أخبار وتقارير

بمشاركة سياسيين وناشطين من اليمن وعدد من الدول العربية..مركز دار الخبرة يقيم منتدى سياسياَ حول الاتفاق الإيراني السعودي وانعكاساته على المنطقة

بمشاركة سياسيين وناشطين من اليمن وعدد من الدول العربية..مركز دار الخبرة يقيم منتدى سياسياَ حول الاتفاق الإيراني السعودي وانعكاساته على المنطقة

نظم مركز دار الخبرة للدراسات والتطوير بصنعاء منتدى سياسياً حول  " الاتفاق الإيراني السعودي وانعكاساته على المنطقة العربية والجمهورية اليمنية"..

وحظي المنتدى بحضور رسمي من قبل عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي، ووزير الدولة  احمد العليي، واللواء يحي المهدي رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الشورى، والأخ رضوان الحيمي الوزير المفوض بسفارة الجمهورية بدمشق، والعميد الدكتور إبراهيم اللوزي المدير العام التنفيذي لمركز دار الخبرة للدراسات والدكتور محمد العقيلي المدير العام التنفيذي للمؤسسة العلمية لرعاية المبدعين.

تغطية: عبدالحميد الحجازي - حسن الفقيه
محصلة للصمود
 عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي، أكد حرص القيادة الثورية والسياسية وتمسكها بالمطالب والحقوق المشروعة لشعبنا اليمني، وفي مقدمتها إنهاء العدوان والحصار كمقدمة لتحقيق السلام العادل والمشرف.
مشيراً  إلى أن الاتفاق جاء كمحصلة لحالة الصمود الذي انتهجه محور المقاومة في مسار النضال والتحرر في القرار السيادي والسياسي لمواجهة  الهيمنة والاستكبار الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة.

شيطنة إيران
ولفت النعيمي إلى سعي أمريكا وأدواتها طيلة الفترات الماضية إلى ممارسة أساليب الهيمنة وزرع الفرقة بين شعوب الأمة الإسلامية، من خلال شيطنة جمهورية إيران الإسلامية التي أخذت على عاتقها قيادة محور المقاومة، فعمدت للتأليب على إيران خدمة للكيان الصهيوني وصفقة القرن الفاشلة.. وقال " عندما فشل المشروع الأمريكي أرادت السعودية تصحيح مواقفها من خلال توقيع الاتفاق والخروج من العباءة الأمريكية".

أهمية اليقظة
وتطرق عضو السياسي الأعلى إلى الدور الرئيسي الذي جسدته القيادة الثورية اليمنية في مواجهة العدوان واستنهاض المجتمع للدفاع عن الوطن وامتلاك مقومات التحول من الدفاع إلى الهجوم وفرض معادلة الردع بالتصنيع العسكري، والاتجاه في المقابل إلى معركة البناء للدولة اليمنية من خلال مشروع الرؤية الوطنية.
داعياً إلى أهمية اليقظة والتسلح بالوعي للتعامل مع المتغيرات والمواقف التي يمكن لها أن تنال من العزيمة والثبات والتضحيات التي قدمها الشعب اليمني في الثمان سنوات الماضية.

السلام العادل
من جانبه أشار وزير الدولة احمد العليي إلى أن الدور الأمريكي في المنطقة اعتمد على زرع الفتن والحروب وتأجيج الصراعات وتغذيتها حيث قال"، معروف أن بعد مرحلة التحرر العربي حاولت أمريكا أن تنتج الكثير من الدويلات العربية التابعة لها، و الخانعة، والتي لا تستطيع الفكاك، ومكنتها ودعمتها للاستمرار، كما هو حال النظام السعودي، والنظام السعودي تجاوز مرحلة زمنية طويلة جدا، وهذا لم يكن بسبب قبول شعب الجزيرة العربية لهذا النظام، وإنما بدعم أمريكي واضح، وبالتالي هل تغيرت اليوم المفاهيم؟ وهل استطاع النظام السعودي أن ينفك عن الهيمنة وصنع القرار الأمريكي؟ معروف أن النظام السعودي يخضع تماما للإملاءات الأمريكية، ولكن السؤال المطروح اليوم توجه للسعودية إلى حالة تقريبا مختلفة تماما عما عاش عليه في العقود الماضية، ودخل هذا الاتفاق الذي رعته الصين ما بين السعودية وكذلك إيران، هل هذا مؤشر على أن السعودي بدأ يأخذ حريته في صنع القرار وخاصة، في القرار السياسي المحلي؟ هذا سؤال تجيب عليه الأيام القادمة.
وأشاد بمركز دار الخبرة للدراسات والتطوير في تنظيم هذا المنتدى والذي يهدف إلى إبراز الانعكاسات التي ستشهدها المنطقة عقب الاتفاق الإيراني السعودي في كافة المجالات وبطريقة علمية ومنهجية.. مؤكداَ أهمية أن ينعكس هذا الاتفاق إيجاباً على دول المنطقة وأن يتجه الجميع نحو السلام العادل والدائم.

قراءة تحليلية
العميد الركن إبراهيم اللوزي المدير التنفيذي للمركز، قدم ورقة المركز بعنوان "الاتفاق بين طهران والرياض برعاية بكين- كتابة سلام واحتدام"، تناولت الورقة قراءة تحليلية في الاتفاق التاريخي الذي تم بين طهران والرياض برعاية بكين والمبررات والانعكاسات الاستراتيجية لهذا الاتفاق على الدول أطراف الاتفاق في نقاط تحليلية هامة واختتمت الورقة بأن الاتفاق مثل على المستوى الدولي فوزا للصين وإقليمياً انتصاراً لمحور الجهاد والمقاومة وخيبة وانكساراً للسياسات الشيطانية المحتدمة حاليا من أجل ذلك وتمهيداً لمستقبل جهادي أكثر قوة بحول الله تعالى.

وأد الفتنة
وخلال المنتدى قدمت العديد من المداخلات والمشاركات الخارجية من عدة دول، أبرزها مداخلة الدكتور الفاضل محسن صالح رئيس الرابطة الدولية للخبراء المحللين السياسيين والذي أشار إلى أن الاتفاق سيكون له تأثير هام في منطقة آسيا وأوراسيا وشمال أفريقيا وأفريقيا بشكل عام وان الاتفاق سيساهم في وأد الفتنة في ملفات المنطقة العربية.
وأوضح أن هذه الاتفاقية ستعبد الطريق أمام مرحلة جديدة لكيفية التفكير تجاه بعضنا البعض في المنطقة ومن هم أعدائنا...فالعدو واحد، هو الذي يستغل ثرواتنا، الذي يريد أن يهيمن علينا ويحكمنا بدون أي تراجع.

فتح قنوات
كما أثري المنتدى بمداخلة من الجزائر الشقيقة قدمتها الدكتورة هناء سعادة استاذة جامعية وناشطة إعلامية أكدت فيها أن هذا الاتفاق برعاية صينية مثل تطورا، قد يكون مفصليا في تحديد مآلات بعض الأزمات العالقة في منطقة غرب آسيا، والتي عاشت تحت لهيب حار، وخطوة تاريخية على مستوى المشهد الجيوسياسي، باعتبارها قفزة في الاتجاه الصحيح نحو الاستقرار والسلام في المنطقة ..كما أفادت " إذا استكمل الاتفاق بشكل إيجابي ، الذي يعد انفراجا إقليميا وصفعة لنتنياهو وفشلا ذريعا لبايدن، فسنجني ثماره على مختلف الأصعدة كاستقرار سوق النفط. وأشارت إلى أن الاتفاق يؤكد سياسات حكومة الجزائر الصحيحة ومواقفها البناءة أمام قضايا الأمة العربية وقضية فلسطين.. وأكدت على أن الجزائر بادرت للاستفادة من الوضع القائم بعمل مجلس تنسيق أعلى مع الرياض وكذا فتح قنوات تواصل جادة مع طهران.. وأشارت الى أن الاتفاق سيعمل على حلحلة مشكلة الصحراء الغربية العالقة بين الجزائر والمغرب..
 فيما قدم الدكتور هادي الغبيسي مدير مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير من بيروت مداخلة هامة أشار فيها إلى جملة من النقاط التحليلية الهامة والقيمة لانعكاسات الاتفاق على سوريا ولبنان.

انعكاس ايجابي
 كما ساهمت الدكتورة سهام محمد أستاذة جامعية وباحثة في الشؤون السياسية من بيروت بمداخلة رائعة شرحت فيها إمكانية انعكاس  الاتفاق بإيجابية على أزمة القصر  الرئاسي في لبنان والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها لبنان الشقيقة.
وأشارت إلى أن هذا الاتفاق الإيراني السعودي هو رسالة للعالم الإسلامي بأن الخلاف بين الطرفين لم يكن في يوم من الأيام خلافا عقائديا ومذهبيا بل كان دوما خلافا سياسيا، وأن الباب الآن سيفتح أمام علاقات أقوى بين إيران والعالم الإسلامي بعد تراجع التوتر والحملات مابين السعودية وإيران، نتيجة لهذا الاتفاق وتطبيع العلاقات بين الطرفين في خفض كلفة الدعاية الإعلامية المضادة والهجومية ..وأكدت أن هذا التطور الدبلوماسي والسياسي والاستراتيجي له تأثير كبير على دول المنطقة وخاصة لبنان.

معادلة السلام
كما شارك الاستاذ علي الدرواني الإعلامي والمذيع في قناة المسيرة الفضائية بمداخلة هامة حول الاتفاق وأشار إلى ضرورة التقييم وعدم الاستعجال في التعامل مع النوايا السعودية للسلام في اليمن.. وأكد ان الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية وقيادته وصموده طوال ثمان سنوات من الحصار الخانق والعدوان الوحشي هو من افشل تحالف العدوان عن تحقيق أحلامه وأوهامه وأهدافه الخبيثة في اليمن لذلك عاد العدوان للبحث عن طرق أخرى لهذا كانت تضحيات الشعب اليمني هي التي فرضت معادلة السلام.
وفي ختام المنتدى تم فتح النقاش والآراء لعدد من السياسيين والأكاديميين والخبراء الحاضرين في المنتدى، والذين أثروا المنتدى بالكثير من المداخلات القيمة والمفيدة مع تقديم جملة من التوصيات الهامة لصناع القرار في الجمهورية اليمنية للاستفادة من أجواء السلام القائمة وآليات التعامل معه.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا