكثر منه إلى مشرقها , وكان اتجاه العدنانية إلى مشرق الدولة الإسلامية أكثر منه إلى مغربها , وذلك كان صادر عن ترتيبات الخليفة عمر بن الخطاب كما هو معلوم من سيرته .
فأتجه اليمنيون إلى غرب الدولة الإسلامية بدءا بالشام فمصر فالمغرب العربي الإسلامي فالأندلس .
ولا يختلف المؤرخون أن جل جيش الفتح الإسلامي للأندلس كان قوامه من أهل اليمن , وكذلك الجيوش التي فتحت مصر والشام والعراق والمغرب وغيرها معظمهم من أبناء اليمن قادة وجنودا , وهو مايعطي اليمنيين السبق والفضل في نشر الإسلام وتأسيس وبناء حضارته ودولته العظيمة التي سادت الدنيا ودانت لها بلدان العالم شرقا وغربا وكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس كما وصفها الله بذلك في القرآن الكريم !.
..... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا