أخبار وتقارير

طريق الحرية والاستقلال

طريق الحرية والاستقلال

 منذ ظهور الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن الثامن عشر على يد مؤسسها الأول محمد بن سعود رسم ذلك النظام الرجعي في حساباته واجندته أن أي تقدم أو تطور في اليمن سيمثل انتكاسة أو بداية النهاية للنظام السعودي

لذلك لا يزال العداء مستمرا لليمن من  خلال العديد من الوسائل والأساليب التي كانت غالبا ما تنتهي بالحروب في إطار الأطماع التوسعية التي نشأت عليها إمارة نجد فتوسعت على حساب الحجاز والقطيف والاحساء، وأجزاء من اليمن والكويت والإمارات وعمان.
ولهذا فإن النظام السعودي وكبار فاسديه ومغاليه ظل يحمل الاحقاد ضد الشعب اليمني ويدس المشكلات امام اليمن وقيادته.. وخاصة في هذه المرحلة التي هي عنوان التحرر من التبعية والهيمنة السعودية.

 بالعودة للتاريخ القريب نجد أن النظام السعودي قد رأى في الثورات التحررية خطرا عليه وظل يحارب هذا العنفوان الثوري والخطوات التقدمية ومنها ثورة الـ26 من سبتمبر التي مول حرب القضاء وفرض الحصار عليها في سعي لإفراغها من مضمونها.. فكان ذلك النظام يريد كما يقول الأديب عبدالله البردوني: "يريدون جمهورية بلا ثوار ومملكة بلا إمام".. ومما يجب الإشارة إليه هو كيف تعاملت السعودية مع ثورة 26 سبتمبر.. لم تعترف بالجمهورية اليمنية وظلت تحارب الثورة والثوار ليس حبا في الملكية ولا كرها في الجمهورية وإنما محاربة اليمنيين جميعا.. وعقب حصار السبعين والمعارك التي دارت حول صنعاء مارس النظام السعودي الحصار على الشعب اليمني حتى نفد المازوت وتوقفت حركة الطائرات والحياة بشكل شبه تام.
وعن موقف النظام السعودي من ثورة سبتمبر 1962م كان رئيس الوزراء الأسبق محسن العيني قد أشار في برنامج شاهد على العصر الذي بثته قناة الجزيرة في أكثر من سبع حلقات إلى أن النظام السعودي لم يعترف بالنظام الجمهوري إلا وفق شروط تم وضعها بعد المصالحة التي رعاها بين الجمهوريين والملكيين في اتفاقية جدة عام 1970م.
وكانت اتفاقية جدة قد نصت على اجتماع 25 ملكيا و25 جمهوريا لبحث الوضع في اليمن واتخاذ القرارات وحينما وجه سؤال للعيني عن هذه الاتفاقية تهرب من الإجابة.. وعندما ألحت عليه وكالة أنباء الشرق الأوسط أجاب بالقول: "هذه اتفاقية عظيمة كان يمكن التوصل إليها يوم 25 سبتمبر سنة 1962م"
وفي ذات السياق يقول المشير السلال أن الرياض لا يهمها أن يكون في صنعاء نظام جمهوري أو ملكي وإنما تابع لها.
وبعد سياسات تطويعية واعمال مخابراتية ضاغطة سعت الرياض بكل قوتها وبثروتها وبرصيد واسع من احقاد الى جعل اليمن حديقتها الخلفية وللاسف ان بعض الرموز كانت مطية لحسابات القرار السعودي لعقود من الزمن حتى جاءت ثورة الـ21 من سبتمبر التي جعلت أبرز أهدافها تحرير القرار الوطني اليمني ورفض الوصاية والارتهان للنظام الرجعي والعمل بجد وبنوايا صادقة على صياغة مرحلة يمنية سيادية بامتياز.
من خلال هذه المقدمة الموجزة لبعض ما شهدته اليمن منذ مطلع ستينيات القرن العشرين نحاول وضع القارئ الكريم أمام الصورة التي يراد لها أن تكون لليمن من قبل النظام السعودي، وهي صورة العيش في حالة عدم الاستقرار، وفي دوامة صراعات داخلية لا تنتهي حتى لا تتمكن من استخراج خيراتها وثرواتها وتحقق التقدم والنماء للشعب والوطن. 

الحرية والاستقلال
اليوم وبعد سبع سنوات من العدوان والحصار الجائر يحاول النظام السعودي من جديد فرض أجندته التي عجز عنها عسكريا من خلال استخدام الورقة الاقتصادية للضغط على القوى الوطنية المواجهة والمناهضة للعدوان في صنعاء، ومن معهم من كافة أحرار الشعب.
بعد هذه الحرب العدوانية الظالمة يتوهم النظام السعودي أنه قد أوصل الشعب اليمني إلى مرحلة يستطيع من خلالها فرض أجندته خاصة بعد أن بدأ يتحكم بالوضع في المناطق المحتلة الواقعة تحت سلطته في جنوب الوطن.

اللا هدنة واللا حرب
تراوح الهدنة الثالثة التي تتخللها الخروقات في مكانها دون أفق سياسي واضح لتطرح هذه الحرب الظالمة أوزارها إلى جانب استخدام سياسة العصا والجزرة في تجويع الشعب اليمني من خلال مصادرة المرتبات ونهب خيرات اليمن من عائدات النفط والغاز التي تذهب إلى جيوب المرتزقة.
وفي المقابل تدرك القيادة الثورية والسياسية العليا أن العدوان لا يؤمن مكره وازاء فعل هذا الموقف عملت هذه القيادة الحكيمة وفق إستراتيجية مرحلة النفس الطويل لتواجه العدوان في ميادين وجبهات القتال وبشكلٍ متواز مع تلك الملاحم البطولية تحركت عجلة البناء والتنمية وتواكب معها جهود وبناء القوات المسلحة وتعزيز مسارات التدريب والتأهيل والتصنيع الحربي الذي استطاعت من خلاله المؤسسة الدفاعية أن تصل بالقدرات الدفاعية إلى المستوى المطلوب، والذي يمكنها من الدفاع عن السيادة الوطنية براً وبحراً وجواً.
وفي الخطاب الأخير الذي ألقاه السيد القائد أشار بأن الجيش اليمني حقق مستوى متقدماً من معادلة الردع، وأصبح جيشا للشعب ضد تحالف العدوان.

مفاجآت
في هذه الجولة التي قاربت عقداً من الزمن استطاع الجيش والشعب معا أن يسطرا ملاحم بطولية وهم يواجهون قوى الشر والعدوان في مختلف جبهات الصمود، بل استطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تتحول من مرحلة الدفاع إلى الهجوم لتصل ضرباتها إلى عمق دول العدوان مما أحدث توازن في حالة الردع والرعب معا.
وخلال الهدن الهشة ظل العدوان يراهن على إضعاف الجبهة الداخلية من خلال وسائل عدة وتحويل مسار المواجهة معه وعكسها على الداخل اليمني، ولكنه تفاجأ بالقدرات الدفاعية ومنظومات الأسلحة الحديثة والمتطورة من الصواريخ والطيران المسير وغيرها من أسلحة القوات البرية والبحرية التي ظهرت خلال العروض العسكرية المهيبة، والتي كان آخرها العرض المهيب الذي شهدته ساحة البنادق في محافظة الحديدة لمنتسبي الوحدات الفرعية في المنطقة العسكرية الخامسة والقوات البحرية والجوية وألوية النصر.
من خلال هذه الجهوزية العالية التي ظهر بها الجيش اليمني بعد أكثر من سبع سنوات تأكد للعدوان جليا أن المعادلة قد تغيرت، ومن الصعب أن يفرض شروطه على الشعب اليمني، وأن استقلال القرار الوطني والحرية هي غاية ينشدها شعب اليمن مهما كلفه ذلك من ثمن.
وإذا كانت هذه الرسائل القوية التي أوصلتها القوات المسلحة من خلال عروضها العسكرية المهيبة كفيلة بأن تجعل العدوان يراجع حساباته ويجنح للسلم فذلك أمر مرحب به مالم فقادم الأيام سيكون وبالا على المعتدين ومن اصطف معهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا