كتابات | آراء

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية (8)

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية (8)

نواصل ما تيسر من تاريخ القدس: قالت الدراسات الفلسطينية: "قد يكون الأجداد اليبوسيون اختاروا تلك البقعة الجغرافية- يقصدوا القدس- لأنها لا تغري الأجانب الطامعين فضلاً عن صعوبة الوصول اليها نتيجة المنحدرات، فكانت بعيدة عن طرق التجارة القديمة وأقرب تلك تمر بعيدا بحوالي عشرة كيلو مترات تملؤها العقبات الطبوغرافية..

القدس مدينة عربية منذ ستة آلاف سنة بناها اليبوسيون وهم من العرب الكنعانيين في الألف الرابع قبل الميلاد حيث سموها يبوس، أحد ملوكهم ويدعى ملكي صادق اعتنق التوحيد ومعه جمع من أهل المدينة، وسع يبوس المدينة وأطلق عليها (أور سالم) أي مدينة السلام وبنى فيها معبدا كبيرا سماه بيت قدس لعبادة الإله الأكبر سالم، وبقيت المدينة عربية حتى فتحها داوود عليه السلام وسماها أورشليم وهو اللفظ العبري للاسم العربي، وفي عهد الملك العربي ملكي صادق وفد إبراهيم الخليل الى فلسطين فأحسن هذا الملك وفادته لأنه كان يدعو للتوحيد.
وتعاقب عليها بعد ذلك أقوام كثيرة من الروم والفرس الى أن فتحها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بناء على وثيقة تعرف باسم العهدة العمرية، ورغم تعدد الصيغ التي تناقلها المؤرخون لهذه العهدة إلا أنها جميعاً تتحدث عن حالة من السلام تتضمن التعددية والحرية الدينية، ثم سقطت في يد الصليبيين نحو 90 عاماً الى أن حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م"..
- المرجع سطور من ص40+ سطور من ص41 من مجلة "العربي" العدد 518 لشهر يناير من عام 2002م.
التحليل: توحي قسوة جغرافية كهذه بالمكان الوعر الذي شهد بناء المسجد الأقصى بقسوة المكان الجدب غير ذي زرع الذي شهد بناء المسجد الحرام.. أعتقد والله أعلم لو تم بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى في أعلى قمة أفرست بجبال الهملايا بالهند ستكون مغرية للطامعين مثل بعض المتطرفين من المسيحيين ومعظم اليهود- الله يلعنهم-..
ومن الناحية التاريخية اكتفي بما ذكروه عن تاريخ القدس، أما في جانب الأوجه الأخرى فقد ذكر الخطيب وعمران ما يعانيه سكان القدس من قسوة الاحتلال الصهيوني وعنصريته وشروحات أخرى وذلك من ص40 الى ص57..
من نفس المرجع ص58 الى ص67- أي عشر صفحات- كتب الدكتور عزمي بشارة- رئيس التجمع الوطني الديمقراطي في فلسطين، كتب مقال رائع وضافي بعنوان: "الدمار الإسرائيلي وبناء الذات الفلسطينية"، يقصد لمواجهة هذه الآلة التدميرية الإسرائيلية لابد من إستراتيجية واضحة تعيد بناء الذات الفلسطينية القادرة على المواجهة..
في مقدمة المقال كتب الدكتور عزمي: "وكأنه قد كتب على الشعب الفلسطيني أن يد حرج صخرة سيزيف الى أعلى منحدر النكبة في كل جولة لتحبطه من جديد تطورات دولية، عام 1939م قررت بريطانيا ضرب الثورة بقسوة بالغة لا تتناسب مع حجم الثورة، لكي لا تنشغل بمعارك جانبية في المستعمرات عشية الحرب العالمية الثانية، وعام 1948م اختلطت المواقف الدولية حول الشعب الفلسطيني بإسقاطات المحرقة والمسألة اليهودية التي طُرحت بالحاح على المستوى الدولي"..
- المرجع مجلة "العربي" العدد رقم 518 يناير 2002م ص58 التسعة السطور الأولى من العمود الأول من نفس الصفحة.
التحليل: من خفايا عام 1948م أن العرب طردوا اليهود من الدول العربية ولم يدركوا أنهم بهذا الإجراء دعموا إسرائيل بالقوة البشرية، وطبعاً القوة البشرية هي العامل الحاسم لأي معركة حربية أو تنموية- أي أن العرب أرادوا أن يكحلوها أعموها وهم لا يدركون..
أما مسألة إسقاطات المحرقة والمسألة اليهودية التي طرحت وتداولت دولياً.. فقد كان الطرح مبالغ فيه وقد كشف ذلك الفيلسوف الإسلامي الفرنسي "روجيه جارودي" الله يرحمه- في كتابه الشهير "الأساطير الصهيونية"..
بإمكان قراءة ذاك الكتاب الذي ألفه جارودي عام 1996م ويعتبر من أفضل الكتب على الصعيد العالمي.
تنويه:
حدث خطأ في ترتيب رقم الحلقة السابقة فقد نشرت على أساس أنها الحلقة السادسة وهي في الحقيقة الحلقة السابعة ولذا لزم التنويه.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا