أخبار وتقارير

التصنيع الحربي اليمني وقاعدة الدفاع العربي المشترك(2-2)

التصنيع الحربي اليمني وقاعدة الدفاع العربي المشترك(2-2)

الاتجاه الثاني المشترك هو التطبيع مع الكيان الصهيوني وأن واقع الأمة العربية لابد أن يتغير وأن يتطور في علاقاته مع إسرائيل،

وأن الأنظمة العربية وصلت الى قناعات أكيدة بأن استمرار المقاطعة لإسرائيل لم يتحقق للعرب أي تقدم وأن ما تعيشه الشعوب العربية من حالة قلق وخوف وإرباك شامل في كياناتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية وإنما هو بسبب التوجه العدائي لإسرائيل واليهود، وأن العرب لم يحققوا أي تطور في سياساتهم وعلاقاتهم الدولية وأن إسرائيل واقع لابد منه ولن يتغير ومفروض في المنطقة والعالم وهاهي مصر التي خاضت حروباً مع إسرائيل كانت هي الدولة العربية التي قرأت الوضع السياسي بشكل أدق وأوسع وأشمل ووجدت نفسها أنها كانت في طريق الخطأ وأن حروبها مع الكيان الصهيوني إنما كانت عبثية وأخطاء وطنية تسببت بها بعض القيادات العربية والوطنية المصرية كادت أن تودي بمصر الى الهاوية لولا حكمة وذكاء السادات والذي كان سلم النجاة لمصر وشعب مصر.. فلماذا على الشعوب العربية أن تمر بنفس التجربة التي مرت بها مصر قبل اتفاقية السلام مع إسرائيل في 1979م، وقامت السعودية والإمارات بدورها المتهور والدائم وهو حسم كل قضية عربية متعلقة بالشأن الإسرائيلي ونفذت الأجندة الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة العربية في صورتها الأخيرة بمسرحية الثورة الشبابية في العام 2011م ورسمت كل مشاهد المسرحية وأصبحت في مراحلها الأخيرة، ولكنها ظهرت أحداث ووقائع لم تكن محسوبة في الأجندة الإسرائيلية الأمريكية وهي أن محور المقاومة العربية الإسلامية لم يعد محصوراً في فلسطين ولبنان بل توسع الى مراحل لم تكن يوماً في معطيات أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، وأن كل ما رسم وأوعد باتجاه إيران والحر من نشاطاتها وسياساتها المعادية لإسرائيل وأمريكا وبالتالي ضد السلام في المنطقة وظهور أنصار الله في اليمن كقوة احتلت منطقة جغرافية هامة وحساسة بالنسبة لموقع السعودية والإمارات وإسرائيل ولم تكن السعودية ترى نفسها يوماً في موقع المواجهة والحرب مع اليمن وأن تصل هذه المواجهة الى سبع سنوات متواصلة، رغم التحالف الدولي معها ومع سياستها في المنطقة، فقد أصبحت السعودية اليوم بفضل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بين فكي الأسد وأن كل ما بنته وخططت له منذ أنشئت الدولة السعودية ونشأة الكيان الصهيوني في فلسطين هاهي اليوم تفقده في سنوات قليلة بعد أن كانت هي سيدة الدول العربية وقائدتها وصاحبة الحق العربي في رسم أغلب السياسات العربية، وأن كل ما أوعد ودرس ورسم لإسرائيل فشل، وأصبحت السعودية في مواجهة مباشرة مع محور المقاومة العربية والإسلامية ما بين إيران شرقاً وسوريا شمالاً واليمن جنوباً..
وبالتالي فقد وضعت نفسها تحت التهديد والخطر الحقيقي فلجأت الى حسم الخطة السعودية الأمريكية في المنطقة من خلال سرعة كشف حقيقة العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع إسرائيل وإعلان التطبيع الطارئ الذي ينبئ عن القلق والإرباك والتوتر الذي طرأ على السياسة السعودية وبدأت بالإمارات والبحرين وقبلهما قطر ومصر وأصبحت الخطة البديلة هي الإعلان رسمياً عن التطبيع العربي الإسرائيلي المنقذ للمنطقة والسلام العالمي ولم يعد هناك مجال لسياسة النفس الطويل في بناء العلاقات العربية الإسرائيلية وتسارعت هذه العلاقة المشبوهة حتى أصبحت اليوم على ماهي عليه ولم يخرج من هذه العلاقة سوى اليمن وسوريا والعراق ولبنان وإيران كمحور قوي وواضح منذ ثورته الإسلامية في 1979م..
فحينما استقلت اليمن ونبذت الوصاية السعودية الأمريكية وصارت دولة عربية حرة مستقلة، استطاعت في فترة زمنية وجيزة أن ترسم لنفسها مصفوفة أولية لبناء الدولة اليمنية بعيدة عن كل الضغوطات العربية والدولية، ووضعت الأسس الرئيسية لتصحيح بناء الدولة ومقوماتها الحيوية وعلى رأسها البناء العسكري وفق رؤية وطنية وثورية عاجلة بدءاً من قرار المواجهة الذي أعلنت السعودية وحلفاؤها الحرب على اليمن، والتدرج بالبناء حسب الأولوية في سلم البنية العسكرية وخاصة جانب القوة العسكرية الثقيلة التي تستطيع أن تحقق نوعاً من موازين القوة العسكرية اليمنية وتستخدم للردع الإستراتيجي على أرض وجغرافية العدوان..حتى الوصول الى الندية في الرد والردع على مقدرات العدو السعودي والإماراتي ولو بأدنى مستوياته.. مع أعداد الدولة للحرب والمواجهة وأولها تحمل الصدمة الأولى والتي وصلت الى قرابة السنة الكاملة والمحافظة على مكون الدولة والبنية المجتمعية والعمل على الخطى في أكثر من مسار عملي وواقعي..
فالحفاظ على ما تبقى من الجيش اليمني وتعزيز قدرات اللجان الشعبية من تسلح وتدريب وإعادة الثقة في المنظومة العسكرية اليمنية، وإتباع مصفوفة أولية للمواجهة من جهة وللبناء والتحشيد من جهة والمحافظة على مستوى الدعم الشعبي والحكومي وتحديد معالم المرحلة القادمة وسياسة العدوان على اليمن، وعسكرياً تحقيق عدة اتجاهات أساسية لتضمن كفاءة وقدرة القوات على المواجهة والتحدي وإتباع خطوات قد تكون في الحسابات العسكرية أنها معجزة من الصعوبة تحقيقها ولكن إرادة الله والإرادة الثورية والسياسية كانت هي الفيصل والحكم أهمها البقاء على الجيش وقادته وتجميع عتاده والبحث عن بدائل لإعادة فاعليتها من خلال مواقع بديلة وتعزيز قدراتها بمنحهم الثقة الكاملة من القيادة الثورية ولتعزيز روح المقاومة والدفاع الشيء الآخر جعل فريضة الدفاع والجهاد طوعية حتى لأولئك المنتسبين للمؤسسة العسكرية رسمياً وعبر سنوات من الخدمة العسكرية وهذا ما أعطى للقوات المسلحة متسعاً من المسافة والوقت لتحديد المصير دون أدنى إكراه أو إجبار وبدأ العمل على دراسة تلك الإبحاث والدراسات التي صدرت خلال السنوات الماضية من الأكاديميات والكليات العليا والمعاهد العسكرية ومراكز التدريب والمتعلقة بتطوير الأسلحة وإمكانية تطويرها وإخراجها الى النور واستدعاء من لهم علاقة بتلك الدراسات والبحوث الخاصة بالأسلحة بكل صنوفها والبدء بتلك التي تحمل صفة الإستراتيجية واليد الطولى فكانت المفاجأة والحقيقة التي أبهرت العالم والعدوان بدءاً من وضع مقارنات ما بين ما يمتلكه العدوان من أسلحة وبين ما يمتلكه الجيش واللجان الشعبية والذي أحدث فجوة كبيرة لا تقارن ولا تواجه وبين إمكانية الاستخدام الأمثل والأفضل للصواريخ الباليستية المتبقية وكيفية إخضاعها لتحقيق أفضل النتائج وإمكانية استنساخ أعداد منها وتطوير أجيالاً أخرى تحمل نفس المواصفات ولكنها بخواص فنية وتكنولوجيا حديثة تتناسب مع ظروف المعركة وكذلك حجم كمية الانتاج ورفع المخزون للقوة الصاروخية.. وكانت التجربة ناجحة ومثمرة متجاوزين كل المعوقات والصعوبات على رأسها الحصار والحرب والقصف والإسناد العالمي والدولي والأممي لحرب وحصار اليمن وقتل الشعب اليمني.. وأصبحت السوق المحلية هي المصدر الرئيسي لتوفير المواد الأولية.. واتخاذ إجراءات وتدابير تساند القوة الصاروخية في تحقيق نتائج أفضل في أداء المعركة وخوض الحرب وتعويض الأسلحة الرئيسية التي استطاع العدوان تحييدها وأهمها القوات الجوية والدفاع الجوي فوضعت الإستراتيجية العسكرية لتحديد مسارات للدفاع والقتال وخوض المعركة غير المتكافئة ووجود بدائل عن تلك الأسلحة المؤثرة فتم سياسة عسكرية بنيت عليها إستراتيجية عسكرية للمواجهة منها تصنيع طائرات مسيّرة لمساعدة القوات في الاستطلاع وتنفيذ المهام البرية ودراسة مسرح العمليات وتوسعت أهداف وغايات الطيران المسيّر من الاستطلاع الى القتال والى إسناد القوات البرية والبحرية حتى وصلت الى إمكانية وقدرة أن تصبح سلاحاً أساسياً في المعركة عوضاً عن الطيران المقاتل الثقيل ولو بالإمكانات الأقل وأصبحت هذه الطائرات اليوم سلاحاً نوعياً وبمداءات متعددة وبعيدة وتنفيذ مهام متنوعة وتمتعها بقدرات ومهارات كانت صادمة لدول العدوان متجاوزةً كل قدرات العدوان من أنظمة دفاعية ووسائل ووسائط حديثة.. مما أحدث فجوة كبيرة لدى العدوان وتدريجياً أصبحت الصناعات العسكرية والإنتاج الحربي مكوناً هاماً ورئيسياً من هيكل القوات المسلحة اليمنية وأصبح المجال أكبر وأوسع في إنتاج الأسلحة والذخائر لتحقيق ميزان قوة عسكرية يمنية أفضل وكانت الدفاعات الجوية أحداها من المضادات الأرضية "المدفعية الجوية" حتى صناعات الصواريخ أرض جو المتنوعة والقادرة على التعامل مع أغلب طائرات العدوان وحلفائها وحققت نتائج مرضية وإيجابية حتى استطاعت تأمين جزء كبير من سماء الوطن.. وهكذا بدأ الإنتاج يدخل مراحل متقدمة ومخزوناً إستراتيجياً يؤمن المرحلة القادمة للمواجهة مع العدوان ودول تحالفهم، وتقدير الموقف لسنوات طويلة قادمة من العدوان حتى تحقق لليمن وقواتها المسلحة الاحتفاظ بمخزون إستراتيجي من الأسلحة والذخائر وخاصة ذات اليد الطولى من الصواريخ أرض أرض بأنواعها والطائرات المسيّرة بأنواعها والمنظومات الدفاعية من صواريخ أرض جو إضافة الى الكثير من أسلحة كل صنوف القوات البرية والبحرية حتى أصبحت اليوم تحتل مرتبة مرموقة بين جيوش المنطقة وأصبحت إسرائيل اليوم تظهر قلقها من تعاظم القدرة العسكرية اليمنية، مما حدا بها أن تضع أمنها وتهديدها بالأسلحة اليمنية وقدراتها وهو ما جعلها اليوم تحرك كل أوراقها السياسية والعسكرية والمخابراتية من أجل عدم تعاظم القدرة اليمنية والحفاظ على أمن إسرائيل والذي أصبح اليوم في خطر حقيقي وأن ما يحدث في اليمن هو مالم يكن يتوقعه القادة اليهود والأمريكان والبريطانيون وأن ما تحقق على أرض اليمن من إنجاز عظيم في تصنيع وإنتاج الأسلحة أصبح مقلقاً وإن إسرائيل ومصالحها هي اليوم تحت رحمة الأسلحة اليمنية، وأن التهديد من القيادة اليمنية لإسرائيل لم يكن إلا واقعاً حقيقياً ووفق معطيات أولية موجودة ومطروحة على أسس وقواعد علمية وعملية ولم يعد بعيداً أن تضع إسرائيل هدفاً للقوات المسلحة اليمنية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا