ملف الأسبوع

المستجيبون لربهم

المستجيبون لربهم

يوم الثلاثاء 11 يناير 2022م تلقيت نبأ ارتقاء زميلي وابن زميلي عبده يحيى السنفي، الولد (أسامة عبده يحيى السنفي) شهيداً..

كنت قد عرفت الشهيد أسامة وجلست معه عدة مرات في العمل في دائرة التوجيه المعنوي، حيث عمل معنا متعاقداً قبل ان يشن العدوان على بلادنا.. ووجدت من أبرز سمات هذا الشاب حسن الخلق، وسرعة البديهة والقابلية للتعلم السريع..
بعدها غادرنا الولد أسامة عبده السنفي ملتحقاً بجبهات العزة وكنت ألتقيه في بعض الأحيان عندما يأتي في إجازة للزيارة أو يقوم بمرافقة جرحى من زملائه.. وكنت اطلب منه أن يحدثني عن الجبهات والمجاهدين وأوضاعهم ومعنوياتهم وما إلى ذلك.
وكان حديثه يعيدني إلى الأيام الأولى للعدوان عندما حضرت مجلس مقيل لبعض الشباب وكانوا يتناقشون فيه عن الحرب وأهوالها وما يرتكبه المعتدون وطيرانهم المعادي من جرائم بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وبلادنا وبنيتها التحتية، وكان هؤلاء الشباب يتحدثون عن الضحايا من الأطفال والنساء الذين قصفتهم الطائرات وهم آمنين ونائمين في منازلهم بغصة وألم كبيرين مصحوبة بعبرات تُنبئ أنهم لن يفوتوا للمعتدين الإفلات من القصاص.
ومما قيل في ذلك المقيل: إن الله سبحانه وتعالى جعل الدعاء والتسبيح والاستغفار عبادة وتقرب إليه، وخص سبحانه وتعالى لحظات مباركة في ايامنا وليالينا يستجاب فيها لدعاء عباده، كما خص سبحانه وتعالى أوقات لتسبيحه واستغفاره وذكرها في كتابه الكريم لنعلمها ونتقيد بها، مستشهدين بالآيات والأحاديث الدالة على ذلك.
ليصلوا في حديثهم إلى فرض الجهاد في سبيل الله، بالقول (كما فرض الله الصلاة والصيام فقد فرض الجهاد في سبيله) مستدلين بآيات عديدة من القرآن الكريم..
وتطرق الحديث إلى مساعي أعداء الإسلام وما يحيكونه من مؤامرات ضده لتدميره من داخله، مستشهدين ومستحضرين مشاهد وأحداث جرت في سوريا والعراق على أيدي من يدعون أنهم مسلمون..
وكان لسان حال الشباب في مقابل ما يحدث من حولنا، وما يجري على بلادنا من عدوان، يردد التساؤلات: ما هو دورنا نحن الشباب؟!.. ألا يجب علينا أن نستجيب لأمر الله الذي فرض علينا الجهاد في سبيله نصرةً لدينه والمستضعفين من خلقه؟!.. هل سننتظر ونبقى مكتوفي الأيدي حتى يأتي أعداء الله ويدخلوا بلادنا ليذبحوا أبناءنا وأمهاتنا وإخواننا وينتهكون إعراض نسائنا أمام أعيننا؟!.. هل سنرضى لأنفسنا الذل والمهانة ممن لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة؟!.
الشهيد المجاهد (أسامة عبده يحيى السنفي) واحداً من هؤلاء الشباب الذين أبوا أن يتركوا وطنهم نهباً لأعداء الله، يعيثون فيه فساداً وافساداً ونهباً وإذلالاً وانتهاكاً لحرماته ولأعراض ناسه ونسائه.. وكان ممن استجابوا مسارعين لأمر ربهم مجاهدين في سبيله منتصرين لدينهم وربهم والمستضعفين من أبناء وطنهم.
أدى الشهيد (أسامة) دوره وكان مجاهداً مخلصاً، فاختاره الله سبحانه وتعالى لإخلاصه ليحيا حياة أبدية عنده.. فسلام الله عليه وعلى والده ووالدته اللذين أنجباه وربياه على ما يرضي الله محببين لديه حب ربه ودينه وطنه وشعبه ومجتمعه.
فهنيئاً لك يا (أسامة) الوسام الرباني والاختيار الإلهي والارتقاء شهيداً في سبيل الله.. وعصم الله قلب والدك وقلب والدتك وإخوانك وقلوبنا معهم بالصبر والسلوان وجعلهم محتسبين بجهادك وتضحيتك عند ربهم.. وجعلك شافعاً لهم.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا