ملف الأسبوع

القوات المسلحة.. القدرة والكفاءة في الذود عن السيادة

القوات المسلحة.. القدرة والكفاءة في الذود عن السيادة

اللواء الركن / عبدالملك الدرة
عادة ما تخرج كثير من الجيوش بعد خوضها للمعارك خاصة طويلة الأمد  منهكة ومتعبة وفي وضع لا يمكنها من مواصلة دورها في القيام بمهامها الدفاعية كما يجب ..

وعند المقارنة و القراءة المتأنية والدراسة لما مرت به القوات المسلحة اليمنية من تدمير ممنهج سبق مرحلة ما قبل العدوان الغاشم على بلادنا مطلع العام 2015م  ، فقد مرت القوات المسلحة بأخطر مرحلة في ظل العدوان الذي تحالفت فيه أقوى الدول من حيث التسليح والعتاد وجحافل الجيوش المرتزقة من داخل وخارج الوطن والتي شاركت بصورة مباشرة وغير مباشرة في تقديم الدعم لتحالف العدوان بقيادة النظامين السعودي والإماراتي.
في اللحظات الأولى منذ شن العدوان لغاراته الجوية المكثفة على المطارات ومواقع القوات الجوية والدفاع الجوي ومختلف وحدات القوات المسلحة كانت دول تحالف العدوان حينها تتوهم أن أسابيع معدودة كفيلة بإيصال قواتها إلى قلب العاصمة صنعاء للسيطرة عليها وإنهاء ما وصفته (بالانقلاب على الشرعية ) .
وأمام هذا العدوان الغاشم الذي امتلك أحدث الإمكانات من حيث الأسلحة الفتاكة والمتنوعة من الصواريخ والقنابل المحرم استخدامها دوليا، كان صمود الرجال الأبطال من منتسبي القوات المسلحة  أقوى من أسلحة الإبادة فثبتوا في جبهات القتال للدفاع عن السيادة الوطنية مقدمين أورع صور التضحية والاستبسال وهم يواجهون العدو المحتل رغم الفارق في التسليح بين قواتنا وقوات العدوان. كانت قوة العزيمة والإرادة والايمان بعدالة القضية التي يناضل من أجلها أبطال القوات المسلحة أقوى من أسلحة المعتدين التي تهاوت أمام بسالة وإقدام المجاهدين الأبطال في مختلف جبهات الصمود والمواجهة.
وبخطوات مدروسة واستراتيجية النفس الطويل لخوض معركة الدفاع عن السيادة الوطنية برا وبحرا وجوا وحضوراً ومتابعة وإشرافاً من قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على خطوات التنفيذ تحركت القوافل تباعا في مدد لا ينقطع لرفد المرابطين في جبهات القتال بالرجال والمال والسلاح، كان الشعب ولا يزال هو الرديف القوي المساند لأبطال القوات المسلحة في خوض معركة الحرية والاستقلال في فصولها المختلفة هذا جانب .
الجانب الآخر استخدمت قواتنا تكتيكاً جديداً في خوضها غمار الحرب الدفاعية والهجومية بطرق وأساليب شتى استنزفت قوات العدو، وأربكت قياداته خاصة بعد أن تحولت القوات المسلحة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم بتوجيه الضربات النوعية إلى عقر دار العدو محققة إصابات نوعية دقيقة جعلت العدو يضطرب بعد كل ما أنفقه من  مليارات الدولارات في شراء أحدث منظومات التسليح وفشل حربه العدوانية خلال ثمان سنوات من الاستهداف وفق سياسية الأرض المحروقة .
وخلال هذه السنوات العصيبة من التصدي والمواجهة المفتوحة مع العدوان وحربه العسكرية والاقتصادية وحصاره الظالم والجائر .. استمرت عجلة البناء والتدريب والتأهيل لتخريج العديد من الدورات والدفع العسكرية في التخصصات المختلفة التي رفدت جبهات القتال بكفاءات قتالية فائقة التدريب .
وبشكل متواز مع ما تشهده ميادين المواجهة والتدريب والتأهيل نهض التصنيع الحربي أيضا من تحت الركام في التصنيع والتدريع والتحوير والتطوير لمختلف أسلحة القوات البرية والبحرية والجوية، وعلى وجه الخصوص الطيران المسير والقوة الصاروخية السلاح النوعي الذي أرعب العدو محققًا معادلة جديدة في توازن الرعب والردع معا.
وبعد ملاحم بطولية شهدتها ميادين وجبهات القتال في جبهات الداخل وخارج الحدود طوت القوات المسلحة ثمان سنوات من المواجهة والصمود بتحقيق الانتصارات الكبيرة، وها هي اليوم قد دشنت عامها التاسع وهي في مستوى متقدم تمتلك من القدرات والإمكانات ما يجعلها قادرة على حماية السيادة وإفشال مخططات ومؤامرات المحتلين وأدواتهم في تحقيق أي من الأهداف التي يسعون إليها في التوسع والاحتلال والسيطرة ونهب الثروات .
وبفضل الله وبفضل حكمة وحنكة القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا وكل أحرار الشعب تجاوزونا أخطر المراحل التي فرضها العدوان على شعبنا وفاقمها بحصاره وتدميره للبنى التحتية واستهدافه للمدنيين بشكل لم يسبق أن شهده اليمن عبر مراحل التاريخ .
اليوم ونحن نقف على عتبات بوابة النصر القريب إن شاء الله يحق لنا أن نفتخر بما تحقق للقوات المسلحة من إنجازات ونجاحات في مجالات البناء تدريبا وتأهيلا وتسليحا، وبما حققه المرابطون في ميادين التحدي والمواجهة من انتصارات كبيرة في تلك  الملاحم البطولية التي جعلت المقاتل اليمني أسطورة في البسالة والفداء وهو يواجه الأعداء بشكل جعل العديد من المتابعين والمحللين العسكريين والسياسيين يقفون مذهولين أمام شدة وبأس اليمانيين الأحرار أباة الضيم ورجال المعارك الذين لا يهابون الموت في سبيل الله والوطن والشعب .
بعد ثمان سنوات من الثبات والاستبسال لا يزال أبطال القوات المسلحة يرابطون بمعنويات عالية وهامات تعانق جبال اليمن الشامخة في مختلف مواقع وجبهات العزة والكرامة بجهوزية عالية وأياديهم قابضة على الزناد في استعداد عال لحماية السيادة الوطنية مؤكدين قدرتهم وكفاءتهم العالية على إحباط وإفشال أية محاولة للنيل من أمن واستقرار الوطن والشعب.

*  نائب رئيس هيئة الاسناد اللوجيستي

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا