أخبار وتقارير

تعز في مران.. تشهد عظمة الإنسان وجرح الزمان

تعز في مران.. تشهد عظمة الإنسان وجرح الزمان

تتشرف الأماكن بشرف أصحابها وتكتسب عظمتها وقداستها من عظمة المشروع الذي حوته إن استطاع ذلك المشروع أن يغير من مجرى التاريخ،

وبمشروع ثقافة القرآن تصدح مران ويشهد جرف سلمان على عظمة ذلك الإنسان الذي حمل هم امة الإسلام وصدع بالحق في وجه الظلم والطغيان.. وهنا تنبثق نظرة الاعظام والاكبار والاجلال لذلك المكان الذي ضم بين أكنافه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه، وصدع منه بمشروعه القرآني العظيم وبصرخته التي جابت الآفاق وأصبحت اليوم تدوي في انحاء العالم بأسره.. في هذا الإطار ونحو تلك الوجهة انطلق وفد محافظة تعز بقيادة محافظ المحافظة اللواء صلاح عبدالرحمن بجاش وعدد من العلماء وأعضاء مجلس الشورى والسلطة المحلية ومدراء مكاتب العموم والمكاتب التنفيذية والمكتب الاشرافي، تلبية للدعوة بزيارة محافظة صعدة المكان الذي انطلق منه المشروع القرآني الذي اختطه الشهيد القائد وكذا للاطلاع عن قرب على مظلوميته الكبرى وعلى مظلومية صعدة الناجمة عن الحروب الست وعن الحرب العدوانية الكونية التي شنت على وطننا وشعبنا العظيم.. وإلى جانب ذلك جاءت الزيارة في إطار تعزيز أواصر الترابط المجتمعي والحفاظ على اللحمة الوطنية وعلى تماسك الجبهة الداخلية لمواجهة الأعداء وإفشال كافة مؤامراتهم التي يسعون من خلالها إلى اختراق الجبهة الداخلية وتمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء يمن الحكمة والايمان.. عن طبيعة هذه الزيارة وأهميتها، سنتناول في هذا التقرير برنامج الزيارة وتفاصيلها بشكل كامل.

زيارة مقام الشهيد القائد
حيث بدأ بالوفد الزائر من أبناء محافظة تعز بقيادة محافظ المحافظة، بزيارة مقام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ومنطقة جرف سلمان وروضة الشهداء في منطقة المرازم بمحافظة صعدة.
وقرأ الزائرون الفاتحة على روح الشهيد القائد وكل شهداء الوطن.. مؤكدين السير على درب الشهداء حتى تحقيق النصر المؤزر للشعب اليمني.. وثمنوا التضحيات الجسيمة التي قدمها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وجميع الشهداء دفاعاً عن الوطن وسيادته.
وخلال الزيارة أكد محافظ تعز أن زيارة مقام الشهيد القائد تأتي عرفاناً بتضحياته، وتأكيداً على السير على المشروع القرآني لما له من أثر في النهوض بواقع الأمة.
وأشار إلى أن التضحيات العظيمة التي قدمها الشهيد القائد في هذه الأماكن المقدسة أثمرت عزة وكرامة ونصراً وتمكين، وصنعت لليمن هذا المجد والتاريخ العريق.. لافتاً إلى أن الشهيد القائد تحرك بوعي وبصيرة وبشجاعة كبيرة في زمن الذل والخنوع فصدع بالحق في وجه الظالمين وأعداء الله الآثمين.. مبيناً عظمة المشروع القرآني الذي اختطه الشهيد القائد والذي يمثل مشروع حياة كما يمثل منهاج هداية واستقامة.
وقال المحافظ صلاح "نحن اليوم في جرف سلمان نستلهم من هذه الأماكن المقدسة عظمة التضحيات الغالية التي قدمها الشهيد القائد ورفاقه العظماء، ونستمد منها أيضاً العزيمة الصادقة والروحية الجهادية التي زلزلت عروش الطغاة المستكبرين وأثمرت نصرا وتمكين وفتحاً مبين.. لافتاً إلى أن هذه الأماكن المقدسة التي انطلق منها الشهيد القائد بمشروعه القرآني العظيم شهدت مظلومية كبيرة كما شهدت من قبلها كربلاء التي استشهد فيها الإمام الحسين عليه السلام.
وأضاف: التاريخ يعيد نفسه، فما واجهه الإمام الحسين عليه السلام من مظلومية كبرى واستشهد على اثرها رافعاً شعار هيهات منا الذلة، وهنا في هذه الأماكن المقدسة استشهد أحفاد رسول الله ومنهم السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وهو يقوم بدوره الأبوي النبوي في نصرة الدين ومواجهة الظالمين والطغاة المستكبرين.
وتابع: نقول للسيد حسين رضوان الله عليه والذي هو حي عند ربه، هاهم أبناء تعز يقفون بشجاعة وثبات كما وقفوا سابقاً مع أبائك واجدادك الحسين وعلي وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يقفون مع المشروع القرآني ويقدمون التضحيات ويبذلون الدماء طواعية وعن طيب نفس وخاطر في سبيل هذا المشروع القرآني العظيم الذي غير مجرى التاريخ وأصبحت صرخته تدوي في أنحاء العالم بأسره..
واستطرد: هاهم أبناء تعز، قيادة وعلماء ومسؤولين ومشايخ وأعيان ووجهاء يجددون العهد والولاء لك ولقائد المسيرة والثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي-يحفظه الله- ويؤكدون على التمسك بالمشروع القرآني ومواصلة المسار الجهادي بوعي وبصيرة وروحية إيمانية وعزيمة لا تلين.
إلى ذلك التقى الوفد الزائر قيادات ومشايخ ووجهاء محافظة صعدة.. وفي اللقاء، بحضور قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء عبداللطيف المهدي وممثل مكتب السيد القائد عبدالرب جرفان، أكد رئيس جامعة صعدة العلامة عبدالرحيم الحمران أهمية الزيارة واللقاء في تجسيد حقيقة التلاحم وتعزيز أواصر الترابط المجتمعي والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية لمواجهة الأعداء وإفشال كافة مؤامراتهم التي يسعون من خلالها إلى اختراق الجبهة الداخلية وتمزيق نسيجنا الاجتماعي.
فيما أشار ابناء المحافظتين إلى تجليات عظمة المشروع القرآني في ثبات الشهيد القائد.. لافتين إلى أهمية التمسك بالمشروع القرآني وإتباع القيادة الحقيقية التي تصل بالشعب والأمة إلى بر الأمان وتجنبهم المخاطر والوقوع في شراك الأعداء.
وأكدوا أهمية تضافر الجهود لتعزيز نهج التلاحم الوطني والترابط الاجتماعي بين أبناء الشعب اليمني وكافة المكونات الوطنية.

الحروب الست
وفي اليوم الثاني، زار وفد محافظة تعز، عددا من المواقع والمناطق التي شهدت مواجهات عديدة ومعارك شرسة خلال الحروب الست، التي شنها نظام عفاش ظلماً وعدواناً ضد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي وأتباع مشروعه القرآني العظيم.
واستمع الوفد خلال الزيارات الميدانية- إلى كل من (منطقة العصايد بمديرية كتاف، ومنطقة الرزامات بمديرية الصفراء، وموقع فرش الطلح بمديرية سحار)- إلى شرح تفصيلي من قبل المجاهد أبو حمزة، عن سير ومسارات المعارك التي دارت في تلك المواقع والمناطق بين جيش عفاش وعلي محسن، والمجاهدين الشجعان أتباع المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
وبين أبو حمزة من خلال الشرح التفصيلي، ما كان يحظى به المجاهدون من عون وتثبيت وتأييد كبير من الله تعالى وهو ما تجسد في تحقيق انتصارات مؤزرة للمجاهدين، وإلحاق هزائم نكراء وساحقة بقوات عفاش وتكبيدها خسائر فادحة في العدد والعتاد رغم الفارق الكبير في الإمكانيات والقدرات وفي جانب قلة اعداد المجاهدين مقارنة بحجم الحشود الضخمة والكبيرة لقوات جيش نظام عفاش.
وأوضح أبو حمزة أن كل المعارك التي خاضها المجاهدون كانوا مكرهين ومرغمين على خوضها دفاعاً عن أنفسهم وممتلكاتهم حيث لم يترك لهم جيش النظام آنذاك خيارا آخر يجنبهم الدخول في الحرب والقتال.. مشيراً إلى أن الحروب الست التي استهدفت المشروع القرآني واستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة وحشد لها مئات الآلاف من المقاتلين، لم تسفر سوى عن نتيجة واحدة وحقيقة مشهودة وهي أن الحق منتصر وظاهر حتى وان قل الناصر، وان الباطل زاهق وزائل مهما كانت صولاته وجولاته.
وكان الوفد قد قام بزيارة روضة الشهداء بمنطقة الرزامات بمديرية الصفراء، وقرأوا خلالها الفاتحة على أرواحهم الطاهرة وعلى أرواح كل شهداء الوطن العظماء.

في منزل الصماد
وفي اليوم الثالث، قام الوفد، بزيارة إلى معرض صور وروضة الشهداء في منطقة الجعملة، وروضة الشهداء بمنطقة ضحيان، وروضة الشهداء الأطفال "طلاب ضحيان" الذين استهدافهم العدوان وهم على متن الحافلة متجهين نحو المدرسة، كما زار الوفد المنطقة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للحرب الأولى التي شنت ظلماً وبغياً وعدواناً على مؤسس المشروع القرآني السيد حسين بدر الدين الحوثي وأتباعه الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم وقدموا تضحيات عظيمة وكبيرة جهاداً في سبيل الله ونصرة للدين ومواجهة للظالمين والطغاة المستكبرين، كما تم زيارة معرض صور وروضة الشهداء في منطقة آل الصيفي التي تضم عدداً من الشهداء القادة والمجاهدين الأبطال العظماء، الذين سطروا ملاحم بطولية ومآثر وخطوا بدمائهم الزكية سفراً مشرقاً بالعزة والحرية والكرامة وتاريخاً ناصعُ الصفحات بشواهد الإباء والعنفوان وبمشاهد البذل والعطاء والتضحية والفداء والنصر والتمكين، ومن بينهم الشهيد البطل طه المداني والشهيد البطل أبو شهيد الجرادي والشهيد البطل عبدالواحد مشحم وهو أول شهداء الحرب الأولى وباكورة شهداء المشروع القرآني.
بعد ذلك قام الوفد بزيارة روضة الرئيس الشهيد صالح الصماد بمنطقة بني معاذ، وزيارة منزل الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي دمره العدوان.. وقرأوا الفاتحة على أرواح الشهداء، وأكدوا المضي على عهدهم حتى يتحقق النصر الكامل وتحرير كل شبر دنسه المحتل من أرضنا اليمنية التي ستكون على الدوام مقبرة للغزاة الطامعين.
وخلال زيارة منزل الرئيس الشهيد صالح الصماد، أشار محافظ تعز إلى أن الرئيس الصماد يمثل الشهيد القدوة الذي أثبت للعالم كله أن المسيرة القرآنية انتجت وانجبت أعظم الرجال المؤمنين الصادقين المخلصين الشجعان الأحرار الذين يتحركون وفق هدى القرآن، ولا تغريهم الدنيا الفانية بالملك والجاه والسلطان فيقعدون عن واجب الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الشعوب والأوطان.
وقال: "نحن هنا من وسط منزل الرئيس الشهيد الصماد الذي دمره العدوان نتذكر مقولته العظيمة "صالح الصماد لو يستشهد اليوم أو غد ما مع جهاله أين يرقدوا"، وعندما استشهد لم يترك لأولاده شيئا من حطام الدنيا الزائل، وانما ترك لهم حب الله ورسوله.
وأضاف: هؤلاء هم القدوة ونماذج المسيرة القرآنية الذين بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة وتضحياتهم العظيمة تنتصر القضايا العادلة وترتفع وتعلو راية الحق خفاقة فوق الروابي والقمم وينتصر اليمن على كل أعدائه.

لقاءات
وفي سياق اللقاءات التي جمعت وفد محافظة تعز مع قيادات ومسؤولي ووجهاء محافظة صعدة، عبر وفد تعز عن السعادة الكبيرة بهذه الزيارة إلى محافظة صعدة.. وقال "لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لقائد الثورة والمسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي- يحفظه الله- وإلى قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء عبداللطيف المهدي ومحافظ صعدة محمد جابر عوض وإلى جميع أبناء محافظة صعدة مسؤولين ووجهاء ومواطنين، ونقول لكم لقد غمرتمونا بكرمكم وبحفاوة استقبالكم لنا وترحيبكم بنا فملأتم قلوبنا سعادة وفرحاً وسروراً بما لاقيناه منكم من محبة وبشاشة وحبور كبير وكرم ضيافة منقطع النظير.
وأضاف: هذا الكرم والجود ليس بغريب على هذه المحافظة بل هو معهود ومشهود لها ولاهلها العظماء منذ القدم، وإلى جانب ذلك فهذه المحافظة هي أيضاً عنوان البطولة والوفاء وقلعة الصمود والإباء.. مشيراً إلى أن كل أبناء تعز الأحرار لديهم شغف كبير تجاه محافظة صعدة ويتمنون زيارتها والوصول إلى الأماكن العظيمة التي انطلق منها المشروع القرآني.. وقال كنا نسمع عن مظلومية هذه المحافظة وعن المآسي والمعاناة الكبيرة التي عاشها أبناؤها، إلا أن ما شاهدناه عن قرب ورأيناه بأم أعيننا هو أكبر بكثير جدا مما سمعنا.. لافتاً إلى ما واجهه السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه من مشاق ومصاعب وظلم ، وما تعرض له رفاقه وأتباعه وأهل منطقة مران وغيرها من مناطق المحافظة، من مظلومية كبيرة دونما أي سبب، بل لأنهم صدعوا بالحق في مواجهة الباطل وأطلقوا الصرخة في وجه أنظمة الطغيان والاستكبار العالمي، طواغيت العصر، أمريكا وإسرائيل.
وكان يوسف الفيشي قد أكد، بعد ترحيبه بالوفد الزائر من أبناء محافظة تعز، على أهمية الزيارة في تعزيز أواصر الأخوة والترابط المجتمعي والحفاظ على اللحمة الوطنية وعلى تماسك الجبهة الداخلية، كما أنها تبعث برسالة قوية للأعداء وللعالم أجمع بأننا في يمن الحكمة والإيمان شعب واحد وأبناء وطن واحد ومصيرنا واحد وسنكون جميعنا على قلب رجل واحد في مواجهة الأعداء والمعتدين، فلا يراهنوا على شق صفنا أو اختراق جبهتنا الداخلية، فقد فشلوا في ذلك سابقاً وسيفشلون كذلك لاحقاً ولن تفلح مؤامراتهم في تمزيق نسيجنا الاجتماعي أبداً.
وأشاد الفيشي بما تشهده محافظة تعز حالياً من حراك تنموي، ونشاط كبير ومتفان من جانب قيادتها ومسؤوليها وتفاعل مجتمعي من أبنائها الأحرار والشرفاء.. وقال "محافظة تعز أصبحت تسير في الاتجاه الصحيح"
وحث الوفد الزائر من قيادة محافظة تعز وعلمائها ومسؤوليها ومشايخها ووجهائها على التكاتف والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد وبانسجام ومحبة وإخلاص وبما من شأنه خدمة المحافظة وأبنائها.
بدوره رحب محافظ صعدة محمد جابر عوض بالوفد الزائر من أبناء محافظة تعز إلى محافظة صعدة.. وقال "أنتم ضيوف اعزاء على السيد القائد، وهذه الزيارة ان دلت على شيء فإنما تدل على وفائكم وعلى قيمكم وأخلاقكم النبيلة وتاريخكم العريق بإجابة الدعوة إلى هذه المحافظة لتعزيز روابط الأخوة".
وتابع: لقد ارتبطت علاقات أخوتنا واختلطت دماؤنا في ميادين الجهاد وجبهات القتال والدفاع عن الوطن كما اختلطت دماء المنافقين مع اليهود والنصارى في المواقع المعادية لأولياء الله والمناطق المحتلة.

انطباعات
... وعلى هامش الزيارة رصدت "26سبتمبر" انطباعات عدد من الزائرين من أبناء محافظة تعز الذين تحدثوا عن أهمية الزيارة في تعزيز أواصر الأخوة والترابط المجتمعي، والاطلاع عن قرب على مظلومية صعدة والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي- سلام الله عليه ورفاقه وأتباعه- والاطلاع على الأماكن التي انطلقوا منها حاملين في صدورهم هذا المشروع العظيم ومتصدين بشجاعة ووعي وبصيرة لكيد الطغاة الظالمين.. فإلى الحصيلة:-
> كانت البداية مع الشيخ/ جميل الجابري - عضو مجلس الشورى الذي تحدث قائلاً:
>> ان زيارتنا إلى محافظة صعدة مع قيادة تعز وعدد من علمائها ومسؤوليها ومشايخها ووجهائها، لم تكن زيارة سياحية أو زيارة مناطق أثرية أو للإطلاع على تاريخ عريق لهذه المحافظة، بل كانت مختلفة جداً عن أي نوع من الزيارات، فلقد كانت الزيارة للاطلاع عن قرب على مظلومية صعدة وزيارة مقام الشهيد القائد ولمعرفة البيئة التي انطلق منها أولئك الرجال العظماء الذين استطاعوا أن يغيروا مجرى التاريخ، انهم فتية امنوا بربهم وقالوا نحن انصار الله.. استجابوا لدعوة الله للجهاد وباعوا أنفسهم لله على الإتباع لأوامره والتمسك بدينه وعلى التضحية بالاموال والانفس لنيل رضاه والجنة، وكانوا نعم المستجيبين، فأيدهم الله بنصره، فأذهلوا العالم بأسره، فهم أولو قوة وبأس شديد على أعداء الله ورسوله.. كانوا صادقين مع الله ومع الخلق ومع أنفسهم قولا وفعلا، رفضوا الظلم، وواجهوا الغطرسة، وقدموا ثمن ذلك قرابين من الدماء وضحوا بالغالي والنفيس لنصرة دين الله وليحيا الناس في عزة وحرية وكرامة.
كانت الزيارة لمعرفة كيف انطلق وتحرك أولئك العظماء وهم قلة بعدد الأصابع، مددهم ذاتي (خبز وماء) وعتادهم يسير جدا يقطعون الوديان والجبال والمسافات الطوال مشياً على الأقدام، وما هو سر انتصارهم الأسطوري أمام تلك الألوية الجرارة التابعة للنظامين اليمني والسعودي بجميع عتادها، وكيف كان تأييد الله ورعايته لهم.
كانت الزيارة إلى قمم الجبال وبطون الوديان ومساكن الشهداء في الروضات حطت رحالنا الي المواقع والمتارس التي لجأ إليها أولئك العظماء من المجاهدين الذين لا يتجاوز عددهم العشرات، صامدين أمام تلك الحشود وأمام الغارات والقذائف التي صبت علي مواقعهم، وهم ثابتون ثبوت جبال مران الشامخة، ليرتقي كل يوم شهداء عظماء لقوا ربهم وهم حاملين وسام الشهادة وبياض وجوههم، واخرين جرحى يضمدون جراحهم بأنفسهم ليستمروا في مواجهة عدوهم، حاملين بنادقهم على اكتافهم، معلنين البراءة من اعداء الله بصرختهم، رافضين الخنوع والخضوع والاستسلام.
طفنا خلال زيارتنا إلى صعدة بعدة مناطق ووقفنا في محطات تاريخية نحط فيها الرحال لنقرأ شواهدها العظيمة، حيث انتقلنا من مران إلى جرف سلمان إلى ضحيان إلى الرزامات إلى كهلان إلى نشور إلى مطره إلى المجهول إلى الفرش إلى العصائد إلى غرابه إلى المحديدة إلى آل الصيفي وآل عمار وبني معاذ إلى رياض الشهداء ومساكن العظماء والشرفاء.. محطات ومواقف يعجز الزائر عن الالمام أو الحديث عن كل تفاصيلها.. إنها صعدة مدرسة الأبطال وقلعة أعلام الهدى ونفس الرحمن.
كانت تلك الزيارة القصيرة التي استمرت ثلاث ايام لكن استلهمنا منها ما لم نتعلمه في ثلاثين عاما برفقة احد المجاهدين الاوائل/ ابو حمزة يحكي لنا مراحل ومحطات أولئك العظماء الذين انطلقوا في المسيرة منذ اللحظة الأولى مسطرين بدمائهم الزكية أروع البطولات والتضحيات منهم من ارتقي شهيدا ومنهم جريح يضمد جرحه ليعود للمعركة ويلحق بركب العظماء شهيدا واحدا تلو الاخر، ويصف لنا حجم الظلم الذي عاشوه خلال مسارهم الجهادي في مواجهة النظام الفاسد وخذلان الكثير من الناس لهم، لكنهم استمروا في مشروعهم القرآني وهم قلة تحيط بهم عناية الله وتأييده الإلهي حتى مكنهم الله.
فلقد احدثت هذه الزيارة علامة فارقة بل ثورة في موروثنا الفكري وتصحيح لمعتقداتنا المغلوطة التي أضلونا بها علماء الوهابية من شياطين الارض عبر قرون، لتأتي صعدة الشموخ فتنير لنا المسار وتحكي لنا عظمة المشروع القرآني لنتعلم ونستلهم من أرض أعلام الهدى، الشموخ والصلابة والتحدي والشجاعة والصبر والتوكل على الله، ونجدد الولاء للسيد القائد علم الامة وحفيد الرسول للمضي علي درب العزة والكرامة حتى ننتصر أو نرتقي شهداء.

> محمد هزاع الحسيني - وكيل محافظه تعز تحدث بقوله:
>> إن الزيارة إلى محافظة صعدة الشموخ والإباء والوفاء والتاريخ، كانت مثمرة وناجحة بكل المقاييس.. وتابع حديثه عن محافظة صعدة، بأنها صعدة الكرم والشهامة والقلب النابض لليمن.
وقال "اطلعنا خلال الزيارة على حجم المظلومية الكبرى التي تعرضت لها محافظة صعدة بشكل عام والشهيد القائد قرين القران السيد حسين بن بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- قائد ومؤسس المشروع القرآني، ذلك العالم الرباني الذي تحدث وصدع بقول الحق وأطلق شعار البراءة بصوت عال في زمن الخنوع والذل والهيمنة لدول الاستكبار وعملائهم دون خوف، مستمد قوته من الله سبحانه وتعالى والثقة به.. والذي بدء بمشروعه القرآني من لا شيء متوكلا بذالك على الله وحده.. بكل ثقة وعزيمة برغم المعاناة والعراقيل والصعوبات إلا أنه وبكل شموخ وكبرياء أبى إلا الاستمرار في مشروعه القرآني مسخراً كل وقته وجهده وما لديه من إمكانيات في سبيل نصرة الدين وتثقيف أبناء المجتمع والبيئة المحيطة به بثقافة القرآن الكريم ومن ثم التوسع في نشر الثقافة القرآنية على نطاق واسع ثم أوسع وأكبر، وضحى مؤسس المشروع القرآني بنفسه وروحه في سبيل الله ومواجهة الظالمين والطغاة وليحيا الناس أعزاء وبتضحياته ومشروعه العظيم وصلنا إلي ما نحن عليه اليوم من نصر وكرامة وعزة.
فقد زرنا العديد من المعالم واطلعنا واستمعنا من رفقاء درب القائد الشهيد رحمة الله عليه عن حياته وجهاده ومشروعه القرآني، وعن اتباعه ورفاقه العظماء الاوائل الذين التحقوا بهذا المشروع العظيم ومدى قوتهم وصبرهم وتوكلهم وثقتهم وارتباطهم بالله، والثقة بعدالته ونصره وتأييده.
ومن هنا ندعو أبناء المحافظة إلى استلهام الدروس والعبر من سيرة أعلام الهدى والسير على نهجهم بكل صدق وإخلاص مجددين العهد لقائد الثورة المباركة المجاهد العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- بأننا لن نألو جهداً في خدمة الوطن وفي الانتصار لقضاياه العادلة.
أعود هنا فأقول ان زيارتنا إلى العديد من المناطق في محافظة صعدة توجت بزيارة مقام الشهيد القائد وجرف سلمان.. وهنا نؤكد أننا سنعود إلى محافظة تعز ونحن متمسكون أكثر بالمشروع القرآني وسنؤدي مهامنا وواجباتنا بروحية إيمانية وبكل محبة وصدق وإخلاص وتفانٍ، كل من موقعة وفي نطاق مسؤوليته في اتجاه بناء وتنمية المحافظة وتلبية تطلعات أبنائها وتقديم الخدمات للمجتمع للتخفيف من معاناتهم وتنمية وعيهم بثقافة القران، ومواصلة الصمود والثبات والاستمرار في مسار الانتصار حتى تحرير ما تبقى من المحافظة والوطن بشكل عام من دنس الغزاة والمحتلين.

> العقيد عبدالواحد الجابري – مدير مديرية المسراخ.. قال:
>> كانت الزيارة إلى محافظة صعدة الإباء والعنفوان والشموخ والبطولة والفداء، لها أثرها الكبير في نفوسنا، حيث اطلعنا على المظلومية الكبيرة التي تعرضت لها هذه المحافظة الأبية وكذا على مظلومية الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي، ذلك العالم الذي تكلم وصدع بقول الحق في زمان الخنوع والذل وواجه الظالمين دون خوف، وأسس مشروعه القرآني وغرسه في نفوس رفاقه واستمر في ذلك النهج العظيم مقدماً أغلى التضحيات في سبيل الله ونصرة للمستضعفين وللحق والدين.. وقد أصبح هذا المشروع القرآني ظاهراً ومنتصراً ومتعاظماً يجتث أوكار الطغاة ويزلزل عروش المستكبرين ويمضي في مسار النصر والتمكين بخطى متسارعة حيث يحفه التأييد والعون من الله، ليعيد للأمة مجدها ومكانتها العظيمة ويحقق لها الحرية والعزة والكرامة.

> الأستاذ حسام الفاتش- مدير الوحدة التنفيذية لصيانة الطرق تحدث قائلاً:
>> كانت الزيارة التي قمنا بها إلى محافظة صعدة هي زيارة استثنائية برنامجها المتميز وبما اطلعنا عليه خلال هذه الزيارة من مشاهد وشواهد تحكي تاريخاً عظيماً من البطولة والفداء والبذل والعطاء وصدق التوكل على الله في مواجهة الظالمين والطغاة المستكبرين.. فوجدنا هذه المحافظة الأبية تشع نوراً بالثقافة القرآنية التي حوتها صدور رجالها العظماء وأبنائها الأحرار الشرفاء، فأثمرت في نصرة الحق والدين وكسر شوكة المعتدين الانتصار للوطن وقضاياه العادلة ولحقوق أبنائه في العيش بحرية وعزة وكرامة وسيادة واستقلال.
وقفنا أمام مقام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه وزرنا جرف سلمان منطلق بطولات مؤسس المشروع القرآني وشاهدنا ما يكتنف ذلك المكان من شواهد عظمة الإرادة القوية والعزيمة الصادقة الفتية التي قهرت الصعاب وانتصرت على التحديات والمخاطر وانتصرت لهدفها السامي والعظيم الذي تمثل في نصرة الحق والدين وعدم السكوت على ظلم الظالمين وغطرسة الطغاة الآثمين.
زرنا العديد من المناطق والمواقع التي شهدت حروبا ومعارك عديدة شنها النظام الظالم على الشهيد القائد وعلى رفاقه وأتباعه في محاولة لإطفاء نور مشروعهم القرآني العظيم ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، كما زرنا العديد من روضات الشهداء التي بدورها حكت لنا اسفاراً من الأدوار البطولية والمآثر الخالدة التي قدمها شهداؤنا العظماء فأثمرت نصراً وعزاً وحريةً وكرامةً وتمكينا، وذلك ما ننعم به اليوم والذي ما كان له أن يكون لولا تضحيات الشهداء الذين مهروا بدمائهم الزكية تربة وطننا اليمن المجيد وارتقوا شهداء، أحياء عند ربهم يرزقون.
وبدورنا نحن نؤكد ونجدد العهد والولاء لله ولرسوله وللوطن ولعلم الهدي السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي-يحفظه الله- أننا سنواصل المسار على درب الشهيد القائد وتحت لواء وراية السيد القائد جهاداً في سبيل الله ودفاعاً عن الوطن وعن الأرض والعرض والدين ووفاءً لدماء الشهداء، حتى يكتب لنا الله النصر الكامل والتمكين والفتح المبين.

> من جانبه عبر عبدالباري سلطان عن أهمية الزيارة بقوله:
>> لهذه الزيارة أهميتها البالغة في اتجاه تعزيز أواصر الترابط المجتمعي والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وعلى اللحمة الوطنية الاخوية الايمانية بين أبناء تعز وصعدة..
وقد اطلعنا خلال الزيارة عن قرب على مظلومية الكبيرة للشهيد القائد ولمحافظة صعدة منذ الحروب الست ومن ثم الحرب العدوانية الكونية الظالمة التي شنت على وطننا وشعبنا.. وجدنا أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه لم تثنه الاماكن بصعبة تضاريسها ولم يعقه الظالمون بحروبهم بل انتصر لمشروعه القرآني وأطلق صرخته العظيمة في وجه قوى الاستكبار والطغيان والاحتلال.. وسانده الرجال الصادقون والمتوكلون على الله والواثقون بعونه الله وتأييده في نصرة الحق واظهار المشروع القرآني ومنهجه القويم في مقارعة الظالمين، وبتلك الروحية الإيمانية والتضحيات الغالية التي قدمها الشهيد القائد ورفاقه ومن تبعهم وسار على نهجهم الي يومنا هذا، أصبح هذا المشروع العظيم ظاهراً ومنتصراً وأصبح شعار الصرخة يدوي في أنحاء العالم ويزلزل عروش المستكبرين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا