كتابات | آراء

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرط بحق الأمة والإنسانية ! (3)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرط بحق الأمة والإنسانية ! (3)

(بريطانيا الخصم اللدود الذي لا يُستهان به)..
وفي مُستهل الحديث الذي لابُد منه إحقاقًا للحق وكشفًا للحقائق وخدمةً لله والتاريخ، دعونا نبدأ بالتعريف بذلك العدو التاريخي العتيق للعرب والمسلمين (بريطانيا)هذه الدولة الأوروبية الاستعمارية

التي تسبقها دائمًا شهرتها إن أتى عليها الذكر وتُعد بإجماع واتساق الآراء رأس الأفعى وأساس كل شر وبلية فبريطانيا هذه هي نفسها التي وجدناها أمس واليوم وسنجدها غداً في المقدمة والحاضرة بقوة في ذاكرة الشعوب التي أستعمرتها ردحًا طويلاً من الزمن كأخطر عدو أبتلينا به وواجهناه ولا زلنا نواجهه بكل شراسة وضراوة ونخوض معه على أكثر من جبهة سياسية وعسكرية مُلتهبة جولات وجولات من الصراع والحروب الباردة والحامية هنا وهناك، ولا زالت معاناتنا من هذا العدو الشرس والخبيث الذي لا يكل ولا يمل تترى وتتوالى ومفتوحة على كل الإحتمالات ولا حد لها ولا انتهاء وشيك لها على مايبدو حتى في المستقبل المنظور .
وينبغي أن لا يغيب عن بالنا وتفكيرنا إننا أمام عدو خطير وشرير وماكر وعدو غير عادي بكل المقاييس، وهو ذاته العدو اللدود الذي جمع لهُ من كل أطراف الشر ماحازهُ لنفسه وجعله يبدو مُميزاً وفريداً به وبطبيعة تركيبته وخبثه وخطورته، وحسب هذا العدو الغير عادي والذي لا يُمكن الإستهانة به أنه لوحده الذي جمع بإقتدار بين عبث القرود وقوة تحمل الحمير ومكر الثعالب وسُمية الأفاعي وكيد النساء، وحقارة الكلاب وقذارة الخنازير، ووحشية الضباع، وضراوة الذئاب وسرعة الفهود وخفة الطيور الجوارح، ولم يترك هذا العدو الأكثر مكراً من بين كل الأعداء صفة شريرة إلا وحرص على أن يتصف بها واتخذها لنفسه سبيلا وبدت وكأنها حكراً عليه وحده لا ينافسه أحداً عليها أو يُنازعه فيها .
وهذا العدو البريطاني الغشوم (كقوة استعمارية شريرة تحن إلى ماضيها البغيض في كل حينٍ وآخر) له تجربته الغنية وخبرته الطويلة في التآمر على الشعوب وقضاياها الوطنية العادلة وله رصيده التاريخي المعروف في سرقة ونهب خيرات تلك الشعوب بطرق شتى غير مشروعة، وهو نفسه العدو الفاجر الذي يتميز عن أطنابه من الأعداء المستعمرين الآخرين بكونه صاحب النفس الطويل والقدرة العجيبة على التلون كالحرباء، كما أن له قدرته الفائقة على الصبر والمراوغة والتكتيك واستغلال الفرص والمتناقضات لصالحه، إلى جانب كونه عدو مُحتال وبارع في المكر والدهاء ويتقن الإيقاع بضحاياه وفرائسه من الدول والشعوب المغلوبة على أمرها بأساليب شيطانية ملتوية وقد عُرف بسياسته التي انتهجها في هذا الجانب واعتمدت شعار (فرق تسد)، فضلاً عن هذا فهذا العدو المتمرس (بريطانيا) الذي لا يُستهان به قط قد جعلته معظم ألاعيبه السياسية على قذارتها وحقارتها يحظى بنصيب الأسد في شهرته العالمية الواسعة التي اكتسبها ولا يزال معروفًا بها حتى الآن برغم تراجع نفوذ لندن الإستعماري كثيراً منذ زمن ليس بالبعيد .
وأمام هذا التجلي والوضوح لصورتها القبيحة التي نراها عليها، فإنني أعجب أشد العجب أن تنحصر معرفة الكثير من العرب والمسلمين لبريطانيا في كونها دولة أوروبية وعاصمتها لندن المشهورة بأنها مدينة الضباب وفيها ساعة بقبن، ولا يتنبهون إليها كعدو لدود وخصم ذاقت منه أمتنا وشعوبنا العربية والإسلامية ولا تزال الويلات بسبب سياستها التآمرية ودسائسها المتواصلة والمستمرة التي تحبكها احباكًا مُحكمًا وتستهدف بها دولنا وشعوبنا العربية والإسلامية ولا تكف عنها البتة..والكثير من العرب والمسلمين لا سيما الدهماء وعامة الناس منهم يبدو أن معرفتهم لبريطانيا قد انحصرت وبدت محدودة بإعتبارها فقط هيئة الإذاعة البريطانية التي حرصوا على سماع نشراتها الإخبارية في فترتي المساء والظهيرة ومتابعة أحداث العالم عبرها على مدى عقود وركنوا إلى ما اعتقدوه من مصداقية وحيادية وواقعية فيها، وعَفُو عن سماع الإذاعات المحلية في بلدانهم التي كانت ولا تزال تمارس التضليل عليهم ولا تذيع لهم من الأخبار إلا ما يناسب أذواق الحكام التافهين واهوائهم وتبالغ بإسهاب كبير في تمجيدهم وتحجب عن الشعوب كل الحقائق التي من حقها أن تعرفها وتكون مُلمة بها، والأدهى والأنكى إن بعض العرب والمسلمين لا يتحرجون ولا يستنكفون عن إبداء الإنبهار بهذه القوة الإستعمارية الغربية وحضارتها وتمدنها، وتسمع منهم من يُحدثك بإعجاب مُفرِط عن: جودة منتجاتها الصناعية وحرصهم على اقتنائها ويشيدون بدقة مواعيد الإنجليز، ويستشهدون بحكم الأديب والمفكر الإنجليزي شكسبير ويتناسى أولئك الكم الهائل من السُذج أو لعلهم يجهلون أو يتجاهلون أن بريطانيا الشريرة هذه هي التي استعمرت الكثير من بلداننا العربية والإسلامية وتركت وخلفت فيها مشاكل لا تحتصى والكثير منها لازالت قائمة حتى اليوم، ولا تزال بريطانيا حاضرة بكل قوة في تلك الكوارث والمآسي في أكثر من بلد عربي واسلامي وبصماتها واضحة فيها، ولو لم يكن من جرائم بريطانيا التي لا تغتفر سوى جريمة "زراعة هذه الغُدة السرطانية المسماة إسرائيل" في فلسطين قلب الوطن العربي كمصدر اقلاق واشغال دائم ومستمر للعرب والمسلمين، وفرضها ودعمها كقوة استعمارية رديفة تخدم مصالح الغرب في المنطقة وتشكل امتداداً لحضارته الساقطة إنسانيًا والمفلسة أخلاقيًا بمنظور العالم أجمع، وأقولها وأكررها هُنا بألف نعم: يكفي أن يكون ذلك الذنب والجُرم الذي ارتكبته بريطانيا بحق شعب فلسطين لوحده يكفي ليكون دليل وبرهان قاطع ساطع على فحش وفجور بريطانيا أبد الدهر، حيث منحت اليهود في 2 نوفمبر من عام 1911م وعداً بإقامة وطن قومي لهم هناك وساعدتهم على تأسيس دولتهم وشرعنت لعصابات الهاجانا الصهيونية التي استقدمتها من مختلف ارجاء الأرض جرائمها لتقتل الفلسطينيين وتفتك بهم في مذابح جماعية بلا أدنى رحمة وتطرد من نجا منهم من الموت من ارضه وبلدته التي نشأ فيها ليعيش حياة النزوح والتشرد في بلدان المنافي التي استقر بها .
وما زال الجرح الفلسطيني نازفًا بدمائه وقطرات الدم الطاهرة المسفوكة على الأرض لشهداء الحق الضائع والمغتصب تلعن صاحب ذلك الوعد المشؤوم الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، ولا تزال بريطانيا بنظر الجميع والتاريخ هي المسؤولة عن تلك الكارثة والنكبة .
وما من عربي ومسلم حُر وغيور يمكن أن يغفر لبريطانيا مثل ذلك الذنب والجرم العظيم بحق الأمة وفلسطين وشعبها ومقدساتها بإعتبار هذا الكيان الصهيوني الذي زرعته تلك الإمبراطورية الغاشمة التي لم تكن تغيب عنها الشمس آنذاك في فلسطين يعد واحداً من مواليدها اللقطاء الكثر غير الشرعيين الذين ينسبون إليها كأعظم قوة استعمارية عرفت بممارسة العهر والبغاء السياسي في العالم واحترفته كمهنة، ولا تزال تلك البَغِي الفاجرة من أشهر رموزه وحملة راياته، وما تدعيه من شرف وقيم ومبادئ ومثل عليا واحترام لحقوق الإنسان وتزعمه لنفسها من مدنية وتحضر ووو.. كل ذلك وغيره مزاعم باطلة ومحض افتراء، وما تأتي به في الواقع ينفي عنها صحة كل ذلك، لتبقى بريطانيا مرتكز الشر ورمز الفجور وكل الرذائل ولا فخر لها بذلك !.
..... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا