ملف الأسبوع

مناورة الصمود.. المهنية العالية لقواتنا المسلحة

مناورة الصمود.. المهنية العالية لقواتنا المسلحة

العميد/عبدالله حسين المطري
في ظل وجود الأزمات واستمرار  للصراع سواء في الداخل والإقليم والمنطقة والعالم هذا  الأمر هو الذي حفز وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان اليمنية على إجراء هذه المناورة أو القيام بأي مناورات أخرى

وهذا يعتبر من باب تطوير النظم التدريبية لقواتها العسكرية  وبما يؤهل القوات المسلحة اليمنية بمختلف تشكيلاتها وتخصصاتها وبما يسهم في تنفيذ مهامها في مواجهة الأزمات والحروب والصراعات وصد أي عدوان ينتهك سيادة البلد برا وبحرا وجوا.
فمن خلال مشاهدتنا لمقاطع المناورة التي بثت من خلال وسائل الإعلام المرئية فإننا لاحظنا مهنية عالية للقوات التي شاركت في تلك المناورة.
ويتضح ذلك من خلال ما تميزت به تلك المناورة من حيث حجم القوات واختلاف الأهداف وتنوع مراكز ومسارح الانتشار الجغرافي لتنفيذ المناورة.
هذا وقد اعتمدت من خلال هذه المناورة إرسال رسائل عدة ويستلهم ذلك من خلال حجم القوات المشاركة وتنوعها تكنيكا وتكتيكا، وتعطي مفهوما ذا بعد تدريبي تعبوي عملياتي قتالي فالتنوع في التشكيلات والتخصصات التي شاركت في المناورة يعطي مفهوماً أن القوات المسلحة اليمنية كما صمدت في مواجهة العدوان فإنها الآن قادرة لخوض معركة حديثة مشتركة، في اي وقت وأي مكان وفي مختلف الظروف وتنوع الجغرافيا،ويستدل على ذلك  من خلال اختيار  الاستراتيجية للمناطق التي أجريت فيها؛ تلك المناورة  والتي كانت بمثابة تنبيه وتحذير.
فالمناورة كان لابد منها كضرورة لإرسال رسائل من ناحية ومن ناحية أخرى تطوير القدرات العسكرية بحيث تكون في حالة جاهزية وتأهب لأي نزاع مسلح ممكن، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تنفيذ المشاريع التكتيكية المتنوعة ومن خلال المناورات العسكرية المكثفة.
ففي ظل استمرار العدوان للحصار  ومراوغته في معظم الجوانب الإنسانية ومماطلته وبقى الوضع في حالة ألا حرب وألا سلم وهدنة وألا هدنة فمن المتوقع أن تستمر هذه المناورات؛ وذلك بناء  على تطورات أوضاع المرحلة.
فما هذه المناورة العسكرية المشتركة  والتي كانت تدشينا بمرور ثمانية اعوام صمود وتدشين العام التاسع كمرحلة جديدة  سيكون لها مابعدها إذا لم يستوعب العدو ذلك.
وفي السياق ذاته نعتقد ويعتقد أي خبير عسكري أن تلك المناورة كانت بمثابة نوع من أنواع التدريبات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية والتي جرت بمختلف الأسلحة الاستراتيجية والتقليدية إنما كانت بمثابة الرد  على الزيارات  الاستفزازية،التي يقوم بها مسؤولون عسكريون أمريكيون وبريطانيون لبعض المحافظات اليمنية والجزر المحتلة،فالمناورة كانت ذات بعد سياسي وعسكري واقتصادي على مستوى الداخل والاقليمي والدولي.
إضافة إلى ذلك فالمناورة  حملت مقاصد أخرى وأهمها تعزيز سياسات الردع للدولة.
كما تهدف تلك المناورة  العسكرية وتلك التدريبات العسكرية إلى ردع حلفاء الإدارة الأمريكية.
كما ترسل القوات المسلحة اليمنية رسائل لإثبات قدرتها القتالية الفعلية لوحدات الصواريخ الباليستية والطيران المسير العابرة والقادرة على تنفيذ هجوم مضاد متحرك وقوي فما شاهدناه من إطلاق صواريخ بالستية دفاعية كانت أم هجومية  فإطلاق تلك الصواريخ يعتبر دليلا واضحاً على قوة الردع التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية.
إضافة لذلك فأن تلك المناورة والتدريبات التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية جرت وتجري في توقيتات متزامنة مع  إجراء مناورات لدول كثيرة، شملت مدارس عسكرية متنوعة الشرقية والغربية فما لاحضناه هو أن الجيش اليمني  مزج بين العقيدتين بل وطورها  وأصبح قادرا على تنفيذ التمارين والتدريبات والمشاريع والمناورات والقيام بتنفيذ أي مهام وأي أعمال عسكرية قتالية برا وبحرا وجوا بكل اقتدار وبكفاءة ومهارة قتالية عالية.
عموما فإننا نبارك نجاح تلك المناورة والتي تعتبر انجازاً عسكرياً وإعجازاً علمياً وتكتيكياً فبكل تأكيد إن أي مناورة إنما تهدف لإرسال رسائل سلام لمن يريد السلام ورسائل حرب لمن يريد الحرب والاعتداء على البلد كما تهدف إلى رفع الكفاءة واكتساب المزيد من الخبرات الميدانية وبما يسهم في توحيد المفاهيم والمصطلحات العسكرية بين جميع التشكيلات والوحدات التخصصية المشاركة من القوات البرية والجوية والدفاع الجوي والوحدة الصاروخية والطيران المسير.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا