أخبار وتقارير

لن تنجح الرياض في لعب دور الوسيط مجددا..!

لن تنجح الرياض في لعب دور الوسيط مجددا..!

  حين يتحول الجاني إلى وسيط يصعب على المجني عليه تقبل مثل هكذا دور خاصة بعد أن تعمقت الجراح وسالت الدماء وتضرر المجتمع بأسره من ويلات وتداعيات ما أقدم عليه من يظهر اليوم في لعب دور الوسيط (النظام السعودي)

الذي أنبرى في ثوب الوسيط الساعي للإصلاح بين من يسميهم (أطراف النزاع اليمني).

خاص – "26سبتمبر"
خلال قيام الثورات التحررية كان النظام الرجعي في الرياض ولايزال هو من يقف حجر عثرة أمام تحقيق آمال وتطلعات اليمنيين في النهوض والتطور الشامل في شتى مجالات الحياة.
وإبان قيام ثورة الـ26 من سبتمبر انعكس الخلاف السعودي المصري على المشهد اليمني وتحولت اليمن الى ساحة صراع لتصفية الحسابات بينهما وقامت السعودية بدعم النظام الملكي حينها ليس حبا في الملكية ولا كرها للجمهورية وانما لتغذية الصراع بين اليمنيين فكانت تريد جمهورية بلا ثوار وملكية بلا إمام وهكذا استمر النظام السعودي في تضييق الخناق على الجمهورية الفتية بالحصار ودعم الصراع حتى تمكنت من مد يدها الى وسط الثورة والثوار في محاولة لإفراغ الثورة والجمهورية من محتواها.
ومما ورد في مذكرات رئيس الوزراء الأسبق محسن العيني- رحمه الله-..
أن النظام السعودي لم يعترف بالنظام الجمهوري إلا وفق شروط تم وضعها بعد المصالحة التي رعاها بين الجمهوريين والملكيين في اتفاقية جدة عام 1970م.
وكانت اتفاقية جدة قد نصت على اجتماع 25 ملكيا و25 جمهوريا لبحث الوضع في اليمن واتخاذ القرارات وحينما وجه سؤال للعيني عن هذه الاتفاقية تهرب عن الإجابة.. وعندما ألحت عليه وكالة أنباء الشرق الأوسط أجاب بالقول: "هذه اتفاقية عظيمة كان يمكن التوصل إليها يوم 25 سبتمبر سنة 1962م" ولم تنتبه الوكالة لمغزى الجواب ونشر التصريح.
وفي اطار المصالحة التي انتقل اليها النظام السعودي قال العيني: "وكانوا يطمحون في أن تكون دولة اليمن وليس النظام الجمهوري إنه مقابل التنازل عن النظام الملكي نتنازل على النظام الجمهوري"..
 عن تغيير المسمى اضاف العيني: قالي (الأمير سلطان) طيب الدولة الإسلامية قلت له يا سمو الأمير هذا الكلام يقال في أي بلد هناك شك في ديانته قلت له هذا مثل الرسام الفاشل الذي يرسم حصان ثم يكتب فوقه حصان لأن الرسم لم يكن كافياً فقلت له اليمن بلد إسلامي قلت له أنتم المملكة العربية السعودية بوجود الحرمين ووجود المدينة ومكة والأشياء هذه كلها لم تقولوا المملكة العربية السعودية الإسلامية"..
نحن بهذا الاستهلال التاريخي وما ورد في حديث رئيس الوزراء الأسبق محسن العيني- رحمه الله- التي سردها في سبع حلقات في برنامج شاهد على العصر اردنا المرور السريع عن بعض النقاط التي تحدث حولها ومنها قيام السعودية حينها بدور الوسيط بين الجمهورية والملكيين بعد حرب دامت ثماني سنوات بين الجمهوريين والملكيين الذين كانوا يتلقون المساعدة المباشرة منها وكيف أن النظام السعودي حاول التلاعب حتى بالمسمى ما بين دولة اليمن والدولة الإسلامية.. اليوم وبعد عدوان وحرب سنوات لكن من نوع آخر تحالف فيه اعتى دول العالم عدة وعتادا يسعى النظام السعودي الى لعب دور الوسيط لكن هل ينجح هذه المرة!

التقارب مع قيادة المحور
بعد تجربة ثماني سنوات من العدوان العسكري والحصار الشامل فشل تحالف العدوان في تحقيق أي من أهدافه وهو ما جعله يسعى الى التقارب مع عدد من دول المنطقة وفي مقدمتها ايران وسورية واليمن للخروج من تبعات الورطة التي دخل فيها من خلال قيادته للعدوان على اليمن, وفي هذا السياق يرى عدد كثير من المحللين السياسيين أن حرص النظام السعودي على الظهور في دور الوسيط يأتي في إطار التهرب من المسؤولية الملقاة عليه في تبعات العدوان وما خلفه من دمار شامل في البنية التحتية لمختلف المقدرات التنموية والاقتصادية لليمن التي طالتها الغارات الجوية وتحتاج الى إعادة اعمار بمئات المليارات من الدولارات الى جانب جبر الضرر لمن تضرروا بسبب هذا العدوان وانقطاع مرتباتهم وفقدوا أقاربهم بسبب العدوان غير المبرر.
في حين يؤكد آخرون أن هناك حوارات وتفاهمات مع قيادات في النظام السعودي تمت مع الوفد الوطني برئاسة مع عبدالسلام في مسقط وكانت لها نتائج ايجابية نظرا لجهود الوسيط العماني في هذا الجانب.
وبعد اللقاء الأخير جمع الوفدين العماني والسعودي برئيس المجلس السياسي الأعلى للمباحثات في عدد من القضايا والملفات المطروحة بحسب جولات سابقة من الحوارات والنقاشات.. تفاجأ المجتمع اليمني بتغريدة آل جابر الذي وصف لقائه بالرئيس المشاط بأنها في اطار حرص السعودية للمصالحة بين اليمنيين, وهو ما آثار موجة من السخط والغضب الشعبي تجاه تلك التصريحات التي وصفت بغير المسؤولة تجاه ما اقترفه النظام السعودية خلال ثماني سنوات من العدوان والحصار.
ولم تكن القيادة الثورية والسياسية غافلة أو تتحاشى الحديث عن شروط انهاء العدوان وتمديد الهدن للوصول الى السلام العادل والمشرف وفي خطاب للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الذكرى الثامنة ليوم الصمود الوطني أكد بأن الملف الانساني ومنها فتح المطارات والموانئ وصرف مرتبات موظفي الدولة واعادة الاعمار وخروج المحتل من الأراضي اليمنية من أولويات الوصول للسلام الدائم مع السعودية, وبهذا فإن الشروط للقوى الوطنية في صنعاء معلنة وواضحة ولا مواربة فيها ولكن ما يحدث هو أن النظام السعودي يحاول ان يتناسى ما قام به خلال ثماني سنوات بحق الشعب اليمني من جرائم بشعة يندى لها الجبين.
وفي سياق متصل أوضح الرئيس المشاط أن المباحثات مع الوفدين السعودي والعماني كانت ايجابية.
وأن جولة قادمة من المباحثات ستجرى عقب عيد الفطر المبارك, وهو ما يراه المتابعون للشأن اليمني أن هناك عدداً من النقاط لم يتم التوصل اليها بعد في ظل اصرار السعودية للقيام بدورها كوسيط وسعيها للتنصل عما الحقته باليمن من خسائر كبيرة في شتى المجالات.
وفي حال التنصل السعودية عما وضع امامها من الشروط للخوض في تحقيق السلام يؤكد الرئيس المشاط أن يد اليمن الطولى هي الأقوى اذا فكر العدوان في استئناف المواجهات العسكرية وعرقلة خطوات السلام.

حلول عادلة.
حرصت القيادة الثورية والسياسية العليا على وضع شروط واضحة لتحقيق السلام مع السعودية كذلك حرصت القيادة أيضاً على العلن في كثير من اللقاءات والخطابات الرسيمة في اكثر من مناسبة ما يؤكد الحرص على سيادة وحرية واستقلال الشعب اليمني في قراره الوطني وسيادته على ثرواته وأراضيه, ولو كانت مصالح شخصية لكانت انتهت منذ وقت مبكر كما يفكر البعض.
ومهما طال امد الحرب فإن مصيرها الانتهاء بالحل السياسي وهذا ما هو معروف في أي حروب تنشب بين الدول في العالم عبر التاريخ, ولكن يكون في بعض الحلول السياسية غبن على الشعوب التي ثارت وضحت في سبيل تحقيق آمال وتطلعات شعوبها.
ولكن الموقف الثابت الذي ظلت عليه قيادتنا الوطنية أكد صدق الانتماء والولاء لهذا الشعب والوطن فالشروط معلنة وما على النظام السعودي الا ان يلتقط الفرصة حتى لا يقع في ورطة اخرى قد يصعب خروجه منها ان اخفق الحل السياسي.
وعلى قيادة النظام السعودي أن يعي أن فترة 8 سنوات من الحرب العدوانية الظالمة كانت كافية لإثبات الفشل في تحقيق أي من تلك المبررات الواهية التي شن لأجلها مئات الآلاف من الغارات الجوية, وتبقى الحقيقة أن اليمن جزء لا يتجزأ من جغرافية الوطن العربي وأنه مهما تكالبت قوى الشر ف فإنه باق وثابت على مساحته الجغرافية المترامية الأطراف.
يأمل كل أبناء الشعب أن تطوى الـ8 السنوات السوداء بما رافقها من مآس وآلام وأن يكون السلام العادل والمنصف هو الحاضر وأن يعترف النظام السعودي بذنبه ويكفر عن سيئاته بتحقيق الشروط التي وضعت أمامه خلال جولات المباحثات ومنها اللقاء الأخير في العاصمة صنعاء, وأن يستفيد مما مضى فقد حان الوقت للاعتراف بالذنب ولوكان الوقت متأخرا..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا