أخبار وتقارير

ثلاثة سدود شيدت بمشاركة مجتمعية..مؤسسة«بنيان» أنموذجاً للبناء والتنمية المجتمعية

ثلاثة سدود شيدت بمشاركة مجتمعية..مؤسسة«بنيان» أنموذجاً للبناء والتنمية المجتمعية

مديرية العشة في عمران من الجفاف إلى توفير المياه والاكتفاء الذاتي
لم تعد الحضارة وتشييدها منحصر على الإنسان اليمني القديم، الذي عرف النظم السياسية والإدارية قبل الصينيين والمصريين،

وحتى قبل الإغريق وقبل اليونانيين، الذي عن طريق تلك النظم السياسية والإدارية استطاع تكوين حضارة لا تضاهى إلى اليوم، لا تنحصر ببناء السدود والحواجز المائية كسد مارب، بل تعداها إلى براعته في تكوين الصهاريج المائية، لحفظ المياه، وليست تلك الصهاريج التي في عدن أنموذجا لها، بل هناك صهاريج في بني مطر بصنعاء، وفي كثير من المحافظات اليمنية، هذا النتاج للإنسان اليمني القديم، لم يكن له أن يتحقق، لولا معرفته بنظم سياسية وإدارية كانت لدى قيادته في ذلك الحين بنت لديها توجها سليما، حفزت لديه مسؤوليته تجاه الأرض التي ينتمي لها.
وفي العصر الحالي يحاول الإنسان اليمني المعاصر، أن يجدد تلك الحضارة، بعد أن أصبحت لديه قيادة حكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، الذي حث على استصلاح الأراضي الزراعية وبناء السدود والحواجز المائية لتكوين ثورة زراعية لنصل إلى الاكتفاء الذاتي، الهمت فيه قيامه بمسؤوليته تجاه، الأرض التي ينتمي لها.
فلم ينتظر المواطن في مديرية العشة بعد ذلك، منظمات ولا وعود من أحد، أعتمد على الله وثم على ما يمكن توفيره في قالب جماعي لبناء السدود التي أحتاجها لعشرات السنين، فرأت المشاريع التي لطالما أنتظرها النور، فشيد المواطن والإنسان اليمني في مديرية العشة بمحافظة عمران بمشاركة مجتمعية ثلاثة سدود عملاقة، تؤكد صلابة الإنسان اليمني وتحديه للظروف، أي كانت، عدوان وحصار لأكثر من سبع سنوات لم تأخذ من عزيمته، ابدا بل زادته تحديا إلا أن يعيش، رغم أعداء الحياة، المتمثل في دولتي الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل، وأدواتهما في المنطقة السعودية والإمارات.

ما إن تأتي عاصفة أي كان نوعها حتى يحولها إلى فرصة لصالح الحياة، ووسيلة للنهوض مرة أخرى، أما المعوقات المتطفلة عليه، فلا يلقي لها بالا، ليس لديه الوقت للرد عليها، منطلقا من قوة تماسكه، وتكاتفه الاجتماعي والمضي قدما في الاستجابة لدعوات وتوجيهات قيادته المباركة، المنبثقة من كتاب الله جل وعلا، على اعتبارها قيادة قرآنية.
لكن كل ما أنجزه المواطن في مديرية العشة بمشاركة مجتمعية خالصة، المتمثل في ثلاثة سدود ضمن ثلاث عزل من مديرية العشة، كان وما يزال لمؤسسة بنيان التنموية، الدور الكبير في ذلك، فهي من دربت فرسان تنمويين من العزل الثلاث، عملت على توجيه الناس من خلال الفرسان الذين دربتهم، توجيها سليما فكان هذا النجاح الذي يعيشونه اليوم، ارتوت فيه أبارهم وعاد إليهم الأمل بالحياة والاعتماد على الله وحده وما تجود به أرضهم.
هذا النجاح الذي يحكى اليوم كان بفضل الله تعالى ومؤسسة بنيان التنموية التي غرست الفكرة، فجسدها الإنسان والمجتمع، فأصبح شيئاَ يشار إليه ويشاد به، ويرمز للحياة والأمل.
لم يكن ينقص الناس في تلك المديرية إلا التوجيه السليم بأن لديهم كثير من القدرات والإمكانيات، ليخرج الجميل، الذي بداخلهم فتتحقق أحلامهم، ليكون بحول الله ما كان، حاولنا أن نجمع مادة تحكي قصة نجاح المشاريع الثلاثة وضمنا معها لقاءات بعض المبادرين في القصة التالية:

 سد الواسع
السد الأول المسمى باسم الواسع في عزلة "المعراضة" ضمن مديرية العشة فهو حكاية مختلفة تماما، يتحدث المهندس ناجي سلامه رئيس اللجنة الزراعية بمحافظة عمران، ومدير عام مكتب الزراعة بالمحافظة ومدير عام وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية، بالقول:، تدخلنا في حاجز الواسع الذي نقف عليه، كاستكمال لما بدأ به المجتمع في هذه العزلة، وليس كإنشاء، فكان استكمالنا فيه عندما وصل المجتمع ومبادرته إلى نسبة 60%، وتكلفة الاستكمال المتبقية من المشروع، ما يقارب 40 مليون ريال يمني، وسعة السد التخزينية تصل على 150 ألف متر مكعب من المياه، ونسبة الإنجاز في الوقت الحالي تصل إلى 80%.
ويؤكد المهندس سلامة بأن مثل هذه السدود تعود بالنفع أولا لتغذية الآبار، والثانية مد شبكة مياه رئيسية إلى الأرضي الزراعية، بمشاركة مجتمعية، أيضا مد شبكة ري أخرى إلى المواطنين، بشيء رمزي جدا جدا، وكل هذا من أجل الزراعة الموجهة، أي زراعة الحبوب والبقوليات التي لها أولوية، لدى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ولدى الدولة والقيادة السياسية، واللجنة الزراعية، حتى نستطيع الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

الثالث ضمن الدراسة في 93
يقول الأخ عبدالله علي جابر بعران مدير الزراعة بمديرية العشة محافظة عمران وأحد الفرسان التنمويين الذين أعدتهم مؤسسة بنيان التنموية، بأن هذا هو الحاجز الثالث ضمن الدراسة التي نفذت في عام 1993م، لم ينفذه أحد منذ ذلك التاريخ، ولكن بفضل الله والمواطنين من أبناء العزلة والمديرية، تم بناء هذا السد الذي يبلغ أكثر من 2 كيلو متر، وعرض أكثر من 500 متر، يحتوي على 150 الف متر مكعب من مياه السيول، بمشاركة مجتمعية، ومساهمة من أبناء العزلة والمديرية، في تحد للظرف الحالي، إنه أنجاز كبير جدا، لم تستطع أي حكومة منذ ذلك الحين إلى اليوم أنجازه، إلا لما نهض أبناء المجتمع، وتحملوا مسؤولياتهم، فكان هذا السد وغيره من السدود.
يضيف بأن أول مساهمة مجتمعية كانت بمشاركة وتبرع كل أبناء العزلة، بخمسة آلاف ريال يمني، ومرحلة تبرع أخرى كانت المساهمة فيها 20 ألف ريال، ومن ثم أتفق أبناء المجتمع في المديرية والعزلة، من أن تتحمل كل قبيلة 90 ألف سعودي، فكان كل فرد في القبيلة لا يقدر ان يدفع، يدفع عنه مقتدر من أبناء القبيلة، فكلا قام بواجبة، فضلا عن المساهمة المجتمعية في العمل اليدوي ما إليه، وكانت مساهمة الدولة حسب قوله في نهاية المشروع، 10 ملايين ريال يمني، من اللجنة الزراعية العليا.
ويؤكد بأن عدد المستفيدين من هذا المشروع يصل إلى أكثر من 15 ألف إنسان ضمن العزلة والمديرية، من خلال تغذية الآبار، ويغذي حوالي 20 ألف هكتار زراعي، موضحا أن فكرة المشروع بدأت في العام 2016 عندما نظر الناس في المديرية والعزلة، إلى الحال الذي وصلوا إليه، من حالة الجفاف، والجدب، الذي أصاب المديرية، ووصلوا إلى قناعة أن لا حل لديهم، إلا يرجعوا للسدود وبنائها للاستفادة من مياه الامطار، فبدأوا الحاجز هذا في ذلك العام، والآن عاد المجتمع ليكمل ما بدأ به، حتى أصبح كما نراه.
أما الفارس التنموي أحد أبناء عزلة "المعراضة" محمد فايض رواعي، فقد قال: أننا بعد تخرجنا من الدورة التدريبية لفرسان التنمية التي كانت ترعها وأعدت لها، مؤسسة بنيان التنموية، عملنا على أن تكون هناك عدد من الاجتماعات، للتوعية، مع مشايخ القبائل في المديرية، فحاولنا نقرب وجهات النظر، قائلين بأننا بدون بعض لا نساوي أي شيء، هدفنا نبني مجتمعاً مكتف ذاتيا، وكيف لنا أن نستثمر الموارد الطبيعية؟!، وبما أن الحاجز كان لديه أساس من قبل، عملنا على أن نشيد السد كما هو اليوم، وما كان من المشايخ إلا أن تعاونوا وأبدت رغبة في هذا الموضوع، وكل شيخ حشد قبيلته فكان التبرع في المرحلة الأولى خمسة آلاف ريال من كل متزوج، جمعناها وانطلقنا ضمن خمسين شخصاً في العمل، فكان ينقصنا "كمبريش" فقدمت بندقي وبعته لكي نشتري "كمبريش" لكي نكسر به حجارة بناء السد، فاشتغلنا وكان الناس ضمن العزلة ينقلون الحجارة بأنفسهم، متوكلين على خالقهم، وكان كل عملنا حتى انجاز السد عمل يدوي، ولا تدخل لأي آلة، ابدا، لا وجود "لخلاطة الاسمنت، ولا شيول، ولا أي آلة أو ما شابه" فقط بالأدوات المتوفرة التي لا تتعدى "صبرة" أي أداة حفر، أو مطرقة، "كمبريشان" وسطل "وعربية لنقل الخلطة والمواد"، ومما جمعته المشاركة المجتمعية لهذا المشروع، انشأنا مطبخاً بجوار المشروع لكي يطبخ فيه مؤنة لنا لإنجاز المشرع، وإلى جانبه أتفقنا بأن يكون هناك من كل بيت تسلم" خبزة واحدة" لكي يأكل العمال في المشروع الذين يصلوا إلى 150 عاملاً، من بينهم خمسون عاملاً أساسياً لا يذهبون من المشروع يظلون فيه ليل ونهار، وبعد نفاذ الخمسة آلاف التي تبرعوا بها، أتفقنا على أن يتبرع بعشرين الف ريال على كل متزوج فبادرنا بشراء الاسمنت للمشروع، والمجتمع هو من يعمل كل عمل للمشروع، الكل مبادر، بماله ويديه.

سد قاعة "والإثنان والاربعون طلقة"
وعدت ببناء هذا السد أربع حكومات تقريبا وأكثر وعدد لا محدود من المنظمات، وكثير من المسؤولين، وكان حلماً لدى أبناء عزلة قاعة في مديرية العشة محافظة عمران، يتمنون تحقيقه، ويرونه قائما يغذي آبارهم التي يصيبها نقص منسوب المياه والجفاف، الذي يصيبهم بالهلع، والحيرة في أمرهم.
كانت بداية إنشاء سد قاعة بمشاركة مجتمعية خالصة بـ"42 طلقة بندقية"، وقبل معرفة حكاية هذه "الطلقات" أعرج، على فرسان التنمية في العزلة وفكرتها، عندما علمت مؤسسة بنيان التنموية بحاجة الناس لهذا السد، حولت المشروع المتعثر إلى فرصة، لصالح الناس والمجتمع، قامت المؤسسة بتكوين عدد من فرسان التنمية ودربتهم على توعية الناس بما لديهم من طاقات كامنة يمكن الاعتماد عليها، في بناء مشروعهم سد قاعة الذي لطالما تمنونه، وبمشاركتهم أنفسهم والاتكال على خالقهم الله سبحانه وتعالى، أقيمت هذه الدورة قبل أشهر في مديرية شهارة من محافظة عمران، فكانت سدود ثلاثة.
كان انطلاق مؤسسة بنيان لتبنيها إعداد فرسان تنمية، من تاريخ وإرث اليمني الحضاري الجميل، قائلة لابد من أن يكون هناك شيء من الجمال وتحمل المسؤولية لدى أي إنسان، مهما كان، فما بالنا باليمني، فكان هذا الجمال المشهود.
"42 طلقة بندقية كلاكنشوف" كانت فارقة في تشييد سد قاعة، بيعت هذا الطلقات لشراء ديزل للعمل لتشغيل "الكمبريشانات" الحفارات في الجبال، التي استعارها المواطن درهم صالح أبو شوصا الفارس التنموي، الذي تبرع بتلك "الطلقات"، الأمر أشبه بسحر لكنه ليس سحرا بل واقعا، قام به الناس ضمن عزلة قاعة متكلون على الله تعالى، وبما يجودون به، فبددوا التحديدات واجتازوها وحولوها فرصاً، كما هو شعار مؤسسة بنيان.
كان هذا شخص مع من بدأوا في عمل هذا المشروع، وكان الأهالي في العزلة يمرون عليهم، أنى لك انجاز هذا المشروع، متعجبين، وكأنه شيء من المستحيل لن يتحقق، كما سفينة نوح عندما كان يصنع الفلك، ويمر عليه قومه لا يدخل بمخيلتهم أنه سينهي صنعها، وكيف لسفينة تمر في البحر!، لكن الله أعان، وسرعان ما تبدد اليأس الذي في الناس الذين كانوا يمرون بهم، في سد قاعة، وسرعان ما جمعت الجهود، وكللت بالنجاح، جمعت الأموال، من الناس في العزلة كلها، وتقسمت القبائل كل منها" غرمها" وبدأ الأمل والحلم يشيدان، كل أسرة ضمن العزلة كان لها نصيب، في هذا المشروع، نقودا وجهدا على الأرض، وما تمر شهور منذ شهر يناير 2022، إلى اليوم، إلا وسد قاعة، قد اصبح واقعا، وشيئا ملموسا مليئاً بمياه الامطار، يغذي ابار العزلة، لسان حال أبناء عزلة قاعة، إلا أن يتحقق الحلم.
يقول الفارس التنموي أبو شوصا أحد أبناء العزلة، الذي بدأ في التبرع والعمل في المشروع، أن مشروع سد قاعة، الحلم الذي أصبح حقيقة، كان يتحدث عن إقامته، منذ عقود منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان حكاية وهدف وغاية وحلم وأمنية، ورواية قد صيغت أحرفها في أذهان أبناء عزلة قاعة منذ سنوات طويلة، والناس ينشدون تحقيق هذا الحلم، لكن للأسف في ظل حكومات سابقة، لم يتحقق شيء.
ويضيف أنهم بعد تسجيل الفرسان التنمويين في العزلة، ومن ثم تدريبهم، من قبل مؤسسة بنيان التنموية، بعد التخرج، بدأنا في المشروع، بجهود ذاتية، حتى أن بعض من يمر بنا يصفنا بالمجانين، كأنه مستبعد حكاية استكمال المشروع ليصل كما هو عليه اليوم، لأنهم كانوا يعتقدون استكماله من المستحيلات، لأن الحكومات السابقة، وعلاقاتها بالمنظمات، لم تعمل شيئاً ابدا، حتى تكون لدى الناس أن الامر صعب وكبير ولا يمكن تحقيقه، موضحا، أن تلك الحكومات كانت بتلك الطريقة، لأنها أهملت المجتمع، وما يمتلكه، من مقومات، وعملت على تهميشه واقصائه، مبينا أن مساحة المياه التي على السد، يبلغ طولها تقريبا أكثر من كيلو ونصف، وعرضها في بداياته ما يقارب 100 متر، وبعدها، يصل إلى 35 مترا، بسعة أكثر من 110 آلاف متر مكعب، يعود بالفائدة على أهل عزلة قاعة، لتغذية أبارهم، وانتعاش الزراعة لديهم.
لكن ما إن بدأ المشروع يرى النور حتى بدأ الناس في التكاتف لإنجاحه، و تدخلت القبيلة في ذلك فوعدت كل قبيلة من قبائل العزلة يقول أوبو شوصا، فتكفلت كل قبيلة أن تجمع عشرة ملايين ريال، وكان من المفترض أن يصل المبلغ إلى 45 مليوناً، لكن ما تم تسليمه، إلى الأن جيد، حتى أصبح المشروع كما نراه اليوم.

تبرعت ببندقيتي
المواطن قاسم أبو شوصا كان أحد المبادرين الكبار في هذا المشروع وقدم بندقيته كمساهمة لإنجاح المشروع، يقول بأننا لنا عقود ولم يتحقق هذا الحلم، فكانت مبادرتي هذه لكي يكون هذا المشروع كما هو الآن، وهذا شيء بديهي أمام استجابتنا لله ولقايد المسيرة السيد عبدالملك الحوثي بأن نهتم بالمشاركة المجتمعية لما لها من أهمية كبيرة، لقد كان تبرعي ببندقيتي لكي يرى سد قاعة النور ويتحقق لنا الاكتفاء الذاتي.

إصرار للوصول
عبدالملك قعبان مدير المشاريع الاقتصادية بمديرية العشة، تحدث قائلا: بأننا قبل أن نتدرب كفرسان تنمية حاولنا أن نجمع الناس فلم يجتمعوا لنا، ويستمعوا لما نريده لصالحهم، وبعد تحركنا للتدرب على فرسان التنمية، قمنا بالتحرك في بناء هذا المشروع فبادرنا نحن في البداية بشراء "آلة حفر" وبدأنا العمل، ففي البداية، كانت "42 طلقة بندقية كلاكنشوف" و6آلاف  ابتعنا بهما بترولاً، ومع استمرارنا وإصرارنا في العمل بدأ الناس بالاستجابة وجمع التبرعات لإنشاء المشروع فكان.      
    
كان من المستحيلات
 المواطن أحمد محسن صالح قعبان أحد المساهمين في أنجاح سد قاعة، تحدث قائلا: أن هذا الحاجز سد عظيم كان من المستحيلات أن نراه واقعا، فهذا السد تكون وكان، بفضل الله تعالى، ومن ثم بفضل المجتمع في العزلة الذين بادروا، ببنائه، كل منهم ساهم في هذا المشروع، بكل ما يستطيع، الجود به، ولم يتخلف أحد، إلى درجة أن الناس، كانت ترى انجاز هذا المشروع، أهم من قوتها الضروري، فكانت تتبرع لإنجاحه بعض الاسر، وهي ليس لديها الكيس الطحين في البيت، وينقص المشروع خمسة إلى ستة أمتار، زيادة في ارتفاع السد، والمجتمع يعد بأنه على ثقة، بان الله تعالى سيساعدهم لإكماله، ويضيف بأنه ساهم في إنجاح مشروع سد قاعة، كما هو حال كل المواطنين في عزلة قاعة، لكنه أيضا تبرع بقطعة أرض لقطع الأحجار منها لبناء السد، وكان بجوارها أرض يستصلحها، لكنه ءاثر إلا أن تكون في عون انجاحه للسد وأن كان ضرراً على الأرض التي يستصلحها.

خمسة آلاف ريال شيدت سد
أما السد الثالث الذي مررت به ضمن مديرية العشة، فكان في عزلة الحناتبة، الذي اسموه بسد الشهيد الصماد، الذي يتسع لـ85 الف متر مكعب من مياه السيول، والذي انشاء بمشاركة مجتمعية خالصة، والذي بدأ بمبادرة التبرع لبناء هذا السد هو المواطن عبدالله ناصر علي الحنتبي بخمسة آلاف ريال يمني.
في البداية حاولنا أن نعرف فكرة المشروع فالتقينا رئيس لجنة المستفيدين من مشروع السد أحد الفرسان التنمويين علي قاسم الشميلي، أحد الذين أعدتهم مؤسسة بنيان التنموية، الذي أوضح لنا بأن فكرة المشروع جاءت بجهد مجتمعي خالص، من أبناء عزلة الحناتب، بعد تخرجنا من دورة تنموية، حاولنا أن نجمع الجهود لبناء هذا السد، ونوعي الناس بأهمية بناء السد لكي يعود بالنفع عليهم، فجمعنا التبرعات، وجئنا "بالبوكلين" وحفرنا به الخندق مع قاعدة السد، ثم كثفنا الجهود لعمل مساهمة ثانية لشراء اسمنت، وأجرة المقاول، والفضل يعود لله ثم لأبناء العزلة، وكلف المشروع ما يقارب 20-22 مليون ريال يمني، إلى الأن.
ويضيف بأننا قمنا بهذا المشروع كتحمل للمسؤولية منا أمام الله جل وعلا لحجز مياه السيول لينعكس إيجابا في تغذية مياه الآبار، وري الأراضي الزراعية ليتحقق لنا الاكتفاء الذاتي، والدليل على تغذية الابار الجوفية هو ارتفاع منسوب المياه فيها إلى 6 أمتار، وبعد بنائنا لهذا السد، الذي لم يوقفنا إلا السيل لما جاء فطمره السيل، فهربنا فأخذ كل أدوات وآلات كنا نعمل بها، وعزمنا لن يلين وسنكمل المشروع، بحول الله تعالى.

استجابة للقيادة  
أما الأخ صالح صالح الحنتبي فالتقيناه فوافنا بقول جميل قائلا : بأن السد بني بمشاركة مجتمعية من الصفر على مراحل عدة، اجتمعنا وشكلنا لجنة مستفيدين، وبدأ الناس ففرقوا من ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال يمني على كل متزوج، وبعد ذلك عملنا على قطع الحجارة، من الجبل، واستعرنا آلة لقطع الحجار، ثم اشترينا آلة آخرى، إلى جانب المستعار، وبدأنا العمل متوكلين على الله، واستجابة لدعوة السيد القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي دعا إلى المبادرات المجتمعية، للحفاظ على المياه، ولا تحقيق لتلك الاستجابة إلا ببناء السدود، ولأننا عندما تكونت المياه في هذا السد لاحظنا ارتفاع منسوب المياه في الآبار ضمن العزلة، فالسيل ليس له إلا أربعة أيام في السد والماء قد ارتفع في الآبار بأكثر من 4 أمتار، هذا دليل على أنه يغذي المياه في الآبار، فنحن سوف نكمل ما بدأنا به.

عازمين على التكملة
عبدالرحيم علي الحنتبي، يقول أول ما بدأنا في المشروع، كان بجمع خمسة وثلاثين ألف ريال يمني، من أهالي العزلة، بعد ذلك أصلحنا" الكنبريش" الذي استعرناه في القفلة ومن ثم أتينا به لكي نقطع حجار لبناء السد، ومن ثم تشجع الناس وكل يعمل ويأتي بمؤنته من بيته، ومن ثم بعد ذلك اتفقنا على دفع مبلغ 3500 ريال يمني على كل متزوج، ومن ثم أتينا "بالبوكلين" للحفر، ومن ثم عملنا القاعدة للسد، وبعد حفر القاعدة اشترينا الفي كيس اسمنت، واستمر العمل في المشروع، إلى أن أصبح على هذا النحو، وفي المرحلة الثانية بحول الله تعالى عازمين، على تكملته.
أبا اليمني إلا أن يعيش، شيد حضارة في التاريخ القديم، وها هو اليوم يبدأ أخرى ولا يكترث بالمعوقات والظروف.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا