الصفحة الإقتصادية

تدمير العدوان للبيئة البحرية  ونهبه للثروة السمكية.. جرائم تستوجب الردع

تدمير العدوان للبيئة البحرية ونهبه للثروة السمكية.. جرائم تستوجب الردع

رغم امتلاك اليمن لسواحل طويلة والعديد من الجزر في البحرين العربي والأحمر، ولديها مخزون من الثروات البحرية يفوق نصف مليون طن سنويا،

وتنوع في الكائنات البحرية يزيد عن 500 نوع، إلا أن هذه المقومات لم يستفد منها، ولم تستغل الاستغلال الامثل طيلة العقود الماضية، ومع بداية العدوان السعوصهيوامريكي على بلادنا في 26مارس 2015م، فقد ركز على السواحل والجزر اليمنية، واستهدف البنية التحتية للقطاع السمكي، وقام بقتل الصيادين واختطافهم وسجنهم ومصادرة قواربهم وادوات الصيد الخاصة بهم، ليس هذا فحسب؛ بل قام بتدمير البيئة البحرية ونهب الثروة السمكية طيلة الثماني السنوات ومنع  صيادي اليمن من ممارسة مهنة الصيد في المياه الاقليمية اليمنية، وحرمان اليمن من عوائد هذه الثروة، والتي تعد المصدر الثاني بعد الثروات النفطية التي يعتمد عليها الاقتصاد الوطني.
وزير الثروة السمكية الاستاذ محمد محمد الزبيري اشار أن اليمن تمتلك سواحل طويلة تزيد عن 2500كم، وتختزن فيها ثروات سمكية كثيرة، مؤكدا أن المياه اليمنية تتواجد فيها اكثر من 550 نوعا من الاسماك وهي انواع مطلوبة في العالم، نظرا لقيمتها الغذائية، مشيرا أن القطاع السمكي يعد رافدا من روافد دعم الاقتصاد الوطني، حيث يساهم في حالته الطبيعية بما نسبته 3% من الناتج القومي.. واشار الزبيري أن القطاع السمكي لو استغل استغلالا صحيحا لارتفعت  مساهمته في الدخل القومي، مبينا أن القطاع السمكي يشتغل فيه عشرات الآلاف من الصيادين، ويعيلون مئات الآلاف من السكان في المناطق الساحلية.

أهداف العدوان
اوضح وزير الثروة السمكية أن ما يقوم به العدو من أعمال وممارسات في المياه البحرية اليمنية ومنها منع الصيادين من ممارسة مهنة الصيد وتضييق الخناق عليهم بهدف تهجيرهم وترك مناطقهم ونزوحهم إلى مناطق اخرى ليسهل عليه السيطرة على السواحل، وكذا زيادة معاناة الشعب اليمني اقتصاديا.. وأشار الزبيري أن تحالف العدوان قام باستهداف قوارب الصيادين بشكل مباشر، بالإضافة إلى اختطافهم وسجنهم ومصادرة قواربهم وأدوات الصيد التابعة لهم.
واوضح الوزير الزبيري أن تحالف العدوان يعتقل الصيادين في جزيرة فاطمة وتعذيبهم في سجون تحالف العدوان والسجون الارتيرية، مشيرا أن العدو قام بالتدمير المباشر والممنهج للبنية التحتية من موانئ ومراكز الانزال والتصدير، ومختبرات فحص الجودة، كما أن العدو يمنع تصدير الاسماك خاصة بعد تدمير مختبرات فحص الجودة.

تدمير البيئة البحرية
وأكد وزير الثروة السمكية أن العدو قام بتدمير البيئة البحرية اليمنية عن طريق افراغ السفن للمواد الكيماوية والمشعة منها، وصب الزيوت وهو ما يؤدى إلى نفوق كميات كمية من الاسماك، مضيفا أن سفن تحالف العدوان تقوم بالصيد الجائر باستخدام الجرف والإضاءة، مبينا أن هذه السفن العملاقة تقوم باصطياد انواع محددة من الاسماك والباقي رميه إلى البحر وهذا يؤثر على البيئة البحرية..واشار  وزير الثروة السمكية أن الامارات تمتلك سفن عملاقة تقوم بجرف الاسماك وتعليبها فوق السفن، مشيرا أن هذه السفن تقوم بجرف الشعاب المرجانية وتدمير اشجار المانجروف.. وكشف الوزير الزبيري  أن اليمن سابقا كانت تنتج  في السنة أكثر  من 100 ألف طن ،وحاليا لا يزيد عن 10 آلاف طن، مشيرا أن المخزون السمكي لليمن كان يقدر بأكثر من 550 ألف طن سنويا.

توجيه ضربة
واكد وزير الثروة السمكية أنه في حال استمرار دول تحالف العدوان في نهب الثروات البحرية وتدمير البيئة البحرية اليمنية يوجب الردع على هذا النهب المنظم والمستمر ، مشيرا أن وزارة الثروة السمكية قامت بالتصعيد الاعلامي لتوصيل رسائل لدول العدوان والشركات التي تقوم بنهب الثروة السمكية مفادها أننا لن نسمح لكم بنهب ثرواتنا البحرية.
واوضح محمد الزبيري أن الوزارة ستقوم بتقديم مذكرة  إلى المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني والقوات المسلحة بأن تتعامل مع الشركات والسفن التي تنهب الثروة البحرية كما تعاملت مع الثروات النفطية، مؤكدا ضرورة توجيه ضربة عسكرية للسفن الاجنبية التي تنهب ثرواتنا البحرية، وكل من يحتل سواحلنا وجزرنا البحرية.. واكد وزير الثروة السمكية أن اليمن عبر وزارة الخارجية قامت بتحرير رسائل إلى المنظمات والأمم المتحدة حول معاناة الصيادين اليمنيين وما يتعرضون له من اختطاف وسجن وتعذيب في السجون السعودية والاماراتية والارتيرية، وكذا مخاطبة دولة ارتيريا حول الاعتداءات على الصيادين اليمنيين، مشيرا أن هذا يعد تثبيتا للحق القانوني الذي سيتم التعامل به في المستقبل.

حماية الثروات البحرية
من جانبه أكد المحلل العسكري  العميد عزيز راشد أن القوات المسلحة حاضرة لحماية الثروات البحرية كما قامت بحماية الثروات النفطية، مشيرا أن اليمن بات يمتلك قوات بحرية قوية، لديها القدرة على استهداف أي سفينة في المياه الاقليمية اليمنية، موضحا أن القوات البحرية اليمنية لديها زوارق وصواريخ بحرية من شأنها اعتراض اي سفينة تحاول نهب ثروات اليمن.

الأطماع الأمريكية والإسرائيلية
بدوره اشار الخبير الاستراتيجي الدكتور أنيس الأصبحي أن الاطماع الامريكية والإسرائيلية هي السيطرة على السواحل والحزر اليمنية، منوها بما تمتاز به اليمن من موقع جغرافي استراتيجي حيث تطل على البحرين العربي والأحمر وتشرف على اهم الممرات البحرية وهو باب المندب، مضيفا أن هذا الموقع جعلها تمتلك بيئة بحرية حيوية غنيه بالكائنات البحرية، بالإضافة إلى الثروات النفطية والغازية المتوفرة في المياه الاقليمية اليمنية.
مؤكدا أن الثروة البحرية تعد ركيزة هامة من ركائز الاقتصاد الوطني.. واشار الاصبحي أن العدو استهدف القطاع السمكي منذ بداية العدوان، وارتكب ابشع الجرائم بحق الصيادين اليمنيين ومنها جريمة جزر عقبان وكدمان والتي راح ضحيتها اكثر من 100 صياد وعشرات من الجرحى، بالإضافة الى محاصرة الجزيرتين لمنع اسعاف او انقاذ المصابين.
واكد الدكتور الاصبحي أن ما تتعرض له اليمن حاليا هو امتداد للأطماع الامريكية والصهيونية والتي سعت لعقود من الزمن للسيطرة على السواحل والجزر اليمنية، موضحا أن الكيان الصهيوني يسعى حاليا من خلال الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية مع الدول المطبعة معه إلى الاستفادة من الثروات البحرية اليمنية باعتبارها منطقة اصطياد لجميع الدول، منوها بما جاء في كتاب (الشرق الأوسط الجديد) لشمعون بيريز والذي ذكر فيه أن هذه المنطقة هي منطقة اصطياد ويجب أن نعمل على جعلها منطقة اصطياد لكل الدول، اي الدول المشاطئة، بمعنى الهيمنة على السواحل والجزر اليمنية الغنية بالثروات البحرية، مؤكدا ان هذا ما تسعى اليه دول تحالف العدوان وهو اشراك الكيان الصهيوني في الثروات البحرية اليمنية، وتحقيق حلمها الذي تحلم به منذ عقود من الزمن، وهو جزاء من مخطط الحرب والعدوان على اليمن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا