كتابات | آراء

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (6)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (6)

يُشار إلى أن بريطانيا هذه الدولة الإستعمارية الغربية المُثيرة للجدل، كانت تُعرف في السابق وتحديداً في الفترة التي استعمرت خلالها الكثير من دول العالم بإسم "بريطانيا العظمى أو بريطانيا الكبرى"،

وهذه الإمبراطورية الإستعمارية الغربية لا تعدو عن كونها "عبارة عن جزيرة تقع شمالي المحيط الأطلسي قُبالة الساحل الشمالي الغربي لقارة أوروبا، يحيط بها بحر الشمال، والقنال الإنجليزي والمحيط الأطلسي، وتشكل الجزء الأكبر من مساحة المملكة المتحدة، وتبلغ مساحتها 209,331 كم2 (أو 80,823 ميل مربع)، وهي أكبر أرخبيل الجزر البريطانية، وأكبر جزيرةٍ في قارة أوروبا، وتاسع أكبر جزيرةٍ مساحةً في العالم.. وكانت بريطانيا هذه متصلةً بأوروبا القارية حتى ثمانية آلاف عامٍ خلت، وغمرت بريطانيا العظمى من قبل الجنس البشري الحديث منذ حوالي ثلاثين ألف عام، وبلغ تعداد سكان الجزيرة عام 2011م حوالي 61 مليون نسمة، مما يجعلها ثالث أكبر جزيرةٍ في العالم من حيث عددُ السكان بعد جاوا في إندونيسيا وهونشو في اليابان".
وغالباً ما كان يُستخدم مصطلح «بريطانيا العظمى» للإشارة إلى إنجلترا واسكتلندا وويلز معاً، بما في ذلك الجزر المجاورة التابعة لها، وتُكوّن بريطانيا الكبرى وإيرلندا الشمالية الآن المملكة المتحدة.. وقد نشأت مملكة بريطانيا العظمى الموحدة في أعقاب الإتحاد بين مملكتي إنجلترا التي كانت تضم «ويلز» في ذلك الوقت واسكتلندا سنة 1707م، وفي 18 سبتمبر/أيلول 2014م أُجريَ استفتاءٌ لسكان اسكتلندا للتصويت على الإنفصال عن بريطانيا العظمى، وكانت النتيجة أن رفض الاسكتلنديون الانفصال عن بريطانيا بنسبة 55.3٪ من الأصوات.
ومن الأهمية بمكان الإشارة الصريحة ضمن السياق هُنا إلى أن بريطانيا التي كانت تُسمى في السابق زوراً وبُهتانًا "امبراطورية بريطانيا العظمى" ، قد استفادت كثيراً منذ ظهورها ومرحلة تأسيسها كقوة استعمارية غربية غاشمة في القرن السابع عشر الميلادي من تجارة العبيد أو الإتجار بالبشر التي كانت رائجة في عموم البلدان الأوروبية وغيرها من بلدان العالم في تلك الفترة ، وحققت بفضل تجارة الرِق هذه طفرة كبيرة وجنت من ورائها أرباح عظيمة وثروات كبيرة جعلت المجتمع البريطاني يعيش آنذاك في غنى فاحش وبحبوحة من العيش حتى وصفت بعض طبقاته بالنُبلاء والأرستقراطيين والمجتمع المخملي .
فضلاً عن ذلك فبريطانيا التي قامت وتأسست على أنقاض البلدان التي تسببت بخرابها كانت السباقة من بين شقيقاتها من الدول الإستعمارية الغربية الأخرى وأكثرهن سعيًا وحماسًا لإرسال البعثات الإستكشافية الجغرافية إلى قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية.
وكان لهذه القوة الإستعمارية الغربية بصماتها الواضحة والمميزة في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية لملايين البشر في بلدان تلك القارتين ، وطرد شعوبها منها واحلال ذلك الغازي الأوروبي القادم إليها محل تلك الشعوب ، ويكفي أن نعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية ( أم الإرهاب العالمي وأم كل الكبائر المعروفة اليوم ) من مواليد بريطانيا اللقطاء واللا شرعيين الذين ابتلت بهم العالم .
ولا يختلف إثنان أن بريطانيا تلك الإمبراطورية الإستعمارية الغربية التي اشتهرت بدسائسها وتآمراتها على دول العالم وشعوبه المُستضعفة في العالم الثالث تحديداً لا يمكن تبرأة ساحتها من جرائم إبادة ملايين العبيد من المواطنين الأفارقة السود الذين كانوا يرسلون عنوة إلى أمريكا تباعًا لإستصلاح وزراعة اراضيها وإجبارهم على القيام بالأعمال الشاقة بالقوة والإكراه وتورطها في كل ذلك لا مراء فيه على الإطلاق .
وكان من نتاج تلك الممارسات العنصرية لبريطانيا والغرب موت الآلاف بل الملايين من أصحاب البشرة السوداء الأفارقة وهم في الطريق من بلدانهم إلى أمريكا في ظل ظروف مأساوية وكارثية خلت من الرحمة وطغت عليها كل مظاهر القسوة والعنصرية وهمجية المستعمر الغربي الأوروبي الأبيض المتعالي بجنسه ولونه الأبيض وعنصريته على من عداه من أهل الأرض جميعا .
ولم تكتف بريطانيا بهذا الذي حصل وجرى بل عملت جاهدةً وعلى قدمٍ وساق ودون كلل منذ أن بسطت نفوذها وسيطرتها على العديد من دول العالم التي استعمرتها في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأستراليا على نهب وسرقة ثرواتها وخيراتها بطرق ووسائل شتى مختلفة مكنتها لاحقًا من تحقيق الثراء الفاحش على حساب شعوب ودول فقيرة تم سرقتها وطحنها ، ومحو بعضها من خريطة العالم والوجود بكل عنجهية واستكبار وصلف لا مثيل له في التاريخ الانساني القديم منه والجديد .
والغريب أن يأتي مع كل تلك الأهوال والفظاعات التي تشيب لها رؤوس الولدان ساذج واهم وينبري يحدثك عن مثالية الغرب وحضارته وإنسانيته ويثني على مدنية الغرب وحضارته التي أصبحت اليوم قاب قوسين وأدنى من السقوط المُريع والوشيك لها ، ويبدي اعجابه ببريطانيا مثلاً كنموذج وتجربة ، مُتناسيًا في ذات الوقت ذلك الوجه القبيح والصورة القاتمة الدميمة للغرب ودوله الإستعمارية وعلى رأسها الفاجرة الماكرة بريطانيا ثم فرنسا وأسبانيا والبرتغال وهولندا وإيطاليا وحديثًا أمريكا وما أدراك ما أمريكا ؟! .
يتبع..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا