كتابات | آراء

« وإن تطيعوه تهتدوا »

« وإن تطيعوه تهتدوا »

في الوقت الذي كنا فيه قليلين مستضعفين في الأرض نخاف أن يتخطفنا الناس، لم نلتفت إلى ما كان عليه حالنا في ذلك الزمان، واستجبنا لقائد ثورتنا ومولانا علم الهدى سيدي القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه،

وخضنا غمار الثورة التي سرعان ما التفّ عليها الأمريكي الشيطان الأكبر اللعين ومعه السعودي قرن الشيطان، واستجاب له أدواته في الداخل من الراغبين واللاهثين وراء السلطة والجاه؛ لينزع الأمريكي السلطة من أداة ويسلمها إلى أداة أخرى. جاءت التوجيهات الحكيمة من السيد القائد بالثبات في الساحات، وعلى قلتنا وكثرة الطرف الآخر ثبتنا في الساحات ثبات الجبال، وتطورت الأحداث وتشكّلت حكومة وفاق سرعان ما انكشف أمرها وارتهانها للأمريكي، وصار السفير الأمريكي هو من يحكم البلاد ويتحكم في مصيرها على مرأى ومسمع من الجميع، وشرعت الحكومة تخطو في مسارات خاطئة تُضيّق من خلالها على أبناء الشعب، وتوالت جرعاتها السعرية شيئًا فشيئًا حتى آلت بها في نهاية المطاف إلى الانبطاح والخنوع والخضوع للأمريكي اللعين. رافق ذلك عدوان ظالم شنّه نظام الإخوان المسلمين الجديد على أنصار الله في صعدة، وفي الساحة بدأ الحراك الثوري يأخذ مساره التصاعدي، وانتقلت ساحة الثورة إلى طريق المطار، وكانت الانتصارات تلو الانتصارات في جبهة المواجهة في كتاف، وحرض، ثم حاشد، ثم عمران، والمد الثوري يزداد توهجًا، وكانت الساحات تشهد حراكًا ثوريًا منقطع النظير، يزداد ويتوسع مع الأيام، والحشود تتدفق في كل جمعة مع ثباتها في الساحات وتفعيل حراكها الثوري، ثم انتقل الأمر إلى تحشيدات للقبائل في طوق صنعاء، ولم يكن دور هذه التحشيدات إلا نصب الخيام والتجمعات وإقامة المهرجانات والبرعات على صوت الطبول والمرافع، وتبادل الزيارات بين القبائل من مديرية إلى أخرى وتارة إلى الساحات، ومن ثمَّ العودة إلى أماكنها بكل ثبات واطمئنان.
وكان المد والحراك الثوري لا يتوقف، فكلما ازداد الحراك الثوري وازداد فعل القبائل في مراكز تجمعها في طوق صنعاء، كان الرعب والخوف والهلع يسيطر على أدوات النفاق والعمالة والانبطاح الذين يتقاسمون السلطة ليسيروا بالبلاد والعباد إلى الهاوية، ومن رعبهم وخوفهم وذعرهم من هذا الحراك الثوري كانوا يواصلون اعتداءاتهم على أنصار الله، وكانت كل تلك الاعتداءات تعود عليهم بالويل والثبور والخسران المبين، وتواصل مسيرة الفتح المبين لأولياء الله المستضعفين في الأرض حتى وصلوا إلى صنعاء فكانت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر.
هكذا كانت الحكمة الربانية لعلم الهدى قرين القرآن مولانا السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- الذي حقّق بإيمانه الصادق وإمكاناته البسيطة ثورة سلمية أطاحت بالهيمنة الأمريكية والطغيان العالمي والنفوذ السعودي وسلطة وهيمنة الأدوات الانبطاحية للأعداء.
وكانت الثورة السلمية التي على إثرها دعا السيد القائد إلى اتفاق شراكة تمّ التوقيع عليها، لكن أولئك الأدوات كانوا يعيشون حالة من الرعب والذعر، ومن قبلهم الأمريكي والسعودي الذين ما إن تحققت الثورة حتى لاذوا الفرار والرعب يملؤهم، والخوف يحيط بهم، والمذلة والهوان تسيطر عليهم.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فإن ذلك المسار الذي شهدناه في مسيرة ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014 ميلادية، هاهو اليوم يعود بحلته الجديدة ولكن بثورة عارمة تمهّد لتحرك فاعل يطيح بالصهيونية العالمية والكيان الغاصب، ويكسر شوكة أمريكا ويخرجها من أرض العرب وبحره وجوّه ذليلة خانعة مكسورة ضعيفة، ينتابها الذعر والرعب والخوف من أولياء الله المؤمنين الذين منحهم الله -سبحانه وتعالى- تلك الهيبة التي ترعب أعداء الله بلا شك.
وها نحن نرى العدو الأمريكي ومعه الغرب الكافر والكيان الغاصب يترنحون أمام الضربات الحيدرية التي تنالهم في البحر، والفعل الشعبي الجماهيري الذي يحتشد إلى الساحات في كل يوم جمعة يجعل الأمريكي ومعه الغرب الكافر والعدو الصهيوني في حيرة من أمرهم، فكلما خرج أبناء الشعب اليمني العظيم إلى الساحات في كل يوم جمعة، زاد ذعرهم ورعبهم وذلهم من هذا الشعب العظيم وقائده الحكيم، وكلما حاولوا أن يحكموا سيطرتهم على البحر الأحمر والبحر العربي، جاءت الضربات الحيدرية تكسرهم وتمرّغ أنوفهم بالتراب وتذلهم وتدينهم، حتى وصل الأمر بالشيطان الأكبر الأمريكي من ضعفه وهوانه يهدد بفتح الجبهات الداخلية من جديد، ويوعز إلى أدواته من العملاء والخونة والمنافقين في الداخل بفتح الجبهات التي سيكون مصيرها كمصير كل الجبهات السابقة، بل وستستنهض أبناء الشعب اليمني في جنوبه وشماله بالوقوف في وجه هؤلاء الأدوات ودحرهم، وستؤول إلى زوالهم ونهايتهم وتحرير اليمن بأكمله من رجسهم بإذن الله .
وفي نفس الوقت نراه يستجير بالصيني للتوسط لوقف ضربات المؤمنين من أبناء القوات المسلحة البحرية على بوارجهم ومدمراتهم وسفنهم، ولكن هيهات أن تتوقف حتى يوقفوا عدوانهم وحصارهم على غزة، ويدخلوا الماء والغذاء والدواء لأبنائها ، وحينها بإمكان سفنهم أن تمر من البحر الأحمر بسلام، أما عدا ذلك فمحال عليكم أيها المجرمون الطغاة المفسدون في الأرض.
أما أن تظلوا على حصاركم ومنعكم للغذاء والدواء من الدخول إلى أبناء غزة وقتلكم للأبرياء وإبادتكم الجماعية لهم والتمادي في طغيانكم وحماية الكيان القاصب فهذا لا يكون ولن يكون ما بقينا وما بقي الدهر ، ولن يوقفنا عن القيام بواجبنا الديني والأخلاقي والإنساني تجاه إخواننا في غزة أيّة وساطات ولا أي شيء إلا بتنفيذ مطالبنا الشرعية المتمثلة بوقف العدوان ورفع الحصار وإدخال المساعدات لأهلنا في غزة.
وأما حراكنا الشعبوي والتحشيد الجماهيري الذي لا نظير له في الأرض في كل يوم جمعة فسيستمر إلى أن ننتقل إلى المرحلة التالية التي ستعقبها إن شاء الله والمتمثلة بالتحرك إلى أرض فلسطين؛ لتحرير الأقصى الشريف والأرض من رجس اليهود وطغيانهم. ونبشّر إخواننا المستضعفين في فلسطين: إن هذا الفعل الثوري المتصاعد في أرض اليمن ما هو إلا مقدمات للوصول إلى أرض فلسطين وتحريرها بإذن الله على أيدي المستضعفين من أولياء الله وأصفيائه، وهكذا تكون عاقبة التسليم والطاعة والامتثال لله ولرسوله ولأعلام الهدى بالنصر والغلبة والتمكين، ولله عاقبة الأمور ، وإنكم لترونه بعيدًا ونراه قريبا.. والعاقبة للمتقين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا