شيطنة البحر الأحمر..!!

البحر الأحمر يمثل شريانً رئيسياً وحيوياً مهماً للتجارة الإيرانية سواء النفطية أو غيرها من السلع والبضائع التجارية كونه الممر والمنفذ الملاحي العالمي الذي يربطها بأوروبا والبحر المتوسط، وفي ضوء ذلك فإن البحر الأحمر يمثل حزاماً طبيعياً مقابلاً لدول الخليج كحزام شرقي لشبه الجزيرة العربية،

وهذا ما يجعل لإيران أهمية قصوى في دورها الجيوسياسي والجيوسراتيجي في المنطقة بدءاً باليمن وانتهاءً بالكويت مروراً بالسعودية بصفة خاصة كونها الدولة الخليجية الوحيدة التي تملك ساحلاً أطول على البحر الأحمر.
رغم هذا وذاك إلا أن اليمن لها القدح المعلى في جنوب البحر الأحمر وهي صاحبة القرار الأول والأخير فأي صراعات أو مناوشات عسكرية أو تحركات مشبوهة في جنوب البحر الأحمر ستؤثر سلباً على كافة دول العالم قاطبة.
من هنا ندرك خطورة وأهمية جنوب البحر الأحمر فهو يمثل الحضن الجيوستراتيجي الأساس لإيران ودول المنطقة والعالم كما يمثل القرن الأفريقي المدخل الرئيس والأساس لإيران إلى القارة السوداء حيث المصالح وأهداف وحسابات إقليمية ودولية تسير وفق مسارات متوازية وعلى مراحل بعضها طويل الأجل منها تبادل العلاقات الثقافية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من التحركات الماورائية.. هذا الحضور الإيراني الذي أخاف وأرعب النفوذ الصهيو أمريكي والعالمي ما جعلها خطوطاً ساخنة قد تشتعل في أي وقت وتحرق المنطقة برمتها، وسلفاً نعلم أن البحر الأحمر هو المنفذ الرئيس للقوات الأمريكية المتجهة نحو الخليج والمحيط الهندي، ولذلك أي وجود إيراني في البحر الأحمر أو القرن الأفريقي يمثل خطورة غاية الأهمية على الوجود الأمريكي الصهيوني وحلفائه في المنطقة وفي ضوء الأوضاع الراهنة والسحب الداكنة التي تكسو سماء المنطقة مثل سوريا العراق ولبنان والسودان واليمن قد تقود المنطقة إلى انفجار عنيف قد يحرق كل الأوراق السياسية والاقتصادية في دول المنطقة.
صفوة القول
هناك حسابات منظورة ومؤجلة لكل القوى الإقليمية والدولية في جنوب البحر الأحمر وأول جرد لتلك الحسابات التدخل والمصالح الصهيو أمريكية في شؤونً تلك الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وهذا يعني توصيل رسالة مشفرة إلى كافة دول المنطقة مفادها التهديد والترهيب واستخدام القوة العسكرية عند الضرورة.
فالأيام القادمة ستكشف لنا عن مفاجآت لم تخطر على البال.. وستشهد المنطقة توترات قد تشعل فتيل القنابل المؤقوتة، وتخلط الأوراق والحسابات بين الدول، والذي يدفع ثمنها الشعوب المغلوبة على أمرها.
كلمات مضيئة
فالتحركات الإقليمية والدولية في البحر الأحمر لها حسابات خاصة ومدفوعة الثمن وهدفها واضح وضوح الشمس في كبد السماء احتلال في ثوب حماية عسكري واقتصادي وسياسي ومصر الكنانة للأسف تلعب دور المهرج الرئيس خلف الستار.. والكيان الإسرائيلي يربط فوز السيسي في الانتخابات القادمة بالتنازل عن أجزاء من مصر للكيان الإسرائيلي حسب المخطط المرسوم سلفاً.. الأخطر الأدهى من ذلك أن هناك دولاً عربية وأنظمة مازالت تحت الوصاية الصهيونية تعمل بالخفاء وما وراء الستار ولكن بات أمرها مفضوحا ومكشوفا، وهذا ما سيؤدي إلى إحراق المنطقة برمتها، والكل سيدفع الثمن أنظمة ودولا وشعوباً رغماً عن أنفهم..!!