مسؤول برنامج الارشاد الزراعي المجتمعي المهندس الشدادي لـ " 26 سبتمبر ": زيادة إنتاج وتحسين جودة محصول القطن يعتمد على تجاوب المزارعين مع الإرشادات والالتزام بالتعليمات

يعد محصول القطن من أهم المحاصيل النقدية في مختلف بلدان العالم،

ومن ضمنها بلادنا، حيث يعتبر من المحاصيل الصناعية والاستراتيجية الهامة لبلادنا، فهو يشكل مادة خام لصناعة الألياف والمنسوجات في مصانع الغزل والنسيج. كما يساهم المحصول في توفير العملات الصعبة والإسهام في انتعاش الاقتصاد الوطني من خلال تصدير القطن إلى الخارج، بالإضافة أن زراعة القطن تسهم في تشغيل العديد من الفئات المختلفة من المزارعين والفئات المشاركة في حلقات سلسلة قيمة القطن وصناعاته التحويلية.
في هذا اللقاء الارشادي المقتطف مع مسؤول برنامج الارشاد الزراعي المجتمعي بمؤسسة بنيان التنموية المهندس مبارك مسعود الشدادي، والذي نود من خلاله تزويد الأخوة مزارعي القطن ببعض من التعليمات الارشادية المفيدة لزيادة وتحسين الإنتاج.

26 سبتمبر: خاص
في البداية، نود أن نطلع القارئ من خلالكم على العمليات الصحيحة لزراعة محصول القطن؟
اتباع التعليمات الزراعية السلمية لزراعة أي محصول زراعي بشكل عام، والقطن بشكل خاص امر مهم جدا لضمان الحصول على زيادة في إنتاج وتحسين الجودة، وهذا يعتمد على مدى تجاوب المزارعين مع الإرشادات والالتزام بالتعليمات.
ولزراعة القطن، تحرث الأرض حراثتين متعامدتين ثم التنعيم والتسوية للتربة، وتكون المسافة عادة بين الخطوط 10-15م في الزراعة اليدوية وعند تقسيم الأرض إلى مساطب وسواقي يجب عمل مشايات لتسهيل عملية مكافحة الحشرات والجني داخل الحقل.
وبعد جفاف الحقل الجفاف المناسب تتم الزراعة على الشريحة المقابلة لأشعة للشمس وتكون المسافة بين جورة وأخرى ۲۰ سم وموقع الجور في الثلث العلوي من البتن (الثلث العلوي من الخط) إذا كانت التربة غير مالحة.
وفي التربة ذات النسبة الكبيرة من الملوحة، يفضل عمل الجور تحت الثلث العلوي لغسل منطقة البذور من الأملاح ورفعها إلى أعلى الخطوط بالخاصية الشعرية وذلك لتأمين عملية الإنبات وحفظ البادرات في أول نموها من ضرر الاملاح. وتوضع في كل جورة 4 - 6 بذرات وعلى عمق 3–5 سم.
وماذا عن كمية البذور؟
يحتاج الهكتار الواحد إلى 20 كجم من البذور في الزراعة اليدوية، وإذا كانت الزراعة بواسطة المكائن فيحتاج الهكتار إلى حوالي 25كجم من البذور. وتروى الأرض بعد الذري بشكل خفيف.
ويسبق ذلك مرحلة تهيئة البذور، ويكون ذلك بإزالة الزغب الموجود على سطح البذور خاصة في حالة الزراعة بالبذارة حيث أن إزالة الزغب تساعد على انسياب البذور من أنابيب البذارة بسهولة وكذلك للتعجيل في إنباتها بعد الزراعة.
كيف تتم عملية إزالة هذا الزغب؟
 يزال الزغب من البذور باستعمال الطرق التقليدية المتعارف عليها عند كبار المزارعين، أو البذور في حامض الكبريتيك لمدة 5–15 دقيقة بعد ذلك ترفع البذور من الحامض وتغسل بالماء. بعدها تغمر في محلول كربونات الصوديوم لمعادلة بقايا الحامض ثم تغسل البذور ثانية لإزالة الكربونات ثم تجفف وتصبح جاهزة للزراعة.
متى يكون الموعد الأنسب لزراعة القطن في اليمن؟
يُزرع القطن في اليمن خلال شهري يوليو وأغسطس كما يمكن أن تمتد زراعته الى نهاية سبتمبر ويتراوح طول الموسم من 120 -200 يوم.
ويبدأ الانبات بعد 7-10 أيام حسب دفء الجو وتظهر البادرات فوق سطح التربة. ويكتمل الإنبات بعد أسبوعين بعدها ترقع الجور الفاشلة ببذور من نفس الصنف المستعمل في الزراعة.
ويباشر بعملية خف النباتات عندما يتكون في النبات زوج أو زوجين من الأوراق الأساسية (ذات الفصوص) وتترك أحسن ثلاث نباتات في الجورة الواحدة وتروى الأرض مباشرة بعد هذه العملية لضمان تماسك التربة حول جذور النباتات الباقية.
ومتى يستحسن التسميد والتعشيب؟
القطن في مرحلة النمو الأولى مثل النباتات الأخرى يكون حساساً لنقص عنصري الفوسفور والنيتروجين بالرغم من أن الكمية التي يحتاجها النبات من عناصر التغذية من فترة الانبات حتى التبرعم تكون قليلة وتصل إلى 8-10٪ من مجموع ما حمله المحصول، وأكبر كمية يحملها القطن من العناصر المغذية تكون في مرحلة التزهير وحتى النضج الكامل.
ويعزق الحقل مرتين الأولى: عند الخف، والثانية: عند ابتداء التزهير ووضع الدفعة الثانية من سماد سلفات الأمونيوم، وتجري عملية التعشيب حسب الحاجة بحيث لا يسمح بنمو الادغال في الحقل. وتستمر حتى ظهور الازهار حيث ينبغي تجنب المرور بين النباتات خوفاً من تساقط الازهار وتكسر الأفرع الثمرية الغضة لتكاثر النباتات في هذه المرحلة.
كما يجب مراعاة الآتي أثناء مراحل النمو:
انتظام فترات الري وعدم التعطيش بأي حال وعدم الحرمان من أي رية
للخطورة الشديدة على النباتات خاصة في فترتي التزهير والتلويز، بما ينعكس أثره بالسلب على المحصول وصفات الجودة.
يجب التأكيد على عدم إطالة الفترة بين الزراعة ورية المحاياة (التصويم) وذلك حتى لا تتجه النباتات بعد ذلك إلى النمو الخضري على حساب النمو الثمري.
عدم الري وقت اشتداد الحرارة في الظهيرة لأثره الضار على النباتات.
عدم المغالاة في الري سواء بتقصير فتراته أو زيادة كمياته (التغريق)، مع الحرص على ضبط الري فى الفترة الأولى من حياة النبات وخلال شهري يوليو وأغسطس منعاً لتساقط البراعم واللوز الصغير.
ما هي رية المحاياة، وكيف تتم عملية الجني؟
تتم رية المحاياة بعد ثلاثة أسابيع من الزراعة، ورية المحاياة من أهم الريات وتحدد الى درجة كبيرة موقع الفرع الثمري الأول وتكوين حجر للنبات من عدمه، وذلك لأنها تساعد على انتظام وانتشار المجموع الجذري مما يساعد على بقاء أكبر عدد من اللوز على النبات وكبر حجمها.
ويجنى محصول القطن عند تفتح اللوز لكي يكون الجني اقتصاديا الملفت في   هذا الأمر أن عملية تأخر الجني عن موعد محدد قد يؤدي الى تغير وزن وجودة القطن لذا يراعى ان يتم ذلك عند تفتح 50% من الحقل وان يكون الجني على دفعات وتصل مرات الجني للقطن الى ثلاث جنيات بين كل جنية واخرى عشرة ايام وقد يصل انتاج الهكتار من القطن الزهر الى طن للهكتار في الظروف المثالية.
أخيرا. فيما يخص التخزين والتسويق، بماذا تنصحون؟
بعد الجني يجمع محصول القطن تمهيداً لنقله بعد أن تقوم محالج القطن بفصل ألياف القطن عن البذور، وتقوم بعض الآلات الأخرى بتنظيف الألياف حيث تقوم بفصل بقايا الغلاف الثمري وبقايا الأوراق وبقايا النبات الأخرى، ثم تمر بذور القطن داخل النشافات التي تقوم بتنشيف القطن، وعندئذ يمر القطن على آلة تسمَّى حوامل الحلج التي من مهامها نزع نسالة القطن من البذور، ثم ينظف الشعر الناتج بوساطة آلات خاصة تسمى آلات تنظيف نسالة القطن.
ويتم تخزين محصول القطن في مقطورات، والتي تسمح بتخزينه دون أن يفقد ليونته أو جودته الأولية، وبعد ذلك تنقل نسالة القطن إلى آلة كبس البالات، والتي تعمل على حزم النسالة في بالات كبيرة يبلغ حجم الواحدة منها حجم الثلاجة المنزلية، وتستخدم أقمشة القنب (الخيش) في تغطية البالات ثم تحزم بعد ذلك بأحزمة حديدية.