ملف الأسبوع

بتضحيات الشهداء وصمود المرابطين.. عسير.. جبهة عصية على العـدوان

بتضحيات الشهداء وصمود المرابطين.. عسير.. جبهة عصية على العـدوان

في جبهة عسير الحدودية صب العدوان جام غضبه.. لم يدخر عتاداً عسكرياً متطوراً إلا استخدمه عله يحقق نصراً أو موطئ قدم؛ في أرض تأبى بشموخ جبالها ووعورة تضاريسها والخنوع الاستسلام،

فقد استمدت عزيمة الصمود من عزائم وثبات المجاهدين الأبطال الذين سطروا في شماريخ جبال عسير وسهولها أروع الانتصارات والبطولات، فأجبروا جحافل العدو على التقهقر وافشلوا مخططاته وبددوا أمانيه الواهية في اختراق هذه الجبهة الاستراتيجية الهامة.

26 سبتمبر : محور عسير | عبدالحميد الحجازي
الحقد الدفين
ما يُشاهد اليوم من خراب ودمار على طول الطريق  من مدينة صعدة إلى مدينة باقم.. تدمير لنحو 15 جسراً وعبارة سيول،  والاستهداف الهستيري للمباني الخدمية ومحطات الاتصال، والممتلكات العامة والخاصة بما فيها المزارع ومنازل المواطنين.. ما هو إلا دليل واضح لمن ألقى السمع وهو بصير عن مدى الحقد الدفين الذي يكنه نظام آل سعود لليمن الأرض والإنسان.. كما هو شاهد حي ماثل للعيان عن عظمة الإنسان اليمني وصموده وثباته دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة والاستقلال.
باقم هدفاً
يعرف العدوان السعودي الأهمية الجيوستراتيجية لمديرية باقم بحكم توسطها للشريط الحدودي وقربها من عاصمة محافظة صعدة، والطرق المتفرعة من هذه المديرية للمديريات والمناطق الأخرى، وبالتالي سيمثل سقوطها انكساراً للعديد من الجبهات والمواقع العسكرية.. لذا فقد وضع النظام السعودي منذ اليوم الأول مدينة باقم هدفاً رئيساً ضمن أهدافه المزعومة، وزج بثقله العسكري المسنود بطلعات الطيران الحربي المحلق في سماء المنطقة بصورة مستمرة، وظن حينها وهو يقصف بشكل هستيري تلك المناطق بمختلف الأسلحة والصواريخ أنه قادر على احتلال مدينة باقم.. لكن هيهات له ذلك فقد وجد أمامه رجال صنانديد مجاهدين، قد جعل منهم قائد الثورة بقوة الإيمان ردماً منيعاً لا يمكن للمعتدين المفسدين في الأرض أن يظهروه أو يحدثون فيه نقباً.. فولى المعتدون على ادبارهم وانقلبوا هنالك صاغرين مدحورين.

قدرات قتالية
تفرد المقاتل اليمني بسمة  الجهادية التي ميزته بالتأكيد عمن يقاتل من المرتزقة والعملاء والمأجورين في صفوف العدوان، فقد برز لدى المجاهد اليمني قوة الإيمان بالله  تعالى والتوكل عليه وطلب النصر والعون التمكين والتأييد منه، والإيمان بعدالة القضية والمظلومية التي يقاتل من أجلها، فخلقت لديه  حالة فريدة من الثبات والصمود والمعنويات العالية في مختلف جبهات وظروف المواجهة..  كل تلك المقومات مثلت سلاحاً قوياً ومهماً يصعب مواجهته بالأسلحة التقليدية سواءً القديمة منها والمتطورة،  وإضافة إلى جملة من المهارات القتالية الفردية التي هي في الأساس جزء من شخصية المقاتل اليمني يتمتع بها ويتقنها.
لذلك برز التأييد الإلهي للمجاهد اليمني في الجبهات خصوصاً جبهة عسير الحدودية، وما تحقق فيها من انتصارات كبيرة رغم بساطة الامكانات المادية والعتاد الحربي.. هذا الفارق الكبير قد يصعب على من يتولى الشيطان ويتولى أمريكا وإسرائيل إدراكه، لأنهم يراهنون دائماَ في حساباتهم العسكرية على العتاد المتطور والطيران والصواريخ الحديثة وجحافل الجنود الذين يأتون بهم للقتال بنظام الارتزاق من بلدان عدة، بعكس من يدافع بإيمان واستماتة عن أرضه ووطنه.
 معادلات جديدة
في محور عسير وبالتحديد في منطقة الربوعة سطر المجاهدون بل وفرضوا معادلات جديدة في المواجهات البرية، فقد رأينا ورأى كل متابع لأحداث المواجهة عند اقتحام أبطال الجيش اليمني لمدينة الربوعة وما جاورها من مواقع الرقابة التابعة للعدو السعودي، عظمة وقوة بأس المقاتل اليمني، فعلى الرغم من امتلاك العدو غطاءً جوياً وعتاداً برياً لا يوازيه عتادٌ آخر، ومع ذلك تمكن المجاهدون الشجعان في العام 2015م من إسقاط مدينة الربوعة الذي شبهه البعض باختراق خط برليف..  وكما قال الشهيد أبو حسن الغفيلي قائد معركة الربوعة: (تجلت آيات الله في هذه المعارك، تجلت قوة الله سبحانه وتعالى، وتأييد الله للمجاهدين، سقطت هذه المدنية والمواقع بتأييد من الله سبحانه وتعالى وبالأقلية الصابرة من المؤمنين).
 ولعل المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي في تلك الفترة ما تزال عالقة في الوجدان، وهناك في الربوعة ما تزال آثار الحرب الضروس والمعارك الضارية التي جرت في المدينة محفورة في كُلّ منعطف وزاوية ومبنى.
 معركة الربوعة هي واحدة من المعارك والبطولات التي خاضها  مجاهدو الجيش اليمني في محور عسير سواءَ في باقم أو مجازة أو أبواب الحديد.

خروقات العدوان
في الفترة الأخيرة ورغم الهدنة الأممية المعلنة، والتزام مرابطو الجيش في محور عسير  بتعليمات القيادة الثورية والعسكرية بالتهدئة ووقف إطلاق النار، إلا أن مدفعية العدو السعودي وطلعات طائراته مستمرة بشكل متواصل، لكنها عاجزة كعادتها عن تحقيق أية مكاسب في الميدان سوى استهداف المدنيين واستهداف المنازل والمزارع.. هذه حالة ضبط النفس التي جسدها المرابطون في جبهة عسير، رغم قدراتهم  واستعدادهم للرد الموجع والمؤلم الذي ألفه العدو، وربما يطال في حالة توجيه القيادة بذلك،  أهدافاً وعمقاً أكبر مما يتوقعه تحالف العدوان.. وهذا ما أكده المرابطون في مختلف مواقع جبهة عسير الحدودية، وهم يحرسون على امتداد هذه الجبهة حدود اليمن وأمنها وسيادتها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا