كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن ... بول دريش جامعة أكسفورد «34»

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن ... بول دريش جامعة أكسفورد «34»

ظهر رجال قبيلة حاشد مرة أخرى مع الإدريسي، غربًا في أبريل عام 1922م وتدخل الإمام في نزاع بين حاشد وقبيلتي بكيل من عيال يزيد وعيال سريح وقضى الليلة في هجرة الصياد جزء من خريف في حاشد

حيث كان من الواضح أنه تم الترحيب به بما فيه الكفاية كمحكم ولكن في يناير عام 1924م اندلعت الاضطرابات حول حجة مرة أخرى ويبدو أن ابن الإمام سيف الإسلام أحمد واصل محاولته الخاصة لتحجيم آل محمد وقام ببناء ثلاثة حصون في النقرة وهي على وجه التحديد المنطقة التي سيطر عليها آل الأحمر منذ منتصف القرن الثامن عشر على الأقل في تلك الأيام كانت محافظة حجة تحت سيطرة فصيلين: الشيوخ المحليين وعائلات ومشايخ من حاشد وبكيل مثل آل الأحمر والجزيلان والحراش والمعمري والدميني والزرقاء وأبو رأس وشمسان وآل الشايف وغيرهم، تعامل سيف الإسلام أحمد مع هذه السيطرة بشكل منهجي واستغل الإمام الانقسامات داخل القبائل ليؤسس سيطرته الخاصة بالقرب من حجة وهذا الموضوع يستحق رواية مختصرة لأنها توضح مزيج القوة والتحالف الذي كان نموذجًا لسياسة الإمامة، أطلق رجال من همدان النار على صنعاء في نفس الوقت تقريبًا الذي اندلع فيه نزاع داخل عيال سريح بين علي فتحي الديتاني والشيخ الميمني وقد خرج بعض أهل حاشد لدعمه وكذلك فعل رجال من همدان وكان الإمام قد جمع قوة كبيرة لإرسالها إلى حجة ثمان سرايا من المشاة النظاميين و2500 من رجال القبائل لكنه أرسلهم لمهاجمة همدان الذين أُجبروا على تسليم ليس فقط أولئك الذين أطلقوا النار على صنعاء بل أيضاً سلموا 200 سجين ورهينة آخرين ثم تم إلحاق فرقة كبيرة من همدان بالجيش النظامي وحاربت ضد فراس في عيال سريب ثم تم إرسال رجال من خولان العالية للانضمام إلى بقية قوات الإمام والتحرك ضد السراحيت في عيال يزيد ، إن القراءة بين السطور توحي بما يقال أن أهل عيال يزيد قد دعوا هؤلاء الحاشديين كحلفاء وانسحب الحاشديون إلى المطرد في عيال سريب بالقرب من حدود بني صريم والتي لا تزال في الأذهان جيدًا كموضوع خلاف وكان هذا الخلاف نفسه قد نشأ حول مسألة دفع فدية الرهائن الذين يحتجزهم الإمام، لا يخبرنا التاريخ شيئًا عن ذلك بل يخبرنا فقط بالمعارك التي تم من خلالها طرد الحاشديين والاستيلاء على خمر وبعد وصول المزيد من التعزيزات تم اخذ الرهائن من بني صريم وخريف وأرباب وتم تعيين عاملين من قبل الإمام لإدارة هذه المناطق المنفصلة وتم تقسيم خريف إداريًا بين ذبين وريدة .
في عام 1925م ساهمت حاشد وكذلك عيال يزيد برجال في حملات الإمام ضد تهامة وفي عام 1928م قد تم غزو قبيلة العصيمي التي ينتمي إليها الأحمر ومن الواضح أن هذه الحملات الطويلة ظلت في الذاكرة في ثلاثينيات القرن العشرين ومع ذلك فإن أكثر التواريخ العامة تفصيلاً لا تشير إلى هذه ببساطة على أنها حملة عقابية وتفسرها على أنها حادثة معزولة باستخدام المصطلحات القياسية للبلاغة الزيدية ولما كثرت المشاكل والحكم بالطاغوت والأحكام على حساب الشريعة الواضحة السمحة وحرمان المرأة من الميراث أمر الإمام أيده الله بإرسال سيف الإسلام أحمد للتأديب وفي الواقع كما رأينا كان هذا تتويجا لنضال طويل وحتى الآن كانت النتائج وتم بالفعل تغيير الكثير من الأمور وقتل بعض مشايخ حاشد ونفي الباقين لكن الإمام وافق على وقف الحملة بعد هروب نصير بن ناصر إلى عسير وأخذ مكانه أخوه الحسين كزعيم لحاشد طوال عشرينيات القرن العشرين انخرط الإمام وأبناؤه في شؤون القبائل الواقعة شمال وشرق منطقة حاشد كمحكمين أكثر من كونهم حكامًا ولكن في أواخر عام 1932م بدأ سيف الإسلام أحمد الاستعدادات لإخضاع الشرق مباشرة وسار بقوة عظيمة إلى حرف سفيان، وسرعان ما جاءه أشراف الجوف ورؤساء ذو الحسين وغيرهم وأخبرهم أن الهدف والقصد من مجيئه هو اصلاح اهل المنطقة وتأمين الطرق وإقامة الشريعة المطهرة وطالبهم بمتطوعين مع حملته وأطاعوا وسار بقوة كبيرة باتجاه حرف سفيان وذو محمد لم يطيعوه وتمت السيطرة على جبل بارات .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا