ملف الأسبوع

الوحدة اليمنية.. إرادة لا تقهر

الوحدة اليمنية.. إرادة لا تقهر

اللواء الركن/ علي محمد الكحلاني
الاحرار الشرفاء من أبناء الوطن هم من يصنعون التاريخ بأيديهم وبإرادتهم مهما كانت التحديات والصعوبات التي تواجههم، وفي الشدائد والمصائب هم أولئك الأبطال الذين لا يقبلون الضيم،

ولا يرضخون لترهات الأعداء بل هم أولئك الأشداء الأقوياء بمواقفهم الثابتة أمام عاتيات الزمن وعواصفه، ولا يعتدون على أحد، ولا يحبون أن يُعتدى عليهم أحد, لا يعيشون تحت وصاية ولا يحيون تحت هيمنة الأجنبي إلا من باع نفسه ودينه وأرضه وعرضه سواء بالارتزاق والعمالة أو بزرع الفتن والنعرات المناطقية والمذهبية والعنصرية المقيتة، فمن صعدة إلى المهرة وإلى عدن الحبيبة كلهم أخوة يجمعهم الدين والوطن والإخاء منذ الأزل مهما حاول الأعداء الحاقدون زرع الفرقة وتأجيج الصراع، وبث ثقافة الكراهية في أوساطهم.
الوحدة الوطنية ستظل خالدةً بين اليمنيين إلا ما شاء الله مهما كانت المخططات والأهداف العدائية لقوى العدوان ومرتزقته في الداخل والخارج فبلادنا عصية وستبقى عصية أمام أحلام وأوهام وأطماع القوى الاستعمارية، فمثلما كانت في الماضي ستعيش اليوم وبلادنا الحرة الأبية تهل عليها أفراح ومباهج أعياده الوطنية الخالدة الذكرى ال33 لقيام الوحدة اليمنية المباركة التي تحققت في الـ 22 من مايو 1990م  والتي نزفُ فيها أسمى آيات التهاني وعظيم التبريكات لكافة اليمنيين الأحرار قيادةً وحكومةً وشعباً والى ابطالنا المجاهدين المرابطين في ميادين العزة وساحات النزال بهذه المناسبة الوطنية الغالية على كل قلب يمني حر شريف..
لقد مثٌل إعلان الوحدة اليمنية منعطفاً تاريخياً هاماً في حياة اليمنيين لامس كافة المناحي والصٌعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى المستوى الجغرافي لدولة اليمن السعيد الموحد شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً أمام العالم ورفع أسمها عالياً بين الدول ورفرف علم الوحدة شامخاً أبياً في الأوساط والمحافل الدولية، وبهذا الحدث التاريخي العظيم الذي لم شمل اليمنيين والأسرة الواحدة بعد أن ظل ردحاً من الزمن يعاني أبناءه الشتات والفرقة والنعرات المناطقية وويلات ومآسي الصراعات السياسية والحروب التي راح ضحيتها آلاف اليمنيين الأبرياء في مناطق الصراع الحدودي بين الشمال والجنوب آنذاك.
إنه وبعد أن رأى هذا المشروع الوطني النور حاك أعداء اليمن واليمنيون المؤامرات وزرع الفتنة والنعرات المناطقية وسعوا جاهدين لإشعال نار الفرقة والانفصال بعد أن جن جنونهم كيف لهذا المنجز التاريخي أن يتحقق في اليمن، وما سيترتب عليه من إنجازات ونجاحات سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية في حين يعاني العالم الشتات والتناحر بين الدول في إطار المشروع الأمريكي الصهيوني الهادف إلى تمزيق جسد الأمة العربية والإسلامية، وبتلك التدخلات المباشرة وغير المباشرة وعبر العملاء والخونة ومن لم يريدوا لهذا الوطن الخير والتعافي جاءت حرب صيف 94م وإعلان الانفصال، لكن بحمد الله وتوفيقه انتصر أبناء الوطن الواحد على تلك التآمرات، وكان في طليعتهم أبناء المؤسسة الدفاعية الرائدة الذين حملوا على عاتقهم مسئولية الدفاع عن الوطن والوحدة، وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى الذين سقوا بدمائهم الزكية الطاهرة تراب وطنهم العزيز.
وما أشبه الليلة بالبارحة شهد شعبنا اليمني تلك التآمرات والمخططات الهدامة لقوى الشر والاستكبار والعدوان وأنظمة العمالة والارتزاق التي تسعى جاهدةً للنيل من وطننا ووحدتنا في صور عدائية متعددة من خلال الاستهداف المباشر لوطننا ووحدتنا وأمننا واستقرارنا بدءاً بالعدوان والحصار وإشعال نار الحرب بين اليمنيين وتمزيق الأرض والنسيج المجتمعي واستهداف الانسان اليمني ووضع الوطن في رحى الحرب والصراع وعدم الاستجابة لدعوات ومساعي السلام بهدف استغلال خيرات الوطن ومقدراته وثرواته النفطية.
لقد عاش ابناء اليمن ويلات ومآسي العدوان والحصار على مدى تسعة اعوام في ثبات وصمود أسطوري أذهل العالم، ووفقنا الله بقيادة إيمانية حكيمة تولاها أعلام الهدى ممثلةً بالسيد القائد المجاهد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- وقيادة المجلس السياسي الأعلى ممثلة بالمشير الركن مهدي محمد المشاط وقيادتنا  العسكرية المحنكة التي كان لها الفضل بعد الله في تعزيز عوامل الصمود والمواجهة مع قوى العدوان ومرتزقته بمواقفها الثابتة وإدارتها الحكيمة للحرب والمواجهة حتى تحقق لوطننا وشعبنا النصر والعزة والكرامة وتثبيت عُرى الأمن والاستقرار في المناطق الحرة من دنس الغزاة المحتلين، وكان المجاهدون الأبطال في القوات المسلحة اليد الطُولى في الحفاظ على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره بفضل تضحياتهم واستبسالهم وثباتهم ومآثرهم البطولية في خوض معركة النفس الطويل والمواجهة مع المعتدين الغزاة والمحتلين على مدى تسعة أعوام، وهم اليوم في أعظم المواقف البطولية يتحلون بعقيدةٍ إيمانية جهادية وروح معنوية وجهوزية قتالية عالية ينفذون توجيهات القيادة نحو السلام وأيديهم قابضة على الزناد لخوض المواجهة في حال تعنت ومراوغة الأعداء، وجاهزون للضر بيد من حديد لكل من يسعى للنيل من اليمن ووحدته مهما كانت  التحديات.

*مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا