ملف الأسبوع

«فجر الصحراء» وتكتيك الصدمة الجيش واللجان نموذجاًالحلقة (الأخيرة)

«فجر الصحراء» وتكتيك الصدمة الجيش واللجان نموذجاًالحلقة (الأخيرة)

والجدير بالذكر أيضا هو أن المجموعات المقاتلة من"المجاهدين من أبطال الجيش واللجان" التي تتقدم نحو هدف معين يكون لها دراية تامة بجغرافية المكان وبطبيعة ونوع الفرق المقاتلة،

كما بهرمية القيادة في المكان المستهدف، ذلك بفضل العمل الأمني والاستخباراتي الذي يسبق العملية، ما يزيد من فعالية الهجوم ومن سرعة تقدم المهاجمين. علما بأن الهجمات الالتحامية والقوة النارية الخفيفة والمتوسطة للمهاجمين لا تترك مجالا لاستعمال السلاح الثقيل من مدفعية أو طيران من قبل المدافعين لأن ذلك سيؤدي حتما إلى خسائر في صفوفهم.
 فبرغم تسلح مقاتلو "الجيش واللجان" عموما بسلاح فردي عبارة عن بندقية آلية كلاشينكوف متنوعة الصنع،ورشاشات من نوع "ب ك تيه" وقناصات متنوعة، وبقاذفات "أر ب ج" و آر بي آر،وكذلك  الكورنيت ويدعم إجمالا تقدم المقاتلين أحيانا سيارات رباعية الدفع مجهزة برشاشات ثقيلة من نوع دوشكا أو 23 أو غيره من المضادات الأرضية. وهم يتقدمون عموما بمجموعات لا يتعدى عديدها العشرة أو الخمسة عشر مقاتل للمجموعة الواحدة أو اقل أو أكثر قليلا،وذلك بحسب ما نشاهده في القنوات أثناء عرض الإيجاز للناطق الرسمي للجيش واللجان كالذي سمعناه اليوم في بيانه عن عملية فجر الصحراء في الجوف وتحرير منطقة اليتمة وما جاورها وبمساحة تقدر ب1200كم2،فيلاحظ أن الجيش واللجان الشعبية  يستخدمون تكتيكات عدة وبحسب ما تقتضيه المهمة والموقف لأي عملية وفي أي مكان وأي وقت وتحت أي ظرف فحين يقررون تحرير موقع أو مساحة جغرافية بعد دراستها جيدا نلاحظ استخدامهم تكتبك المفاجئة وكذلك تكتيك الصدمة وتكتيك لدغة العنكبوت وتكتبك الضربة القاضية وكل تكتيك يستخدمه الجيش واللجان له أسلوبه وعناصره وعدته وعتاده فمن ابرز خبراتهم  النادرة والفريدة من نوعها أنهم لديهم قدرة على التحرك والمناورة والقتال في مسارح عمليات متعددة وفي وقت واحد وبشكل منظم ومدروس مثلا نجد تنظيم التعاون وتوزيع المهام نلمسه أحياناً في  تقدم عدة مجموعات ومن عدة محاور نحو هدف واحد.
 وغالبا ما تكون العملية محضر لها بشكل عسكري ومحكم بعد أن يكون قد تم التدرب عليها وعلى طريقة الاقتحام. وهنا يبرز دور مواقع إلكترونية متنوعة، حيث يتم العمل والتحضير على خرائط ذات دقة وجودة عالية قبل الشروع في أية عملية، وهذا ما بان جليا من خلال الضربات التكتيكية البالستية والهجمات بالطيران المسير في وقت واحد وبالتوازي وعلى هدف معادي واحد سواء في جبهات الداخل وجبهات الحدود وما وراء الحدود. كما أنه يتم وضع إحداثيات العملية بشكل دقيق، إن كان هنالك من دعم مدفعي أو غيره، وبمساعدة الخرائط عينها.
ومن هنا يظهر أن التكتيكات العسكرية الاعتيادية تصبح بلا جدوى تُذكر بمواجهة هذا النوع من العمليات. فقبل أن تكون القيادة العسكرية للجيش التقليدي قد حزمت أمرها وقررت طريقة المواجهة تكون الثكنة أو الموقع المستهدف قد سقط بيد المهاجمين.
ذلك دون أن ننسى أن نلقي الضوء على العنصر البشري المقاتل في "الجيش واللجان" من المقاتلين الذين يتحركون بجدية وحماس ومعنويات عالية كونهم يحملون قضية، وكذلك  تمرسهم على الحرب  والخبرة التي اكتسبوها على التوالي بدءا من بداية العدوان وحتى دخولهم العام السابع . فخبرة هؤلاء وتمرسهم على استعمال السلاح الثقيل والمتوسط كانت أساسية في سياق تقدم "الجيش واللجان" السريع في اغلب الجبهات إن لم نقل جميعها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا