كتابات | آراء

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية (5)

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية (5)

في المواد الأربع السابقة تم استقراء وتحليل خمسة ملفات من ملفات القضية الفلسطينية من بداية القرن الماضي إلى الستينات منه وتلك الملفات الشائكة تجاذبتها الوعود والاجتهادات الغير مجدية وفي بداية السبعينيات بدأت ملفات القضية تأخذ تدريجيا منحى عد تنازلي من جراء معطيات حرب اكتوبر عام 1973م

وحكاية الثغرة الشهيرة التي غرت أو أبهتت الانتصار المصري على الكيان الصهيوني خاصة بعد مد الجسر الجوي الأمريكي لدعم إسرائيل بكل ماتحتاجه وقول الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات انه يحارب أمريكا وليس إسرائيل وبالتالي أوقف الحرب برمتها.
الملف السادس: يمتد من أوائل سبعينيات القرن الماضي إلى أواخر التسعينيات وكانت بدايتها سياسة الخطوة خطوة التي اتبعها كيسنجر وزير خارجية أمريكا والتي أثمرت عن اتفاقية كامب ديفيد ومن ثم إقناع العرب على محاربة ما سمي بالخطر الشيوعي ومحاربة الإلحاد في أفغانستان ووعدت أمريكا العرب بحل القضية الفلسطينية لكنها لم تفي بما وعدت به وزاد الطين بله زيارة شارون عام 1999م إلى المسجد الأقصى وهذا شكل استفزازا لكل العرب والمسلمين.
الملف السابع: كانت بدايته شهر يناير عام 2001م وقد بادرت مجلة العربي الكويتية في عددها رقم 518 لشهر يناير من عام 2002م بكتابة ملف في المجلة تحت عنوان القدس (تاريخ من الألم النبيل) شارك بإعداده كتاب وصحفيون فلسطينيون معروفون أمثال الدكتور مصطفى البرغوثي ومحمد الخطيب الكسواني وعمران الرشق في افتتاحية الملف قالت مجلة العربي: (كان العام الماضي باهظ الثمن بحق ثمن دفعه الشعب الفلسطيني من دم أطفاله وأرواح رجاله وخراب مدنه وقد تم الدفع بالكامل في مقابل خمسين عاما من الأخطاء العربية والعجز الذي لم نشهد مثله في تاريخنا) هذا الكلام كتبته مجلة العربي الكويتية في شهر يناير من عام 2002م أي قبل أكثر من 22 عاماً أما الآن وحسب ما نشاهد على شاشه التلفزة من وقائع حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة فإن الشعب الفلسطيني المناضل يدفع الثمن أضعاف مضاعفة عما دفعه من ثمن باهظ خلال عام 2001م والعالم يتفرج ولم يحرك ساكنا لو نستثنى بلادنا اليمن وأضافت مجلة العربي تعليقا على الانتفاضة عام 2002م قائلة أن الانتفاضة الآن تدخل عامها الثاني تقصد آنذاك قائلة وقد روى دمها الغزير أشجار الصبار اليائسة فنبتت فيها زهور صغيرة من الأمل لعل هناك فجراً عربيا جديداً سوف يشرق من خلف مقابر الضحايا مبشرا بالحرية, إن الشعب الفلسطيني ورغما عن كل شي يعيش أفضل فترة في تاريخه فقد رفع عن عينه غمامة الوعود الكاذبة وكف عن التوسل من اجل نصرة لا تجيئ من الأخ أو الصديق ولم يعد يخدع بلعبة مائدة المفاوضات وقرر أن يدفع ثمن الحرية كاملاً, لم يعد يهاب الموت أو التضحية لقد أنضجه الألم العظيم الذي يكابده كل يوم جفت الدموع وإن لم تجف الدماء إن الملف الذي تقدمه مجلة العربي اليوم يتضمن إطلالة تاريخية وروحية على مدينة القدس تتجول فيها بين معالمها التي يغيرها الاحتلال الصهيوني حسب إستراتيجية معدة وبين أهلها الذين يعانون شظف العيش وقسوة الاحتلال وشهادة اثنين من شهود الانتفاضة تنبض كلماتها بألم كبير لا يعينهما على تحمله إلا بصيص من أمل واه, إننا نريد أن يتعاظم هذا الأمل حتى لا تذهب دماء الشهداء بلا ثمن ونقول لكل الأنظمة المتخاذلة يكفي خمسون عاماً من التخاذل ونقول للعالم غير العادل هاهو الدم يستصرخكم لقد حانت لحظة العدل.
التحليل: هاقد مر أكثر من 22 عاماً على ذاك الملف الذي تبنته مشكورة مجلة العربي الكويتية إلا انه مازال يحتفظ بآنيته وحيويته إلى اليوم الحديث الاستهلالي الافتتاحي للمجلة قوي ومؤثر، إن مجله العربي وبهذه الحرقة الساكنة في تلك السطور تنادي العرب بالتحرك وعمل اللازم مع إخوانهم الفلسطينيين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا