كتابات | آراء

الإعلام سلاح ذو حدين

الإعلام سلاح ذو حدين

الكل يدرك أهمية وخطورة الإعلام بوسائله المختلفة في توجيه وتحريك الأحداث وتفخيخها خاصةً في زمن الحروب والصراعات أياً كانت..

فالإعلام العربي في الآونة الأخيرة إنحرف عن جادة أهدافه المهنية، وأصبح عبارة عن أبواق ناعقة لخدمة مشروعه الإستراتيجي في ظل التعددية الفكرية والمذهبية والأيديولوجية, وانطلق إنطلاقاً عشوائياً غير مراع لمبادئ وقيم وعادات تلك المجتمعات العربية والإسلامية مما أثر سلباً في سلوكيات وأخلاقيات وقيم تلك الشعوب والنشء، وانعكس ذلك على رسالة الإعلام الهادفة وسادت الفوضى والغوغائية واختلط الحابل بالنابل، واستولى الكثير من الدخلاء والمتنطعين وغيرهم من تجار الكلمة وأساءوا للرسالة الإعلامية وشرفها.. وفي ظل الزخم الإعلامي بأنواعه المختلفة حذفت مساحات الرأي والرأي الآخر مقابل الحصول على برامج خاصة بها تخدم أجندتها ومشروعها الخاص بها مما أساء للرسالة الإعلامية وأهدافها السامية، وتلاشت الحريات والاستقلالية التي تنادي بها الرسالة الإعلامية الحرة الهادفة..
لذا لابد من فتح النقد الذاتي الهادف من أجل تقديم وترشيد وتطوير الرسالة الإعلامية للإرتقاء بها ومواءمة طبيعة المرحلة ورؤاها المستقبلية الاستشرافية، وأن نتسامى عن الترهات والمناكفات الكيدية التي لا تخدم سوى الأعداء وتجار المصالح والعملاء..
هناك قلة من النزهاء والشرفاء من رجال الإعلام الذين يحافظون على قيم ومبادئ وأخلاقيات المهنة في زمن الفساد والمصالح الآ نية التي غزت الكثير من وسائل إعلامنا العربي بسبب الأحقاد والتصفيات السياسية والحزبية والفكرية والمذهبية وما خفي كان أعظم..
المؤسف المشين أن معظم وسائلنا الإعلامية العربية ملئية بالغث والرفث ولا توجد برامج أو مساحات هادفة لمعالجة قضايا الساعة أو تساهم في صناعة الرأي العام، ومن هنا ندرك خطورة تلك الوسائل الإعلامية التي أصبحت تشكل ناقوساً خطيراً في حياة الكثير من المجتمعات والشعوب.
• صفوة القول:
نحن نعيش اليوم عصر القرية الكونية الواحدة حيث أصبح العالم عبارة عن قرية كونية صغيرة بفضل الثورة التكنولوجية الهائلة والتقنية الفائقة الدقة التي أحدثتها تلك الثورة في شتى وسائل الإعلام والاتصالات حيث أصبحت حتمية لا فكاك منها.
لذا على وسائلنا الإعلامية أن تقوم بدورها الأخلاقي والإنساني والمهني من منطلق أهداف تنموية مستديمة وهادفة تتفق مع متطلبات واحتياجات وتطلعات طبيعة المرحلة لبناء حياة مستقبلية أفضل، دون ذلك تظل وسائلنا الإعلامية العربية تغرد خارج السرب وسرعان ما تغرق في بحور الصراعات الفكرية والمذهبية والجهوية التي تقود المجتمعات الى هاوية الصراعات والخلافات وتنافر المجتمعات والأمم، من هذا المنطلق جاءت أهمية وخطورة الإعلام إما يكون أداة بناء وتعمير أو أداة فناء وتدمير, فرسالة الإعلام رسالة سامية ومؤثرة فهي صانعة التغيير والتطوير، ولذلك على الدول والحكومات أن تعي أهمية دور الإعلام ووسائله المختلفة فإما البناء أو الفناء..
• كلمات مضيئة:
نحن نعيش مرحلة التناقضات والصراعات بشتى أنواعها السياسية والفكرية والمذهبية والثأرات التاريخية بكل تجلياتها الآنية والمستقبلية والاستشرافية وهناك تصنيفات تاريخية وسياسية قد تنعكس آثارها السلبية على مناحي حياة الشعوب والأمم والمجتمعات، وقد تصبح وسائل إعلامنا المختلفة طرفاً أساسياً في الكثير من المعادلات الراهنة التي تشهدها الساحة العربية اليوم.
نحن نعيش في عالم أصبح فيه كل شي يصل الينا بسرعة البرق الخاطف صورةً وصوتا، ولا داعي للانجرار وراء الإثارة الإعلامية على حساب المضمون وأن نضع الأمور في إطارها السليم دون رتوش أو تزيين فالإعلام رسالة سامية وهادفة, فمن الضروري التمسك بأخلاقيات المهنة نصا وروحاً بعيدا عن المزايدات والمشاحنات التي لا تخدم سوى الأعداء والعملاء.
فرسالة الإعلام رسالة مقدسة فعلينا أن نراعي شعائرها المهنية والإنسانية والأخلاقية لنرتقي بمجتمعاتنا وشعوبنا نحو الرقي والتقدم والازدهار.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا