كتابات | آراء

استراتيجية انتصار جديدة لإنسانية رفح وغزة

استراتيجية انتصار جديدة لإنسانية رفح وغزة

من جديد أثبت الشعب اليمني وقيادته الحكيمة وقواته المسلحة أن الموقف اليمني العسكري والسياسي والأخلاقي الداعم للشعب الفلسطيني منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 موقف مبدئي ثابت لا يمكن أن يتغير ..

وأن العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية، في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي ومستقبلا في "البحر الأبيض المتوسط"ليست مجرد فزعة عابرة أو مؤقتة، بل هي استراتيجية نصر وانتصار لإنسانية الإنسان الفلسطيني في رفح وغزة وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبالنظر إلى طبيعة أحداث اللحظة التاريخية الآنية وتطوراتها على مستوى الداخل الفلسطيني ومستوى المنطقة والعالم فقد أدركت قيادة اليمن الثورية الحكيمة أن القضية الفلسطينية أمام لحظة تاريخيّة فارقة تحتاج فيها للنصرة لا سيما بعد أن تجلت للعالم كله وبوضوح تام حقيقة ممارسة نتنياهو لسياسة الابتزاز بحق الغرب على حساب الدم الفلسطيني من خلال التهديد بعملية عسكرية في ‎رفح.
بالمقابل كان لزاما على أبناء يمن الحكمة والإيمان والصمود والرفض والمقاومة للهيمنة والطغيان .. يمن النُصرة والمدد أن يقولوا كلمة الحق بوضوح: إذا كان العالم عاجزاً أمام كبح جماح نزعة غطرسة نتنياهو، فنحن قادرون .
من هنا كان الإعلان عن المرحلة الرابعة من التصعيد الذي تضمنه خطاب السيد القائد بمثابة إشارة ضمنية أنها ستكون المرحلة الأكثر وزنا وثقلا تجاه استمرار غطرسة وطغيان كيان الاحتلال وداعميه .
ولذلك فقد تزامن إعلان السيد القائد عبدالملك بدر الدين عن المرحلة الرابعة من التصعيد ضد الكيان مع استمرار عملية التفاوض الصهيوني الأمريكي مع المقاومة الفلسطينية ومثل رافدا قويا لها بورقة عملية هامة .
وبمجرد إعلان ‎اليمن التحضير للمرحلة الرابعة من التصعيد وكذلك تطورات الجبهة اللبنانية فإن موقف حماس التفاوضي أصبح أكثر قوة مما كان عليه وبدأ الأمريكي يعترف أن الحل لوقف هجمات اليمن وقف الحرب على غزة وهذا ما أشارت إليه صراحة مديرة المخابرات الامريكية في جلسة الاستماع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي .
بعد يوم من إعلان سيد القول والفعل الحكيم والصادق والمخلص وشديد البأس السيد عبد الملك الحوثي عن التحضير لجولة رابعة من التصعيد ضد كيان الاحتلال الصهيوني وداعميه من الغرب والأمريكان ، أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيي سريع في بيان القوات المسلحة الذي تلاه خلال التظاهرة الشعبية المليونية التي شهدها ميدان السبعين عصر الجمعة عن تفاصيل المرحلة الرابعة.
ولأن الإعلان عنها قد جاء في خطاب سيد الأنصار وعزيز الأحرار السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله فإن ذلك الإعلان قد أكد للقريب والبعيد حقيقة أن القوات المسلحة اليمنية قد أصبحت في كامل الاستعداد والجهوزية لتنفيذ مرحلة التصعيد الرابعة وأن مفاجآتها قد تحضرت وصواريخها قد انتصبت وطائراتها المسيرة قد أشرعت وأجهزتها الاستطلاعية والملاحية والاستخباراتية قد حددت أهدافها ولم يتبق سوى عملية الإطلاق في أية لحظة .
ووفقا لبيان توضيح تفاصيل المرحلة الرابعة من التصعيد اليماني ضد كيان الاحتلال فقد اتسع نطاق العمليات العسكرية اليمنية ليشمل البحر الأحمر خليج عدن بحر العرب المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.
وأشار البيان إلى أن أي سفينة تعبر إلى موانئ فلسطين المحتلة ستدخل القائمة السوداء وستصبح تحت الاستهداف في أي مكان تطالها أيدي القوات المسلحة اليمنية، ومنطقة عمليات القوات المسلحة اليمنية واسعة وتتسع باستمرار.
وأضاف البيان إذا قرر العدو المقامرة والذهاب نحو اجتياح رفح فإن القوات المسلحة اليمنية ستفرض عقوبات شاملة على كافة السفن وشركات الشحن التي لها علاقة بالكيان الصهيوني وموانئ فلسطين المحتلة ، أينما كانت وجهتها واتجاهها إشارة واضحة إلى أن العقوبات اليمنية ستطال الشركات ولن تقتصر على السفن فقط، وسيكون أمام الشركات خيارين إما الاستمرار في التعامل مع الكيان وبالتالي المقامرة بملاحتها في منطقة عمليات القوات المسلحة اليمنية، أو مقاطعة الكيان حفاظا على تجارتها.
ومرة أخرى أثبت يمن الحكمة والإيمان والمدد والنصرة لغزة أن العزة والنخوة اليمانية هي أن لا تعبأ بأحد من أجل ما تؤمن به، وأن فعل اليمن ورجال اليمن سيؤكد قريبا قول التهديد بمزيد من العقوبات البحرية على السفن الإسرائيلية في كل مكان تصله أيديهم ، ومزيد من الضربات العسكرية إذا نفذت إسرائيل تهديداتها في رفح.
وفي الوقت الذي تتجه فيه عيون العالم إلى القاهرة لمتابعة تطورات المفاوضات اتجهت عيون اليمنيين إلى البحار المحيطة دعماً وإسناداً للمقاومة في موقفها العسكري الميداني وفي موقفها التفاوضي السياسي وبالتأكيد أن حالة الترقب قد لا تطول فقد تكسرها القاهرة بنجاح المفاوضات أو يكسرها ميدان التصعيد العسكري لعمليات محور المقاومة وفي مقدمة ذلك عمليات اليمن العظيم .
وبذلك يكون بيان الإعلان عن مرحلة التصعيد الرابعة قد عنى في ما يعنيه أن القوت المسلحة اليمنية قادرة على جعل ما تبقى من موانئ الكيان الصهيونى على البحر المتوسط أشبه بميناء إيلات (فارغ من السفن الواردة) وقادرة أيضا على الانتقال من مرحلة الحصار الجزئي المفروض على الاحتلال الإسرائيلي إلى مرحلة الحصار الكلي.
وأن أي اجتياح لرفح يعني استهداف شامل لكل سفن الشركات التي تتعامل أو تحمل بضائع إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسياتها وكذلك إيقاف التجارة العالمية إن لم تستجب تلك الشركات لتهديد القوات المسلحة اليمنية وإن استجابت تلك الشركات فإن الكيان الصهيوني سيصبح محاصرا حاله كحال غزة تماماً.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن إعلان المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني ضد كيان الاحتلال وإن كان قد مثل رافدا قويا داعما ومعززا لموقف المقاومة الفلسطينية التفاوضي فقد اكتسب أهميته من تزامنه مع طوفان سياسي جديد يقظ مضجع الكيان الصهيوني ويهدد بنسفه من الخارطة صوت الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية الذي يقول مراقبون أنه وفي حال تصاعده سينسف كل المعتقدات الدينية التي تدعو لدعم إسرائيل كما يعد تحولا كبيرا في وعي الشعب الأمريكي.

*مدير دائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا