كتابات | آراء

بايدن بين مطرقة المفاوضات وسندان الاعتصامات

بايدن بين مطرقة المفاوضات وسندان الاعتصامات

يحاول المتصهين «بايدن» -من خلال مساعيه الموشكة على ولوج شهرها الثامن من أجل استخراج الرهائن وتكرار أحاديثه عن إيلاء دولة الكيان الصهيوني أشد صور التضامن- أن يثبت للوبي الصهيوني المتمكن من القرار السياسي في بلاده أيَّما تمكُّن أنه أهلٌ لما يدعيه من تصهين، بيد أنَّ إتيان الرياح بما لا تشتهي سفنه يوشك يخيب ظنه.

فشل بايدن في إنجاح صفقة انتزاع الرهائن
بالرغم من وقوف بايدن -على مدى 7 شهور من الحرب الوحشية التي تحصد أرواح نساء وأطفال غزة ليل نهار- بكل إصرار ضدَّ إصدار أيٌّ قرار من شأنه إيقاف إطلاق النار، فإنه يسعى -منذ انتهاء الهدنة المؤقتة التي بدأت في الـ24 من نوفمبر 2023 وانتهت في اليوم الـ30 منه وأطلق خلالها سراح 105 من الأسرى الإسرائيليين من الجنسين، واستؤنفت بعد انتهائها عمليات القصف الصهيوأمريكي بشكلٍ مكثف- من خلال توسطٍ غير نزيهٍ وغير منصف لانتزاع العدد المتبقي من الأسرى والأسيرات من خلال إغراء حركة المقاومة الإسلاميّة «حماس» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية بهدنة طويلة تصل -في أفضل الأحوال- إلى 42 يومًا وإدخال مئات معدودات من القاطرات المحملة بالمساعدات التي لا تشمل- بقصدٍ من القوى التي تسيطر على المعابر- بعض الضروريات، تاركًا المجال -بعد انقضاء أيام الهدنة- أمام حليفه «بنيامين نتنياهو» لاستئناف عمليات القتال والفتك بالنساء والمسنين والأطفال بوحشية منقطعة النظير على أمل أن ينجحا في تنفيذ مخطط التهجير ويتمكنا من إخلاء «القطاع» الذي دمر معظم بنيانه إخلاءّ تامًّا من سكانه، لما من شأنه تهيئة المناخات البيئية والسياسية لإعادة استيطانه.
بيد أنَّ إدراك المقاومة الفلسطينية قيمة الورقة الرابحة التي بين أيديها والمتمثلة في بقية الأسرى أو يطلق عليهم بايدن «الرهائن» الذين هم مجندون ومجندات يضمون في صفوفهم -بحسب بعض التسريبات- العشرات من القادة والجنرالات جعلها تتصرف -انطلاقًا من حرصها على مستقبل الشعب الفلسطيني الذي ضحى في سبيل مساندتها بماله ودمه إيمانًا منه بقدرتها على إدارة الصراع وحسمه- بمنتهى الحكمة وبما لم نعد نعهده في واقع الأمة من رباطة الجأش وعلوِّ الهمة غير منصاعةٍ -في كافَّة مراحل العملية التفاوضية- لما يمارس عليها من ضغوط أو مساوم مبديةً -في المقابل وبشكل متواصل- من المرونة الذكية ما لم يوقعها في شرك التفريط بمصالح شعبها الأساسية، بقدر ما يعري مساوئ تصهين الرئيس الطاعن في السن «جو بايدن» وفجاجة انحياز الإدارة الأمريكية إلى صف حكومة «نتنياهو» المسيطر عليها من أحزاب الصهيونية الدينية وتورطها معها في ما ترتكبه منذ أكثر من 7 أشهر من إبادة جماعية ومجازر ضدَّ الإنسانية.

اعتصامات تؤكد ما يوجه لبايدن من اتهامات
بالرغم ممَّا تضخُّه الماكينة الإعلامية الصهيوصليبية الغربية في وعي المواطن الغربي -تماشيًا مع سياسة الأمريكي «جو بايدن» الموغلة في التصهين- من أخبار يومية مظللة تدعم سردية الكيان الصهيوني التي تُسند من الجرائم التي يبيَّض لبشاعتها شعر الرأس إلى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لما من شأنه الشرعنة للجرائم الوحشية التي ترتكبها القوات الصهيونية في حق التجمعات السكانية الغزاوية وإدراجها -بما لا يستساغ من مغالطةٍ للنفس- في سياق«الدفاع المشروع عن النفس، دشن مئات الطلاب -في الـ17 من أبريل الفائت- في «جامعة كولومبيا» في مدينة «نيويورك» الأمريكية ذات الأهمية الاستراتيجية الاستثنائية أولى الاحتجاجات الطلابية الجامعية المتضامنة مع غزة في إطار تأييدها للقضية الفلسطينية منددةً بنبرةٍ قوية بما ترتكبه دولة «الكيان الصهيوني» في حق سكان غزة من مجازر جماعية ومطالبةً رئاسة الجامعة بإيقاف كل أشكال التعاون مع المؤسسات الصهيونية.
وعند ما واجهت رئيسة الجامعة «نعمت شفيق» المصرية الجنسية تلك الاحتجاجات الطلابية السلمية باستدعاء الشرطة -في سابقة هي الأولي من نوعها منذ قمع المظاهرات التي خرجت تنديندًا بالحرب على فيتنام قبل 56 عامًا بالتمام- لقمعها وفضها بالقوة، انضم لمساندتها عدد من أعضاء هيئة التدريس الذين يدين بعضهم بالديانة اليهودية، فانتفى عن تلك الاحتجاجات السلمية بانضمامهم إليها اتهام الاحتساب على الشيوعية أو الإسلام واتهام معاداة السامية، ومن ناحية ثانية فقد تسبب ذلك الأسلوب القمعي القديم في انتشار عدوى تلك الاحتجاجات والاعتصامات في عشرات الجامعات الأمريكيّة وفي مقدمتها «جامعة نيويورك» و«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» كانتشار النار في الهشيم.
وبحسب تقرير «BBC عربي» المعنون [الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف الحرب] فإنَّ ازدياد حدَّة هذه المظاهرات والاعتصامات في معظم الجامعات الأمريكية (يشكل المزيد من الضغط على الرئيس الأمريكي «جو بايدن» ويضع الإدارة الأمريكية في مأزق سياسي على المستوى المحلي.
وقد أصبح «بايدن» عالقًا بين اليسار الذي يطالب بالسلام واليمين الذي يشعر بالقلق نظرًا لتعطل التعليم الجامعي بسبب الاضطرابات التي تشكل -من وجهة نظرٍ يمينية- تهديدًا للنظام).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا