أخبار وتقارير

أبرز ملامح سياسة العدوان والاحتلال للتخلص من أدوات الارتزاق: غارات خاطئة.. جرائم إغتيال.. إخفاء قسري

أبرز ملامح سياسة العدوان والاحتلال للتخلص من أدوات الارتزاق: غارات خاطئة.. جرائم إغتيال.. إخفاء قسري

 بعد أن باعوا وطنهم ودماء الأبرياء من أبناء شعبهم وبذلوا أرواحهم وسخروا أنفسهم لخدمة أجندات ومشاريع العدوان والاحتلال الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني،

واستماتوا في الدفاع عن تلك المشاريع كما لم يفعل أي مرتزق في التاريخ، ها هي الأيام وتطورات وقائعها وأحداثها تزيح الستار عن حقيقة تعامل العدوان والاحتلال معهم بسعر القيمة الدنيئة والصورة المذلة والمهينة التي اختاروها لأنفسهم طيلة ثمانية أعوام من العمالة والارتهان والارتزاق والتبعية.. إنهم أدوات ومرتزقة العدوان بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والمناطقية، الذي نحاول الوقوف على أبرز ملامح سياسة العدوان والاحتلال للتخلص منهم في سياق هذا التقرير:

خاص- "26سبتمبر":
منذ اللحظة الأولى لبدء عدوانه الإجرامي الغاشم الهادف إلى تحقيق حلم احتلاله للأرض اليمنية ومطمع نهبه واستغلاله لثرواتها النفطية والغازية والطبيعية والبحرية انتهج العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني سياسة تعامله المهينة مع أدوات العمالة والارتزاق قيادات وأفراد ومكونات سياسية وحزبية وتنظيمات عسكرية مليشاوية، ربما لم تكن ملامح تلك السياسة واضحة بشكل جلي خلال سنوات العدوان الأولى، لكن طابع الازدراء والنظرة المهينة والساخرة والمذلة لأدوات الارتزاق ظل هو الطابع البارز في طريقة التعامل معها، لا سيما تلك المقيمة منها في فنادق عواصم دول العدوان.
ولعل أصدق توصيف لحال أدوات الارتزاق خلال تلك المرحلة هو التوصيف الذي لخصه ذات يوم ياسين سعيد نعمان سفير الفار هادي في بريطانيا على صفحته بالفيس بوك بقوله "كم يبدو حالنا مثيراً للشفقة"، وقد جاء هذا التوصيف إثر تعبير نعمان عن تهميشهم دولياً وغياب وهمهم المسمى" الشرعية" حيث قال "نغيب في زحمة هذا الوضع، وتغيب معه القضية التي اعتقدنا ذات يوم أنها ستظل في بؤرة الاهتمام الدولي دون أن ندرك حقيقة أن الحروب لها وقت محدّد تنتهي فيه وينتهي معه اهتمام العالم بها".

الحرية المصادرة
أول ملامح سياسة تعامل العدوان المهين مع أدوات الارتزاق تجلت في فرض أوامره وإملاءته عليهم وسلب إرادتهم وحرية تحركهم وحتى كلامهم أو تصريحهم بشئ دون أخذ الإذن والموافقة منه.. وكل من انصاع منهم لتلك الأوامر والإملاءات ظل مرحب ببقائه في عواصم دول العدوان شريطة الالتزام الكامل بمحددات وضوابط عيشه وبقائه.. أما من حاول الرفض للإملاءات من قيادات الارتزاق فلم يكن أمامهم سوى خيارين إما القبول بالعيش في عواصم دول العدوان تحت الإقامة الجبرية أو مغادرتها إلى مكان آخر.. ولذلك فقد كانت مدن تركيا هي الملاذ للكثير من قيادات الارتزاق لا سيما قيادات حزب الإصلاح.

الغارات الخاطئة
وعلى صعيد الداخل اليمني تجلت أبرز ملامح سياسة تخلص العدوان من أدواته المرتزقة بادئ الأمر من خلال ما عرف بالغارات الجوية الخاطئة، وهناك الكثير من الغارات الجوية التي استهدف بها تحالف العدوان مرتزقته وكشف بعضها الإعلام الوطني، وكثيرا ما كان يتكتم عليها إعلام المرتزقة.
 ومع توالي غارات العدوان القاصمة لظهور مرتزقته، استحدث مصطلح "الغارات الخاطئة"، التي كان يبررها ويصفها بـ" الصديقة"، وأن المقصود بها كان قوات "الحوثيين" حسب وصف العدوان.
وتوالت الغارات على مواقع وتجمعات المرتزقة التي ظل إعلامهم يصفها بـ"الخاطئة" طوال سنوات العدوان، وفي أحسن الأحوال كان العدوان يبرر تلك الغارات بأنها جاءت نتيجة معلومات استخباراتية خاطئة أو مضللة؛ غير أن سياق تلك الغارات التي كانت تحصد أرواح المئات من مليشيات الارتزاق الزمني والمكاني، كان يكشف حقيقة أن تلك الغارات هي غارات مقصودة ومخطط لها ولها أهدافها المحددة والمرسومة وتأتي في إطار تنفيذ العدوان لسياسة تخلصه من أدواته المرتزقة عن طريق أخطر وسائله الدموية ويسعى من خلالها إلى إعادة هندسة الأوضاع وترتيب المشهد السياسي والعسكري.

الاغتيال والتصفية
خلال الأيام القليلة الماضية وبالتزامن مع دخول العدو الأمريكي على خط التحرك والسعي الحثيث لتحقيق أهدافه ومطامعه في اليمن تطورت سياسة تخلص العدوان والاحتلال من أدواته العميلة والمرتزقة وعلى قارعة الذل الشديد والخذلان تارة وتحت تراب الإهانة ولعنة التاريخ تارة أخرى بدأ العدوان والاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني برمي أدواته المرتزقة بعد استنفاد حاجته إليهم..
باتت سياسة التخلص منهم واضحة بشكل كبير وتتجسد أبرز ملامحها من خلال عمليات التصفية والاغتيال والقتل المباشر خلال الأيام القليلة الماضية عن طريق تدبير عمليات التفجير أو عن طريق الاختطاف والإخفاء القسري أو التصنيف في قوائم الإرهاب وفي هذا السياق جاءت عملية اغتيال القيادي المرتزق في ما يسمى بالمجلس الانتقالي عبداللطيف السيد وعدد من مرافقيه بمحافظة أبين في الآونة الأخيرة.

الاتهام بالإرهاب
في إطار التنفيذ لسياسة تخلصه من أدواته المتمثلة في مكونات العمالة والارتزاق بدأ تحالف العدوان باتهام بعضها بممارسة الإرهاب.. بعد أن قاتل مرتزقة حزب الإصلاح تحت إمرة العدوان الأمريكي السعوديّ وقدم عناصره في كُلّ مكان؛ لأجل أن يحقق العدو أَهْدَافه بات منبوذاً من قبل جميع أَطْرَاف العدوان، وليس من قبل الإمارات وحدها، كما يحاول أن يصوّر ناشطوه، ففيما صنّفته الإمارات ضمن قائمة الإرهاب وسعت إلى حظر أنشطته عبر أدواتها في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة وصفته صحيفة الوطن الرسمية التابعة لدولة العدوان السعوديّة بالتيار الإرهابي، وفي ذات السياق يأتي طرد كثير من مرتزقة حزب الإصلاح من فنادق الرياض، وفرض الإقامة الجبرية على آخرين والسعي لتجميد أموال رجال الأَعْمَال منهم في تركيا وغيرها.
خلاصة
وتبقى الخلاصة هي أن أدوات العمالة والارتزاق بمختلف مسمياتها العفاشية والانتقالية والإخوانية باتت تدرك أنها مُجَـرّد أدوات بأيدي العدو السعوديّ والإماراتي، يحركونها عندما يكونون بحاجة إليها لتحقيق مصالحهم الضيقة في وطننا ويوقفونها إذَا انعدمت المصلحة.
وما يجب أن تدركه تلك الأدوات أن العدوان والاحتلال سيظل محتفظا بها ما دام هناك مصالح خَاصَّة له يمكن أن يحقّقها باستخدامها وفق حساباته، ومتى ما استشعر أنه لم يعد منها فائدة له سيتخلى عنها ويتخلص منها فورًا بالطريقة التي تحلو له وإن كانت طريقة القتل الدموي الوحشي.
تلك الحقيقة لم تعد خافية على أحد، ولا يمكن أن ينكرها أياً كان حتى المرتزِقة أنفسهم الذين بات الكثير منهم يتحدثون عنها ويؤكّـدونها في مجالسهم ووسائل إعلامهم.
لا سيما أولئك الذين باتوا يعيشون أجواءً ملبدة بالرعب والقلق والخوف والعار، كلما تحركت عجلة المفاوضات التي ترعاها سلطنة عمان الشقيقة بين وفدنا الوطني ووفد العدوان.. أصبح حالهم مزريا ورعبهم يزيد كُـلّ يوم وقلقهم يتضاعف كُـلّ دقيقة وخوفهم يشتد من نجاح المفاوضات والتوصل إلى اتّفاقٍ مبدئي أياً كان شكله أَو مضمونه؛ لأَنَّهم يعلمون جيدًا أن التوقيع على أي اتّفاق إنما يعني الإعلان عن انتهاء دورهم ودنوا لحظة الاستغناء عن خياناتهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا