الصفحة الإقتصادية

التفاح المستورد يغرق السوق المحلية

التفاح المستورد يغرق السوق المحلية

لا يزال التفاح المستورد يغزو السوق المحلية وسط غياب دور الجهات المختصة في وزارة الزراعة للقيام بواجبها في تنظيم تسويق التفاح واتخاذ الاجراءات القانونية بحق التجار المستوردين وحماية المنتج المحلي.. "26سبتمبر" التقت بعدد من مزارعي التفاح والمختصين في الجهات ذات العلاقة وخرجت بالحصيلة التالية:


لقاءات : محمد صالح حاتم
تزدهر زراعة التفاح في اليمن عاما بعد عام وتزداد المساحات المزروعة وكميات الإنتاج، وخاصة في محافظة صعدة التي توسعت فيها زراعة التفاح بشكل كبير، وأصبحت اليمن مكتفية ذاتيا من التفاح والتي تتواجد في الاسواق المحلية معظم أيام السنة، ورغم هذا إلا أن التفاح المستورد لايزال يتدفق إلى الاسواق المحلية وبكميات كبيرة وهو ما يؤثر تأثيرا سلبيا على اسعار التفاح المحلي.

إنتاج وفير
مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة المهندس زكريا المتوكل أوضح أن الموسم الحالي يعد من أبرك وأكثر المواسم إنتاجا، بسبب هطول الأمطار بغزارة والذي أعقبه جو صحو وهو ما زاد من معدل النمو والنضج للثمار، ويوضح أن الأصناف التي تزرع في صعدة هي صنف «أنا» والصنف الزجاجي وهو صنف محسن من صنف «أنا» وهو صنف منتشر منذ عشرات السنين وهو يحتاج ما بين 200 إلى 300 ساعة برودة خلال العام، وإنتاجيته جيدة، ويضيف أن هذا الصنف لديه سلبيات منها عدم تجانس الثمار في الحجم واللون عند النضج، وقوام الثمار هش وضعيف لا يتحمل عمليات ما بعد الحصاد وأبرزها النقل.

المساحة والإنتاج
وبين المهندس زكريا المتوكل أن المساحة الكلية المزروعة بالتفاح تقدر بحوالي ثلاثة آلاف و500 هكتار ويبلغ عدد الأشجار ما بين مليون إلى مليون و200 ألف شجرة مثمرة، وتبلغ كميات الإنتاج ما بين 24 ألف طن إلى 25 ألف طن في الموسمين الصيفي والشتوي..

أصناف سكرية
وكشف مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة صعدة عن إكثار 8 أصناف جديدة من التفاح نوعية سكري والتي تتميز بتجانس الثمرة من حيث الحجم واللون والنضج إضافة إلى قوام أو بناء للثمرة صلب ويتحمل عمليات ما قبل وما بعد الحصاد مثل الجني والتخزين والنقل والتوزيع، ويشير المهندس زكريا أن هذه الأصناف من شأنها أن تسهم في تحسين نوعية المنتج بما ينافس المنتج المستورد ويتفوق عليه من حيث الجودة والشكل واللون، الذي يبرر به من يقوم بالاستيراد من الخارج.
ويوضح المتوكل أن هذه الأصناف تم إدخالها مؤخراً وتمت زراعتها في مكتب الزراعة والري بالمحافظة في العام 2020م- ومكاثرتها في مشتل النقاش والذي يتواجد منها قرابة 2000 شتلة منها، مبينا أن هذه الأصناف كانت متواجدة عند مزارعين بصعدة وتم تجميعها منهم ومكاثرتها، ويضيف أن هذه الأصناف قد أطلقتها الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي قبل عشرات الأعوام، يؤكد المهندس زكريا أن هناك تعاونا كبيرا بين المكتب وهيئة البحوث الزراعية بالإضافة إلى الإرشاد الزراعي، والإدارة العامة للإنتاج النباتي بالوزارة.

الموسم الحالي
وعن استعداد المكتب للموسم الحالي يشير مدير مكتب الزراعة بمحافظة صعدة أنهم استعدوا لهذا الموسم بشكل كبير من خلال الإرشاد والتوعية للمزارعين بالطرق الصحيحة للعمليات الزراعية أبرزها عوامل وعمليات ما قبل وما بعد الحصاد، ويؤكد أن المكتب بالتعاون مع الإدارة العامة للإرشاد والإعلام الزراعي والقائد الريفي وفرسان التنمية ومنسق بنيان أقاموا 14 مدرسة حقلية خاصة بالتفاح يتم زيارتها كل 15 يوما من المختصين من تلك الجهات لتزويد المزارعين بما يحتاجون من إرشادات طوال الموسم الزراعي..

تخزين التفاح
وعن الاستعداد لتسويق التفاح يوضح المهندس المتوكل أن المكتب قام بتسجيل قاعدة بيانات لجميع الثلاجات والبرادات المركزية بالمحافظة، وبالتنسيق مع التجار والمصدرين للرمان لاستيعاب التفاح وتخزينه في الثلاجات والبرادات والتي أكثرها أصبحت تعمل بالطاقة الشمسية وهو ما سيقلل من التكاليف، ويضيف المهندس زكريا أن هناك جمعيات ستوفر معامل تصنيع خل ومربى التفاح لاستيعاب الفائض أو غير قابل للتخزين.

خطر التفاح المستورد
ويؤكد مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة أن التفاح المستورد يؤثر تأثيرا سلبيا على تسويق التفاح المحلي، ويكبد المزارعين والتجار المخزنين للتفاح خسائر باهظة، ودعاء المهندس المتوكل وزارة الزراعة والري بعدم السماح بدخول التفاح الخارجي نهائيا لما له من تأثيرات على المنتج المحلي والاقتصاد الوطني.
المزارع حمود سالم من مديرية سحار محافظة صعدة تحدث عن تجربته مع زراعة التفاح حيث يقول: بدأت زراعة لتفاح في عام2000 أي قبل حوالي 23 سنة زرعنا في البداية صنف اسباني وبعدها صنف امريكي ولا زلنا حتى الآن على ذلك الصنف وهو المتواجد في الاسواق المحلية الآن.. ويشير المزارع حمود أن الدافع وراء زراعة التفاح هو تغطية السوق المحلية بمنتج التفاح وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة الدخل حيث يعتبر التفاح من المنتجات التي تدر على المزارع المال وبذلك يزيد مستوى دخل الفرد وكذلك تشغيل الأيادي العاملة في البلد.

التسويق الزراعي
وعن التسويق الزراعي لمحصول التفاح يشير المزارع حمود سالم أن المجتمع قام بإنشاء جمعيات تعاونية بتشجيع من الجهات المختصة والتي عبر هذه الجمعيات تم إنشاء اسواق تحتوي على ثلاجات مركزية، وكذلك والمصدرين المحليين داخل المحافظات كان لهم دور في إنشاء ثلاجات يتم فيها تخزين التفاح وقت ذروة الموسم واخراجها للأسواق بعد الموسم، منوها أن هذا اسهم إلى حد ما في رفع مستوى التسويق الزراعي، ويضيف أن الاسعار لاتزال رخيصة بالنسبة للمزارع.

التفاح المستورد
ويشكو حمود سالم من تواجد التفاح المستورد في الأسواق، مؤكدا أنه اكبر خطر يهدد زراعة التفاح في محافظة صعدة هو التفاح الخارجي والذي يؤثر بشكل كبير جدا ويسهم في تدني الاسعار، وهذا احد اسباب عزوف المزارعين عن زراعة التفاح والتوجه نحو زراعة القات نظرا للعائد المالي الذي يعود المزارع.
مطالباً من الجهات المعنية بعدم السماح بدخول التفاح الخارجي إلى الأسواق، وضبط التجار المستوردين وإلزامهم بشراء وتخزين وتسويق التفاح المحلي.

موسم مبشر
ويقول المزارع حمود إن الموسم الحالي مبشر بالخير والإنتاج الوفير أكثر من الاعوام السابقة ويعود السبب للتوسع الكبير في زراعة التفاح، بالإضافة إلى الاهتمام من قبل المزارع بأشجار التفاح والاعتناء بها، وكذلك اهتمام القيادة الثورية بالقطاع الزراعي والتوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي كان دافعا ومشجعا للمزارع في التوسع في زراعة التفاح.

دور مكتب الزراعة
ويوضح المزارع حمود أن مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة يقوم بنشر الوعي لدى المزارعين وتدريبهم على بعض الممارسات الصحيحة معاملات ما قبل وما بعد الحصاد مثل «القطف، التعبئة، الفرز، التنظيف، التغليف، والتخزين، وتقديم بعض الارشادات ونطالب بتقديم المزيد من الدعم والارشادات الزراعية حتى تعم الفائدة جميع مزارعي المحافظة. ويشير حمود سالم أن الدولة بدأت في الآوانة الاخيرة بالاهتمام بالقطاع الزراعي وتشجيع إنشاء جمعيات زراعية، وايجاد اسواق زراعية، وتنظيمها، ونأمل المزيد من الاهتمام والدعم للقطاع الزراعي.

الصعوبات والعوائق
وعن الصعوبات والعوائق التي تواجه المزارعين في محافظة صعدة يقول المزارع حمود سالم: الصعوبات واجهتنا الكثير منها في الماضي ومنها لاتزال حتى وهي: شحة المياه الجوفية والتدني في مستوها عام بعد عام وعدم معالجة هذا العائق بوضع الحواجز والبحيرات لحجز السيول المتدفقة من سيول الامطار منوها أن هناك حراكاً لابأس به في هذا الجانب ولكنه لا يفي بالغرض ويطالب بضرورة التوسع في إنشاء السدود والحواجز المائية لحصاد مياه السيول، ويشير أن تواجد التفاح الخارجي وعدم ايقاف استيراده هو أحد العوائق التي يواجهها المزارعون.
التاجر محمد عقاب أحد تجار الفواكه بمحافظة صعدة يشير أن الدافع وراء استمرار استيراد التفاح الخارجي هو الربح الكبير الذي يجنيه التجار، ويضيف عقاب أنه كان يستورد التفاح والبرتقال وفواكهه بشكل عام ولكنه حاليا توجه لشراء المنتج المحلي ويقوم بتخزين كميات كبيرة في ذروة الموسم ويسوقها بعد انتهاء الموسم.

آلية الشراء
وعن آلية شراء التفاح من المزارعين اشار أنه يقوم بشراء المزرعة بالكامل ويتولى عملية القطف والتنظيف والتعبئة والتخزين في ثلاجات، مبينا أن الكمية التي سيقوم بتخزينها أكثر من 40 ألف سلة.

تخوف التجار
وأبدى التاجر محمد عقاب تخوفه من قيام وزارة الزراعة والري بالسماح للتفاح الخارجي بالدخول مثلما حصل العام الماضي، موضحا أن التفاح المستورد يكبد التجار المحليين خسائر فادحة، ويقول محمد عقاب: العام الماضي خسرنا مبالغ مالية بسبب قيام وزارة الزراعة والري بإدخال التفاح المستورد والذي لا يزال متواجدا بكثرة في المحالّ رغم أننا في موسم التفاح المحلي، وهذا ما يجعلنا كتجار نتخوف بشكل كبير، ويضيف أن العام قبل الماضي 2021م عندما منع دخول التفاح الخارجي وصلت سعر السلة إلى ما يقارب «18000» ريال، ولكن العام الماضي 2022م هبط سعرها إلى أقل من النصف بسبب دخول التفاح المستورد.

منع الاستيراد
وطالب التاجر عقاب وزارة الزراعة والري بعدم السماح بدخول التفاح الخارجي مؤكدا أن كميات التفاح المحلي لو تم تخزينها بشكل جيد ستكفي اليمن على مدار العام، ويضيف أن المنتج المحلي يمتاز بجودة عالية تفوق الخارجي، وأسعاره مناسبة جدا وفيها فوائد كبيرة للتجار والمزارع والاقتصادي الوطني بشكل عام.

الإدارة العامة للتسويق
وعن استعدادات الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري لموسم التفاح والإجراءات التي ستتخذها ضد التفاح الخارجي الذي يتواجد بكثرة هذه الإيام في المحلات والبقالات والبسطات والآلية التي وضعتها لتسويق التفاح وتخزينه، وهل ستمنع اصدار تصاريح جديدة لاستيراد التفاح حاولنا الاتصال بمدير عام التسويق والتجارة الزراعية المهندس منير المحبشي، ولم يرد على اتصالاتنا ورسائلنا وذهبنا إلى مكتبه ولكنه للأسف الشديد لم يتعاون معنا ورفض الإدلاء بأي معلومات حول ذلك.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا