كتابات | آراء

لعبة السياسة في زمن المصالح..!!

لعبة السياسة في زمن المصالح..!!

الحديث عن النخبة السياسية حديث ذو شجون، وحافل بالمفاجآت لأنهم يعتبرون أنفسهم من علية القوم، ولكن ما يشير الى سوء الأحوال العامة، انشغال النخبة بهموم بعيدة كل البعد عن هموم ومعاناة الناس، بالرغم أنهم الصفوة وزهرة المجتمع،

ولكن في زمن المصالح تباع الأوطان والشعوب، وتُداس القيم والمبادئ والأخلاق.. فالسياسة كذب وخداع وتحايل، أما الإصلاح الاقتصادي هو الأهم من كل شيء، لأنه مرتبط بحياة الناس وآرائهم ورغباتهم، وردم الفجوة بينه وبين النخب..
لم يكن أحد مع الظلم مهما كان درجة القائمين عليه، اليوم التاريخ يختزل الأحداث والوقائع المليئة بالحقد والكراهية والشحناء والبغضاء، ويحض الإفئدة على معاني الكراهية والاستعلاء، وكشف السوءات والسلبيات بما لا يقبل الشك بأن ما يتم فعله اليوم في كثير من الدول هو استعادة تاريخية لجريمة الهولوكست والمحارق الهتلرية، لا أحد مع الظلم أياً كان شكله أو معناه، وحتى إن كان ضد العدو اللدود، لأننا نؤمن جميعاً بما قاله عزوجل في قرآنه الكريم: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً).. وقوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).. هذا هو القانون الأزلي السرمدي الذي يجب أن يسود، وأن يكون دستوراً وتشريعاً للأمم والشعوب، دون ذلك تظل تلك الشعوب في غياهب الضلال والظلمات..
فالكيان الإسرائيلي اليوم يحاول استرجاع التاريخ بمرجعيات ومعطيات يائسة، وأساطير عفا عليها الزمن، لكي يثبتوا للعالم بأنهم شعب الله المختار، فهم اليوم يعيشون بين الضياع في هشيم التاريخ، والقبض على جمرات الثأر الوهمية حسب معتقداتهم المحرفة، وتوراتهم المزيفة، وهكذا أسسوا بنيانهم النفسي الحاقد على قتل الآخر لسد فوهة التناسل والتكاثر الى الأبد، لذلك نراهم في كل وادٍ يهيمون معتقدين بأنهم لهم القدح المعلّي في كل شيء، وما دون ذلك لا يقاس عليه..
علينا أن ندرك أن ناقة صالح رغم الحصار التاريخي مازالت تعشش في أوكارها المظلمة، وأن الذين يحلمون بعيد الحيوانات في وقت التزاوج قد ولى واندثر، ولن يعود..
من هنا ندرك أهمية البؤس التاريخي، وآثاره الكارثية على مستقبل الأمم والشعوب، ولكن يظل الحاضر سماءه مليئة بالسحب الداكنة السواد لا تنذر بالغيث أو الخير، لأن هناك ظلماً وفساداً، ونفوساً مريضةً تبيع الشرف الرفيع بحفنة من الدراهم والدنانير، لأجل عرضٍ دنيوي زائل، فهم عبارة عن ظواهر صوتية، أصمت الآذان، وغشت الأبصار، وماضية في غيها وضلالها..
صفوة القول:
هناك غوغاء إعلامية، وهرطقات عبر الوسائط التواصلية لا تخلو من الغث والرفث، وبثها يثير الكثير من الشكوك والمغالطات، وتغريب للفكر والمعتقدات، وانزياح عن الحقيقة، كل هذا لمصلحة أجندات خارجية، أو مصالح مشتركة أياً كانت.. معظم إعلامنا العربي هجين اللغة والطباع، والمضمون، وإذ صارت جميعها وراء التقاط المعلومة، والتسابق نحو السبق الصحفي الذي تنقصه في كثير من الأحيان المصداقية والدقة في نقل الخبر..
وهناك الصحافة العالمية التي لعبت دوراً مهماً في التعاطي مع القضايا المصيرية إلا أن سلبيات هذا التعاطي تنصب في المغالطات، والترهات، وعدم المصداقية..
لذا لابد ممايزة الحق والباطل، وتفنيد الغث من السمين، خاصةً أن الحقيقة أمر متاح للجميع، ولا تحتاج الى تمحيص..
كلمات مضيئة:
رسالة لأهلنا في غزة:
يأتي العيد فتغمر الناس نشوة المرح والفرح، ويعم الحبور والسرور الجميع ماعدا أهلنا في غزة الذين يعيشون أجواء القصف والنسف، فلا العيد هو العيد.. ولكن خالق العيد يفعل ما يريد.. فيأتي العيد وأهلنا في غزة تنتهك أعراضهم وتسفك دماؤهم، وتسبى نساؤهم، يعود العيد وقد آمن أناس، وكفر آخرون، يعود العيد على قوم بالحق يعدلون، وآخرون يظلمون ويجورون، يعود العيد على شعوب قد أبيدت عن بكرة أبيها، وسلبت أرضها، وشرد أهلها..
فلله في خلقه شؤون.. الميزان بيده سبحانه وتعالى، يعلي ويضع..
لله دركم يا أهل غزة، فموعدكم الجنة بإذن الله تعالى.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا