أخبار وتقارير

البيت الأبيض في خدمة المشروع اليهودي- الصهيوني!

البيت الأبيض في خدمة المشروع اليهودي- الصهيوني!

منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية وإلى اليوم ورغم التحذيرات من بعض قادة الاستقلال الامريكي من الخطر اليهودي على الشعب الأمريكي, إلا أن قادة ورؤساء البيت الأبيض يسعون جاهدين في خدمة المشروع اليهودي – الصهيوني.

وقد يضحي البعض من هؤلاء الزعماء الامريكان بمصالح امريكا ارضاء لليهود. وخلال استعراضنا لستة من رؤساء البيت الأبيض كنموذج فقط نجد التغلغل و التأثير اليهودي في توجيه سياسة امريكا الخارجية لخدمة مصالح المشروع الصهيوني في فلسطين.

علي الشراعي
بنجامين هارسون (1889- 1893م)
هو الرئيس الثالث والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية وتم انتخابه عام 1889م, عن الحزب الجمهوري لفترة رئاسية واحدة.وعن علاقة الرئيس هاريسون باليهود فقد اعتمد على اليهودي (سيمون وولف) كأكبر مستشاري الرئيس فهو المتحدث غير الرسمي بلسان يهود أمريكا في واشنطن, وقد نصب نفسه مستشارا لكل رئيس جمهوري ابتداء من إبراهام لنكولن إلى ويلسون. وقد حصل اليهود على مكاسب أثناء حكم الرئيس هاريسون بناء على مشورة (وولف) من ذلك تعين اليهودي( سولومون هيرش) وزيرا مفوضا أمريكا في تركيا. وقد أبدى الرئيس هاريسون اهتماما خاصا بقضية اليهود في روسيا القيصرية, حيث طلب الرئيس من الكونجرس عام 1891م الموافقة على قرار شديد اللهجة يدعو الخارجية الأمريكية إلى تقديم احتجاج رسمي ضد عمليات الاضطهاد المعادية للسامية في روسيا.
وفي 5 مارس عام 1891م, تلقى هاريسون طلبا يدعوه إلى عقد مؤتمر دولي للنظر في وضع الإسرائيليين وادعاءاتهم في فلسطين باعتبارها- بحسب زعمهم - وطنهم القديم, والعمل بكافة السبل الممكنة على تخفيف معاناتهم, وقد جاء هذا الطلب قبل ست سنوات من قيام (هرتزل) بعقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة (بال) بسويسرا عام 1897م, وقدم الطلب ووزعه (ويليام بلاكستون) وهو صهيوني ووقعه عدد كبير من الشخصيات الرسمية والعامة منهم كبير القضاة في المحكمة العليا بأمريكا, وعضو الكونجرس (ويليام ماكينلى) الرئيس القادم, وتوماس ريد رئيس مجلس النواب.

ويليام ماكنلي (1897- 1901م)
انتخب عن الحزب الجمهوري عام 1897م, حيث ألقى خطاب التنصيب الأول في 4مارس عام 1897م, وخطاب التنصيب الثاني في بداية الفترة الثانية في 4مارس عام 1901م, ولكنه اغتيل في 14سبتمبر من نفس العام 1901م, في مدينة نيويورك. وهو الرئيس الخامس والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية, وهو ثالث رئيس أمريكي يذهب ضحية الاغتيال. وبعد 13 شهرا من تنصيبه دخلت امريكا في حرب مع إسبانيا لمدة 4 شهور في اغسطس 1898م, حيث نتج عن تلك الحرب استقلال كوبا واستيلاء امريكا على كل من بورتوريكو وجوام والفلبين وجزر هاواي.
وعن علاقة الرئيس ماكنلي باليهود فقد كانوا مؤيدين لمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الإسبانية – الأمريكية, وخدم عدد كبير منهم في الجيش الأمريكي المحارب, كما كان الرئيس ماكنلي يتمتع بصداقة وتأييد السياسي اليهودي (سيمون وولف) المحامي والسياسي والزعيم الطائفي اليهودي في واشنطن, كما كان (أوسكار شتراوس) من أقوى أنصار الرئيس ماكنلي وهو من أسرة يهودية تجارية وأصبح من أقرب مستشاريه. وإلى جانب هؤلاء المستشارين اليهود للرئيس كان (جاكوب هولاتور) اليهودي الاقتصادي وأول أمين خزانة لحكومة بورتوريكو الجديدة عام 1900م, وربما يعد من أبرز الاقتصاديين اليهود الأمريكيين في عصر ما قبل عام 1950م, وقد أصبح أول يهودي ينتخب لرئاسة المؤسسة الاقتصادية الأمريكية.

ثيودور روزفلت (1901- 1909م)
انتخب عن الحزب الجمهوري لفترتين رئاسيتين متتاليتين من 1901م حتى 1909م, وهو الرئيس السادس والعشرون. اشترك في الحرب ضد اسبانيا بدأت علاقته باليهود منذ كان محاربا ووثق علاقته باليهود أفرادا وأسرا, خاصة أنه تربى في منطقة قريبة من تجمعات اليهود في نيويورك. وأثناء جولة قام بها إلى المنطقة العربية توقف روزفلت عام 1873م, في فلسطين مما أتاح له التعرف على العديد من اليهود شخصيا. وقد ظهرت مشاعر روزفلت الإيجابية على السطح نحو اليهود عام 1895م عندما أصبح مفوضا للبوليس في نيويورك.
ومن بين اليهود الذين لجأ إليهم روزفلت طلبا للمشورة والمساندة يأتي في المقدمة ( أوسكار شتراوس) حيث أصبح أوسكار عام 1909م أول يهودي يدخل الوزارة, إذ بعد أن عمل وزيرا مفوضا وسفيرا لدى تركيا عينه روزفلت وزيرا للتجارة والعمل. واكد الرئيس روزفلت أنه يقدر أوسكار شخصيا ويريد أن يبين لروسيا وبعض الدول الأخرى
ص المعادية لليهود ما هو رأينا في اليهود في هذا البلد أي امريكا. وبذلك كان أوسكار أول يهودي يتولى هذا المنصب في التاريخ الأمريكي.
وتجلى تأييد روزفلت لليهود في العالم في استنكاره لما تسمى مذبحة (كيشنيف) في روسيا القيصرية عام 1903م, حيث قتل أكثر من 50يهوديا وأصيب المئات من اليهود. وأرسل الرئيس الأمريكي بطلب من يهود أمريكا مذكرات احتجاج إلى قيصر روسيا (نيكولاس الثاني), واستقبل يهود امريكا اليهود الفارين من روسيا. ومن رومانيا التي قامت رابطة العداء للسامية التي تأسست في (بوخارست) عام 1895م, باستخدام كافة الوسائل المتاحة لجعل وضع اليهود صعبا وإرغامهم على الرحيل من رومانيا, فقد استنكر الرئيس الأمريكي روزفلت آنذاك سياسة رومانيا نحو اليهود وطلب من وزير خارجيته تقديم الاحتجاجات شديدة اللهجة للحكومة الرومانية.- متناسيا ان الإنجليز ثم الامريكان ابادوا وقتلوا ما يقارب 112 مليون نسمة من الهنود الحمر طيلة خمسة قرون من الابادة الجماعية, بل سعوا إلى طمس ثقافة 400 شعب وهم السكان الحقيقيون للأمريكيتين. وقد سجل روزفلت تعاطفه مع اليهود بتأييده لهجرة يهود روسيا إلى أمريكا, وذكر أن اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية بلغ عددهم نحو المليون نسمة عام 1905م, وظلوا على تمسكهم بدينهم وتقاليد جنسهم وهم يتميزون بنشاطهم وامتثالهم للقانون وإخلاصهم لرخاء الأمة الأمريكية !.

ويليام تافت (1909- 1913م)
انتخب عن الحزب الجمهوري لفترة رئاسية واحدة عام 1900م, وهو الرئيس السابع والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية, وكان أول حاكم مدني للفلبين عام 1901م, خلال الاحتلال الأمريكي, ثم أصبح وزيرا للحرب في عهد الرئيس ثيودور روزفلت.
وبالنسبة لعلاقة الرئيس تافت باليهود فقد كان أصدقاؤه الشخصيون والمقربون من زعماء اليهود البارزين أكثر من أي رئيس أمريكي آخر, فقد كان يتبادل معهم الزيارات والرسائل بانتظام وأثناء رئاسته حضر حفل (عيد الفصح) عند اليهود, وهو أول رئيس يقوم بذلك, وبعد أن تقلد زمام الرئاسة خطب من أحد الكنائس اثناء صلوات السبت وأول مرة يقوم بها رئيس أمريكي وبدأت علاقة الرئيس تافت الوثيقة مع حياة اليهود اثناء نشأته في (سينسناتى) حيث تأثر بالحاخام الأكبر ومؤسس اليهودية الإصلاحية في أمريكا وكان صديقا لوالد تافت, كما كانت له علاقات صداقة مع كل من (سيمون وولف) والقاضي (ماير سولزبرجر) أحد كبار الشخصيات اليهودية الأمريكية العامة, وقد قام بدور محوري في تنظيم اللجنة اليهودية الأمريكية وكان أول رئيس لها, وهو أحد دعائم الحزب الجمهوري وقد رشحه الرئيس تافت سفيرا لأمريكا في تركيا عام 1909م.
كما كان الرئيس تافت يتمتع أيضا بالدعم السياسي والصداقة (ليوليوس روزرالد) رئيس شركة ومن الأنصار المتحمسين للحزب الجمهوري. ومن أوسع الجمهوريين اليهود نفوذا في أمريكا. ونتيجة لعلاقة (روزنوالد) وغيره من الزعماء اليهود قام هؤلاء بحملة عام 1908م, من أجل إقناع الرئيس تافت لإلغاء المعاهدة التجارية بين روسيا وأمريكا الموقعة عام 1832م, بسبب موقف الحكومة الروسية من اليهود الروس ومن اليهود الذين يحملون جوازات سفر أمريكية. وقد استجاب الرئيس للضغط اليهودي قائلا : ( أن هذه أول مرة في التاريخ الأمريكي تلغى فيها معاهدة بسبب اضطهاد ديني, وهو إجراء حكومي تاريخي ردا على معاداة السامية, ويضمن الحرية الدينية لليهود الأمريكيين أثناء سفرهم للخارج).

وودرو ويلسون ( 1913- 1921م )
تم انتخابه لفترتين رئاسيتين متتاليتين عن الحزب الديمقراطي (1913- 1921م). وهو الرئيس الثامن والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية. وكان مقتنعا أنه سوف يصبح رئيسا للولايات المتحدة, وعندما تحقق ذلك كان يأمل في أن يساعد على عودة اليهود إلى وطنهم القديم حسبما جاء في التوراة بحسب مزاعمهم.
وكان ويلسون يحترم الشعب اليهودي ويعجب به أكثر من أي رئيس آخر- كونه وقع تحت تأثير التدين العائلي منذ صغره- فقد قال ذات مرة: (لقد ظهر بين مواطنينا اليهود نابغون في كافة نواحي الحياة رجال عبروا عن المثل بوضوح رائع, وقادوا الأعمال بروح وذكاء.. وهم ليسوا يهودا في أمريكا, وإنما هم مواطنون أمريكيون).
وكان (لويس برانديز) صاحب أقوى تأثير يهودي في حياة الرئيس ويلسون, وقد احتضن الفكرة الصهيونية عام 1911م, متأثر بأفكار هرتزل ورؤيته وقد ردد (برانديز) مقولات أن (مكانة فلسطين في قلوب يهود أمريكا) وقد عينه الرئيس ويلسون في المحكمة العليا.
وقد استقبل الرئيس ويلسون في البيت الأبيض (حاييم وايزمان) في ربيع عام 1917م, والذي حصل على وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وقد أعلن ويلسون عن موافقته على وثيقة الوعد, قائلا : (عندما يحين الوقت بأن الوقت مناسب للزعماء اليهود أتكلم). كما كان الحاخام (ستيفن وايز) هو أقرب يهودي بعد برانديز للرئيس ويلسون, فقد خضع الرئيس للاثنين وقبل مضمون وعد بلفور رغم المعارضة الشديدة من كبار أعضاء حكومته فقد اعترض أكثر من 300 يهودي أمريكي على موقف الرئيس ويلسون ويعارضون إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
واثناء مؤتمر الصلح في باريس عام 1921م, اصطحب الرئيس ويلسون صديقه اليهودي (وايز) وسمح له بالحديث عن الوطن القومي لليهود في فلسطين, وبعد الخطاب طمأنه ويلسون قائلا: (لا تقلق يا دكتور وايز, فلسطين لكم). وأكد ويلسون للأعضاء اليهود الأمريكيين في المؤتمر: (أنني مقتنع أن الحلفاء بموافقة تامة من حكومتنا وشعبنا متفقون على وضع أساس كومنولث يهودي في فلسطين).

وارين هاردنج (1921- 1923م)
تم انتخابه عن الحزب الجمهوري عام 1921م, ولم يستكمل الفترة حيث توفى في 2 أغسطس عام 1923م, وهو الرئيس التاسع والعشرون للولايات المتحدة واشتغل بالصحافة ثم انتخب عضوا بمجلس الشيوخ.
وبالنسبة لعلاقة الرئيس هاردنج باليهود فإنه على الرغم من أنه لم يلب المصلحة اليهودية في عدة مجالات – لعل ذلك راجع لمدة رئاسته القصيرة – إلا أن مشاعره الحقيقية نحو اليهود ظهرت في خطاب بعثه عام 1923م إلى اتحاد المحافل العبرية الأمريكية عند احتفاله بالعيد الذهبي يشيد فيه بقوة وإصرار الإيمان اليهودي والتأثير والنفوذ المستمر للشعب اليهودي.
وعن زيارة؛ حاييم وايزمان العالم والسياسي الصهيوني اليهودي عام 1921م ومعه العالم (البرت أينشتاين) لجمع الأموال للمستوطنات اليهودية في فلسطين من الأمريكان رحب بهما الرئيس هاردنج وقدم لهما جوائز الأكاديمية الوطنية للعلوم, ولا شك أن من أسباب هذا الترحيب الشديد من قبل الرئيس بهما هو تأييد اليهود له في حملة انتخابات الرئاسة. ورغم ذلك صدر في عهده قانون الهجرة الذي يحد من الهجرة إلى الأراضي الأمريكية بحيث يسمح لنسبة 3% فقط من عدد أبناء جلدتهم المتواجدين في الولايات المتحدة عام 1910م, وكانت صفعة مذهلة لمصالح الطائفة اليهودية.
وقد نشطت معاداة (السامية) في العشرينيات من القرن العشرين, عندما كان هاردنج رئيسا بعد أن ظلت هادئة أثناء رئاسة ويلسون, وقد فرضت قيود متزايدة على نسبة قبول الطلبة اليهود في الكليات والجامعات, ورفضت المدارس تعيين اليهود ضمن أعضاء هيئة التدريس, ونشطت صحف وجمعيات ومؤسسات لمهاجمة اليهود مثل هنري فورد وتوماس إديسون, فقد اتهموا الشخصيات اليهودية بالاستغلال وإفساد الثقافة الأمريكية. – وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم بعد قرن من الزمن نجد اليوم في امريكا من يعرى ويكشف حقيقة اليهود والصهيونية بما ترتكبه من جرائم وحرب ابادة في غزة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا