الصفحة الإقتصادية

الاعلاف ودورها في تنمية الثروة الحيوانية

الاعلاف ودورها في تنمية الثروة الحيوانية

تلعب الأعلاف دورا مهما في نمو الثروة الحيوانية، وفي سلسلة الغذاء، فضلا على مالها من تأثير على تناسل وتكاثر الثروة الحيوانية وصحتها..

تساهم الثروة الحيوانية في اليمن  بحوالي 23% من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي، وتعتبر مصدر دخل لأغلب الاسر اليمنية، ويقدر حجم الثروة الحيوانية في اليمن بنحو (21713591) رأساً
وتكمن اهمية الثروة الحيوانية كونها تمثل بنكا متحركا، وتعتمد عليها الاسر في توفير اللحوم ومشتقات الالبان (زبدة -الجبن -الحليب).

مصادر الاعلاف :
اشارت دراسة اعدها المهندس عبدالناصر هويدي مدير عام الإدارة العامة لتنمية الثروة الحيوانية - تحت عنوان- (دراسة حصر وتقييم الأعلاف في الجمهورية اليمنية ) الوضع (ا لراهن والحلول )
1 -  المراعي الطبيعية
 والتي تمثل المصدر الغذائي للثروة الحيوانية ، وتقدر انتاجيتها السنوية وبحسب معدلات الهطول المطري السنوي المتفاوت بنحو (8. 6 مليون طن) الهكتار  ينتج حوالي (277طناً) من المادة الجافة .
واوضحت الدراسة أن مساحة المراعي الطبيعية الدائمة بالجمهورية اليمنية تبلغ  نحو 95. 16 مليون هكتار بنحو (29%).
2 - مخلفات الحاصلات الزراعية
تعتبر قصب (احطاب) ذرة السرجم والدخن، وقش القمح والشعير، وقش البقوليات الجافة أهم المخلفات الزراعية التي تستغل في تغذية الحيوان.
3- الاعلاف الخضراء المزروعة : بحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2020م فقد بلغت حجم الإنتاج منه بحوالي (1789006) طناً ، موزعة على اعلاف الذرة وتبلغ (1452856) طنا، والبرسيم (580025) طنا، والحشائش (56124) طنا.

4 - الاعلاف المركزة :
واكدت الدراسة أن المشكلة الأساسية التي تواجه اختناقات الانتاج في الثروة الحيوانية في اليمن هي نقص وعدم اتزان الموارد العلفية وغياب الإدارة المؤسسية والفنية الفاعلة التي يعول عليها في البحث عن ايجاد الحلول المناسبة بعد نحديد أثار وسلبيات المشكلات التي تعاني منها الموارد العلفية وعواقب ذلك على انتاجية الثروة الحيوانية وازدياد العجز عن توفير الاحتياجات الغذائية من البروتين الحيواني المطلوب للسكان.

اهمية الاعلاف
من جانبه عميد كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار الدكتور عادل العنسي اشار أن الأعلاف تعتبر  أحد أهم المدخلات التي تسهم في تحسين الكفاءة الإنتاجية للحيوانات والدواجن علـى حد سواء ، مشيرا أنها تمثل تكاليف التغذية أعلى نسبة من التكاليف المتغيرة للإنتاج الحيواني وللنهوض بالثروة الحيوانية.
واشار الى  ضرورة انتهاج  سياسة استثمارية تؤدي إلى تحقيق أهدافها وتحقق عائداً مادياً لتسيير الأنشطة المختلفة التي تحافظ على الثروة الحيوانية ومن هذه المشاريع الاستثمارية مشروع انتاج الأعلاف المختلفة
واكد على اهمية إصدار تشريعات وقواعد لحماية المراعي وضمان استغلالها و احياء المراعي المتدهورة وانتاج أعلاف بديلة وإقامة بنوك لبذور المراعي المحلية وطالب  الإدارة العامة للثروة الحيوانية بشراء الأعلاف من الخارج وتوريدها إلى البلاد عندما نمر بفترات الجفاف ومن ثم تبيعه لمربي الماشية بأسعار تناسبه.

واقع الاعلاف
اشار عميد كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار أن المراعي الطبيعية تقلصت بسبب التغيرات المناخية المؤثرة  والتي ادت إلى زيادة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في اليمن بشكل قياسي خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدا ان العدوان والحصار الاقتصادي على بلادنا من قبل دول تحالف العدوان ادى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بصورة قياسية وبنسبة تجاوزت 500% مما دفع بعض العاملين في تربية المواشي إلى استخدام الحبوب كعلف لمواشيهم، الأمر الذي رفع تكاليف الانفاق على المواشي..
واضاف العنسي أن الهجرة الواسعة من الريف إلى المدينة تسبب في تدهور الاراضي الزراعية والمراعي في هذه المناطق وإفراغها من الثروة الحيوانية, مشيرا أن زيادة الحمولة الرعوية والرعي المبكر والجائر وقطع الأشجار واقتلاعها وعدم وجود سياسات شاملة لصيانة وتحسين المراعي تسبب في سيادة النباتات غير المستأنسة وتعرية التربة وانتشار التصحر في رقعة واسعة من مناطق الرعي...

تطوير المراعي الطبيعية
اكدت  الدراسة السابقة التي اعدها المهندس عبدالناصر هويدي على صرورة اتخاذ تدابير لتنمية الموارد الرعوية ومنها :
1 -  دراسات مسح وتصنيف المراعي حسب المناطق البيئية.
2 -  تحديد مناطق المراعي الطبيعية ومنع إدخالها ضمن النظم الزراعية.
3 - تطوير وتنظيم طرق الرعي التقليدية باعتماد الدورات الرعوية.
4- تحسين المراعي عن طريق إعادة إدخال البيانات الرعوية المستساغة المتلائمة مع البيئة.
5 - تنمية التشجير الحراجي والرعوي ومعالجة مشكلة الاحتطاب.
6 -  وضع سياسة محكمة لتوفير مصادر سقاية الحيوان خلال مواسم الرعي.
وطالبت الدراسة بتفعيل دور إدارة المراعي في الإدارة العامة للغابات والمراعي التابعة لقطاع الري واستصلاح الأراضي أو الحاقها بالإدارة العامة لتنمية الثروة الحيوانية.

البحوث والدراسات
التين الشوكي :
تم اجراء دراسة (استخدام نبات التين الشوكي ذو الثمار البنفسجية (opuntia) في تكوين علائق مركزة للحيوانات) قام بها شرف سيف العزعزي وعبدالرقيب الشامي ونجيب ناشر تم نشرها في المجلة اليمنية للبحوث والدراسات الزراعية العدد 29 يونيو 2014م، ونفذت الدراسة  خلال الفترة (2008/10حتى 2009/1) ، وهدفت إلى تحديد المادة الجافة والقيمة الغذائية لنبات التين الشوكي ذو الثمار البنفسجية واستخدامه في تركيب العلائق المركزة.
واستنتجت الدراسة امكانية إدخال التين الشوكي في تركيب علائق مركزه مع مواد علفية أخرى، واشارت إلى إقبال الاغنام على تناول عليقة التين الشوكي كان ممتازا.، وبينت الدراسة انخفاض نسبة البروتين والفسفور
واكدت الدراسة أن نسبة المادة الجافة في نبات التين الشوكي ذو الثمار البنفسجية 16% ونسبة الرطوبة 84%
وأوصت الدراسة  بإدخال التين الشوكي في تركيب المواد الأولية للأعلاف المركزة وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الوطنية لصناعة الاعلاف المركزة.
عمل المزيد من الابحاث والتجارب حول القيمة الغذائية لهذا العلف، ودراسة معامل هضمة ومقارنته بأعلاف اخرى تقليدية تستخدم في تغذية الحيوان.
وهناك دراسة أخرى قام بها الدكتور عابد البيل واحمد عبدالله والهام سلطان بعنوان (استبدال قصب الذرة الرفيعة بالتين الشوكي (cactus opuntia) في علائق حملان الأغنام التهامية في المناطق القاحلة من اليمن) وهدفت الدراسة التي نفذت خلال الفترة من 15 يناير إلى 30 ابريل 2014م إلى إمكانية استخدام التين الشوكي كمصدر علفي في تغذية الأغنام في المناطق القاحلة.
واستنتجت الدراسة اقبال الحملان على تناول التين الشوكي بعد معاملته حراريا وميكانيكاً، بالإضافة لعدم تسجيل اي فروق معنوية في معدل النمو اليومي.
واظهرت الدراسة انخفاض في تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من اللحم من الوزن الحي بمعدل (08. 27%) للتين الشوكي مقارنة بقصب الذرة الرفيعه.
كما استنتجت الدراسة التي نشرت في المجلة السورية للبحوث الزراعية مارس 2019م. امكانية استغلال  التين الشوكي في المناطق القاحلة كمادة علفية متاحة ومتوفرة بكميات كثيرة لتغذية الاغنام بديلا  عن قصب الذرة الرفيعة وخصوصا خلال فترات الجفاف وشح الاعلاف، ومن ناحية اخرى استخدامه كأعلاف سيحد من اضرار انتشاره في المناطق الزراعية.
يذكر أن الاعوام  السابقة تم اطلاق العديد من التقنيات والأصناف في مجال الاعلاف ومنها :
علف الفيل - علف الكلاتوريا- الدخن الاصبعي - حشيشية الرودس -حشيشية الليبيد -إستخدام بذور المسكيت في تغذية الحيوانات - انواع واصناف البرسيم.
كما تم إجراء العديد من الابحاث في جانب الاعلاف والمراعي مثل :
١- تحسين الغطاء والكثافة النباتية لمحمية وعلان.
٢- تقييم إنتاجية الخلائط العلفية النجيلية البقولية.
٣- تحسين وإنتاجية البرسيم المحلي بإضافة الفوسفات.
٤- رفع القيمة الغذائية لمخلفات مابعد الحصاد مجتمعة.
٥- تحسين طرق حفظ الأعلاف بصناعة السيلاج.
٦- رفع القيمة الغذائية للتبن بإستخدام الفطر
٧- رفع القيمة الغذائية لتبن القمح بإستخدام اليوريا
٨- مخاليط اعلاف من الذرة الرفيعة مع اللوبيا والذرة الرفيعة مع الجرين جرام
وغيرها من الابحاث التي تم تنفيذها في الفترات السابقة.
ويبقى توفير الاعلاف إحدى اهم التحديات التي تواجها اليمن، نظرا لأهميتها في تنمية الثروة الحيوانية، وهذا يحتاج إلى تضافر الجهود للحفاظ على الاعلاف الطبيعية وحمايتها وتوعية مربيي الثروة الحيوانية بكيفية الحفاظ على الاعلاف وتخزينها ، والطرق تقديمها للمواشي بعد تقطيعها بهدف تقليل الفاقد منها، والقيام بدراسات وابحاث ميدانية واقعية لتوفير الاعلاف المركزة ، كما يتطلب سن وتشريع  قوانين الخاصة  بحماية وتنمية الاعلاف، وإعادة احياء الاعراف والاسلاف والمواثيق القديمة لمنع الرعي والاحتطاب الجائر في الجبال، الاستفادة من الاسماك التالفة في انتاج الاعلاف ، ويجب الاستثمار في صناعة وانتاج الاعلاف، بهدف توفيرها بأسعار رخيصة لمربيي وملاك الثروة الحيوانية، وهذا يحتاج إلى التنسيق بين وزارعة الزراعة والري والهيئة العامة للاستثمار، لإيجاد فرص استثمارية في هذا المجال وتقديم مزايا ومنح تشجع رؤوس الاموال للتوجه نحو الاستثمار.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا