ملف الأسبوع

قراءة عن الجاسوسية وآثارها على الدول(1)

قراءة عن الجاسوسية وآثارها على الدول(1)

العميد أنور الماوري / 


الجاسوسية في الاصطلاح القانوني هي العمل سراً وبادعاء كاذب ليستولي شخص أو يحاول الاستيلاء على معلومات حيوية أياً كانت عسكرية أو سياسية أو أسرار قومية أو اقتصادية لغرض إيصالها إلى الأعداء أو دول آخري معادية .

وقد شاعت الجاسوسية أو ما يسمى بالعمل الاستخباري الذي هدفه البحث والحصول على الأسرار والمعلومات المتعلقة بدولة ما ونقلها بطرق سرية خاصة بواسطة عملاء وخونة من داخل دولة إلى آخرى وقد تلعب البعثات الدبلوماسية دوراً خطيراً في نقل المعلومات السرية التي يتم الحصول عليها بواسطة العملاء المحليين أو عن طريق وسائل الاستماع الالكتروني الحديث أو غيرها ..
فالمخابرات اليهودية تحمل في صدرها الحقد الأسود لكل العرب بمختلف معتقداتهم وأطيافهم الفكرية والمذهبية والجهوية ولا تؤمن لأحد إلا للسيطرة الصهيونية المطلقة فقد امتد نشاطها الإجرامي إلى داخل الإدارة الأمريكية لجمع المعلومات والأسرار التي يحتاجها كيان العدو الصهيوني لتنفيذ خططه وبرامجه العسكرية والاقتصادية والإستراتيجية حيث يوجد للمخابرات الإسرائيلية عملاء من جميع المستويات والأجناس في الولايات المتحدة الأمريكية وقد نشرت مجلة التايم الأمريكية في عدد 23/7/1984م أن مدير مكتبها في أقدس المحتلة تقدم للسلطات الإسرائيلية بثلاث شكاوي بعد اكتشاف جهاز للتنصت في مبنى المجلة بواسطة اللاسلكي لصالح المخابرات الإسرائيلية , وهذا المثال قليل من كثير من الأخبار التي تطلعنا بها الصحف العربية والأجنبية من حين لأخر عن عمل المخابرات الإسرائيلية في كثير من دول العالم المختلفة , وبراعة وتفنن هذه المخابرات في سرقة الأسرار والمعلومات الحساسة , مضافاً إليها الاغتيالات والتفجيرات ..
فالمخابرات هي الدعامة الأولى لكل دولة يكون لها أعداء والجاسوسية هي أكبر عامل للنصر حتى لو كان عدوك يمتلك أحداث الأسلحة لأنك تستطيع بمخابراتك القومية المؤهلة أن تحول دون استعماله السلاح وقد أثبتت المعارك الحربية التاريخية أن الجاسوسية كان لها الدور الأساس والمحوري في تغيير مسار الحروب ..
وهكذا إذا اقتنعنا بأن للجاسوسية دوراً محورياً مهما كما اقتنع قبلنا أجدادنا الأولون بالتجسس على الأعداء وكان النصر حليفهم في معاركهم ومن أهم تلك العوامل :
الإيمان العميق بالنصر قبل دخولهم المعركة لأن الله تعالى وعدهم بذلك .
معرفة حال العدو قبل الهجوم عليه .
عدم الخوف عند اللقاء مع الصبر والإقدام.
 وكان الرسول صلى الله وعليه وسلم أول من أمرنا باستطلاع أخبار قريش والتجسس عليهم أبان حربه معهم فكان يبعث بعض أصحابه ليأتوه بأخبار القرشيين أو ليحددوا أماكن تجمعهم أو يرصدوا تحركاتهم ..
ونجد مثل ذلك في الفتوحات الإسلامية في الشام في حربهم  ضد الروم وفي العراق ضد الفرس حيث كان جميع القادة يلجأون إلى معرفة أحوال العدو بدقة متناهية قبل الهجوم  عليه وكان كثير من القادة العسكريين والمسؤولين الأمنيين يتخفون بأزياء مختلفة كبائع زيت أو مجنون أو فقير متسول لجمع أخبار ومعلومات عن العدو ..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا