كتابات | آراء

إصرار أزلام (أوسلو) على ألَّا يتنازلوا

إصرار أزلام (أوسلو) على ألَّا يتنازلوا

بالرغم من الفشل الذريع الذي مني به المتورطون في إبرام الاتفاقيات مع كيان العدو وفي مقدمتها اتفاقية «أوسلو»، ما زالوا يحتكرون تمثيل الشعب الفلسطيني، ويفرضون أنفسهم -بمساندة الكيان الذي يرتكب في حقه أبشع المجازر- على هذا الشعب حكاما مستخفين بما يسيل في «غزة» من دماء.

تلاشي تأثير سلطة «منظمة التحرير»
لعل ارتداء «منظمة التحرير الفلسطينية» المقتصرة على تمثيل فصيل سياسي واحد -كما سنبين لاحقًا- رداء القومية في مرحلةٍ زمنية قد منحها الكثير من البريق وأوهم الجماهير بأنَّ شعاراتها القومجية العالية النبرة قابلة للتحقيق إلى حدِّ أنها كانت تقابل بالكثير من التصفيق، ولم يكن يدور في خلد أحد أنَّ السلطة المنبثقة عن هذه المنظمة التي منحتها الشعب الفلسطيني والجماهير العربية ما لم تعد تستحقه من ثقة مطلقة، وأنها ستصل إلى هذه الحالة المرتذلة من العمالة.
أما اليوم فقد بات من المعروف لكلٍ متابعٍ منصف أنّ هذه المنظمة التي تشكلت -بتوصية من مؤتمر القمة العربي الثالث الذي عقد في 5 سبتمبر عام 1964 في قصر المنتزه بمدينة الإسكندرية المصرية- من حركة «فتح» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بالإضافة إلى عدد غير محدد من الفصائل السياسية الهامشية قد صارت -نتيجة هيمنة «فتح» على قراراتها بصورة مستمرة الأمر الذي تسبب في تعليق عضوية «الجبهة الشعبية» في الـ25 من سبتمبر عام 2010- ذات صبغة فتحاوية صافية، فتسنى لـ«فتح» التفرد في تشكيل حكومات ما يسمى السلطة الفلسطينية التي يقتصر دورها -في ضوء ما بينها وبين السلطات الصهيونية- على ملاحقة عناصر المقاومة على امتداد جغرافية الضفة الغربية، فضلّا عمَّا تلعبه -إلى جانب مهامها الأساسية من أدوار استخاراتية جاسوسية تفشل الكثير من العمليات المقاوماتية وتقدم العديد من أبطال المقاومة فرائس سهلة لما لم يكن متوقعًا من العمليات العسكرية الكمائنية والإغاراتية.

خطئا تشكيل الحكومة
وشيطنة المقاومة
لقد كشف «طوفان الأقصى» -بعد أن كان يشار إلى عميل دولة «الكيان» المدعو «محمد دحلان» بالبنان- أنَّ المدعو «محمود عباس» أشدُّ أزلام «أوسلو» إخلاصًا لسلطات «العدو»، ففي الوقت الذي توقع القاصي والداني أن يقدر قدرًا من التنازلات في سبيل التئام الصف الفلسطيني في مسعى لإيقاف العدوان الصهيوني الذي يستهدف الأرض والإنسان في «قطاع غزة» -لما يقرب من 6 شهور- بقصفٍ جنوني، قابل تنازلات فصائل المقاومة التي تجترح البطولات الحارقة في الأراضي الغزية بشروط تعجيزية، مستدرًّا -على ما يبدو- استمرار عدوان «العدو»، وقد تجسد هذا المعنى العمالي في سياق مقال الكاتب الفلسطيني «عليان عليان» التحليلي المعنون [اشتراطات رئيس السلطة الفلسطينية لإنهاء الانقسام: إما أنه منفصل عن الواقع أو مصدق للرواية الصهيونية الزائفة بشأن هزيمة المقاومة] الذي نشره «رأي اليوم» في الـ6 من مارس الحالي بما يلي: (اشترط الرئيس «عباس» -من أجل إنهاء الانقسام- حصر السلاح الفلسطيني في أجهزته الأمنية التي من أبرز مهامها منع العمليات الفدائية والسهر على التنسيق الأمني من الكيان الصهيوني، والاستعاضة عن المقاومة المسلحة بالمقامة السلمية، والالتزام ببرنامج منظمة التحرير المتضمن بنود اتفاق أوسلو (1) وأسلو (2) واتفاق باريس الاقتصادي التي تضمنت الاعتراف بحق {إسرائيل} في الوجود ونبذ مقاومة الكيان وشكلت غطاءً للتهويد والاستيطان، والانقياد لإرادة حكومة موحدة تتمثل بشخصيته وبأصحاب الثقة من حركته)، وهلم جراء من الشروط المجحفة التي تعمق الانقسام بين القطاع والضفة..
وحين رُفضت شروطه التي لمست فيها فصائل المقاومة عراقيل مقصودة، سارع «شاحذ سيفه» إلى اتخاذ قرارٍ بتشكيل حكومة مقتصرةً -بطبيعة الحال- على طيفه غير مكترثٍ بما تتعرض له التجمعات السكانية الغزاوية الكثيفة من هجماتٍ عسكرية صهيونية مخيفة، مشيطنًا -عبر بيان فتحاوي متقاوي- أهم فصائل المقاومة، ومعتبرًا «طوفان الأقصى» التي زرعت في نفوس الأعداء رعبًا لا ينسى خطأً من أفدح الأخطاء، وهذا ما يستوحى من احتواء الخبر الصحفي المعنون [حركة «فتح» تهاجم "حماس"والفصائل: من تسبب في إعادة احتلال غزة لا يحق له تحديد أولويات الشعب] الذي نشره موقع «روسيا اليوم» يوم الجمعة الماضي على ما يلي: (قالت حركة «فتح» الفلسطينية: "إنَّ من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني -وخصوصًا في قطاع غزة- لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية، وإنَّ المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة «حماس» التي لم تشعر -حتى هذه اللحظة- بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا المظلوم في قطاع غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية".
جاء بيان حركة فتح ردًّا على بيان أصدرته اليوم الجمعة حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بالإضافة إلى "الجبهة الشعبية"وحركة «المبادرة الفلسطينية» اعترضت فيه على قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيل حكومة جديدة، متهمة السلطة الفلسطينية بالتفرد في صنع القرار ملحقة بالشعب الفلسطيني فادح الأضرار).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا