كتابات | آراء

مقاومة.. حتى النصر

مقاومة.. حتى النصر

مضت كل هذه الأيام عن 7 أكتوبر، ووقاحة بعض الحكومات العربية تتزايد، بل يتنافسون بمستوى الوقاحة، فبعضهم يرسل المساعدات الإنسانية بأتفه ما يكون من تقديمات، ثم يعترض صواريخ اليمن المتوجهة نحو أهداف العدو الاسرائيلي،

وبعضهم يجاهر بفتح أراضيه لطائرات الاستكبار الاميركي، والآخر يقيم الاحتفالات كأنّ لم يتشرّد شعب بأكمله تحت زخّات الرصاص .
كل هذه الفترة لم نشهد حكومة عربية تنصر الشعب الفلسطيني المقاوم سوى العراق وسوريا واليمن، العراق تشهد لها الساحة في دكّ الحصون الأمريكية في العراق وسوريا، وتكبّدهم الخسائر تلو الخسائر، وسوريا؛ تتعرّض للقصف كردّة فعل مما يعانيه الإسرائيلي من صمود الغزّاويين وتصدّي المقاومة الاسلامية لعدوانه، بالإضافة إلى مواقف بعض الشعوب العربية والغربية، والمبادرات الفردية في تسديد الضربات للعدو الاسرائيلي مثل محاولات بعض جنود الجيش المصري الأُباة؛ تلك التي تنبع من عنفوانٍ كامن في قلوب هؤلاء الشباب.
اليمن تصدّر المشهد منذ البدايات، غيّرت خارطة الاقتصاد الإقليمي بفرضها أشدّ العقوبات على سفن الإستكبار الاميركي والاسرائيلي، فإما تأسرهم، وغالبًا تحرقهم بصواريخها المباركة، صار العدو الإسرائيلي مضطرًا لإيجاد طريق بحرية أخرى للعبور بعيدًا عن قناة السويس المصرية، فمشروع السيطرة الإسرائيلية البحرية كان قد بدأ منذ سنين طويلة ويحمل رؤية أبعد من إعتقادهم الزائل "من النيل إلى الفرات"، جاءت اليمن ووضعت استراتيجية جديدة للإقليم منذ سيطرتها لسفينة شحن تجارية اسرائيلية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى استخدامها طائرات بدون طيّار وصواريخ لاستهداف الكيان الاسرائيلي الزائل.
وفي ظلّ تصاعد العنف الإسرائيلي على قطاع غزة، تعهّد اليمنيون بمواصلة استهداف الأراضي والسفن الإسرائيلية حتى يتوقّف العدوان على غزة، وعلى الرغم من ذلك، لم تردّ القوات الإسرائيلية بعد، واعتمدت على أنظمة الدفاع وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليس إلّا، ومع تزايد الوجود العسكري للولايات المتحدة في المنطقة، ينخرط اليمنيّون في عملية توازن يمكن أن تغيّر مسار الحرب.
تتميّز اليمن بترسانة عسكرية مميزة جزء من صواريخها مدعوم من إيران، وهي صواريخ مميزة ومطوَّرة مداها يصل إلى تل أبيب ليس فقط إيلات، واستخدمت هذه الصواريخ والطائرات المسيرة في هجماتها الأخيرة، لكن فعاليتها انخفضت بشكل كبير بسبب أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدّمة، مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” ونظام “آرو 3” بعيد المدى الذي اُستخدم لأول مرّة رداً على هجمات اليمنيين.
ورغم انتشار القواعد العسكرية الإسرائيلية على الجزر الإريترية في جنوب البحر الأحمر، بالقرب من الساحل اليمني، والتي تقوم بالكشف المبكر عن التهديدات؛ إلّا أنّ اليمن في موقع جغرافي جيد لشن هجمات على إسرائيل دون فتح جبهة إقليمية جديدة، ومن أجل تحقيق تأثير أكبر، سيحتاج اليمنيّون إلى تكثيف هجماتهم، وإغراق المجال الجوي لمدينة إيلات بجنوب إسرائيل بالصواريخ أو الطائرات بدون طيار لتعطيل أنظمة الدفاع وتحقيق أهدافهم المعلنة، ومن الناحية البحرية، يمتلك اليمنيّون ترسانة تضمّ نحو عشرة أنظمة صاروخية مختلفة، بما في ذلك صواريخ باليستية مضادة للسفن يصل مداها إلى 500 كيلومتر، وصواريخ كروز يصل مداها إلى 800 كيلومتر ويمتلكون زوارق موجهة من نوع نذير وعاصف.
ورغم تعرّض اليمن للاعتداء الأميركي على أراضيها، فإن موقفها يزداد قوّة وصلابة يومًا بعد يوم، ولا تتوقف عن توجيه ضربات موجعة للكيان الزائل، وكل هذا لأجل وقف الحرب على غزّة، ومساندتها لمحور المقاومة، فاليمن العزيز لا يتوانى لحظة عن نصرة المستضعفين، لو تكالبت الأعداء؛ فالخنجر اليمنيّ ذو بأسٍ شديد، وسنبقى نأنس بسماع بيانات: "قامت القوات المسلّحة اليمنية".. إلى أن تُعلن النصر.

# كاتبة لبنانية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا