كتابات | آراء

أسلوب التعامل مع الأسرى.. أنموذج الرُقَيِّ الإنساني للمجاهدين

أسلوب التعامل مع الأسرى.. أنموذج الرُقَيِّ الإنساني للمجاهدين

ليس هناك ما هو أرقى وأشمل وأعظم مما يوليه الإسلام ومنهجية الثقافة القرآنية من العناية والرأفة بالإنسان في حالتي السِلم والحرب، حتى مع العدو بعد أن يقع في الأسر.. ذلك العدو الذي خرج مكشراً أنياب الحقد والعداء والمكر..

تتغير طريقة التعامل معه بمجرد أن يصبح أسيراً في أيدي المجاهدين؛ ليحظى بكل أشكال العناية والرعاية وفن التعامل.
إنها الرسالة الإسلامية المشرقة أنموذج الرُقَيِّ الإنساني والأخلاقي في حسن التعامل مع الأسرى من منطلق توجيهات الله ورسول الله- صلوات الله عليه وآله-، وأنوار آيات الكتاب المبين حتى صارت ثقافة العناية بالأسير وإطعامه من أفضل ما يتقرب به الإنسان إلى الله مجسداً أروع الأمثلة السامية في أخلاقيات الحرب.. يقول الله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً} الإنسان.. هكذا كان الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله- في إعلاء راية الجهاد- قرآنا يمشي على الأرض من أجل إرساء وبناء قيم العزة والعدالة الإنسانية العالمية.. ففي تعامله مع أسرى بدر وبني قينقاع وبني قريظة والنضير أعظم مشاهد الرحمة والعناية بشتى أنواعها المادية كالمأكل والمشرب والكساء, والعناية الروحية بتنويرهم بالدين وكان يقول: «أوصيكم بالأسرى خيراً» وعلى نهجه أنطلق الإمام علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- في إطعام الأسير والإحسان إليه وسلامته الشخصية.. إن أخلاقياته الجهادية مدرسةٌ متكاملة الأبعاد، وهي التي يسير عليها المجاهدون الصادقون من أولياء الله في مجابهة الطواغيت وشياطين الكفر والإلحاد، وليس كما يفعل الغرب الملحد بحق الأسرى الفلسطينيين وغيرهم من أبشع أشكال الإهانة والتعذيب وشتى التعاملات الإنتقامية.
ومن هنا أعادت المقاومة الفلسطينية إلى أذهان العالم وذاكرة الدنيا تلك الإشراقات المحمدية ، والاستراتيجية الحيدرية في حسن التعامل الإنساني مع الأسرى الإسرائيليين من واقع مسؤولية أخلاقية وإنسانية شهد بقداستها ورقيّها الجميع ، وأكدت ذلك إشادات الأسرى الإسرائيليين أنفسهم بعد أن تم إطلاق صراحهم وعيونهم تفيض بالإعتزاز والتقدير ؛ لما لاقوه وحظيوا به لدى أبطال المقاومة الفلسطينية.. ولأن «من تغدى بكذبة ما تعشى بها» كما يقول الموروث الشعبي فقد تبخرت الشائعات والتلفيقات الغربية اليهودية التي سعت منذ سنوات على تشويه الإسلام والجهاد واصفة له بالتوحش والإرهاب والعدائية.. غير أن جميع هذه الفقاعات الإعلامية سقطت في مستنقع الفضيحة والكذب.. على أيدي أبطال الجهاد صقور المقاومة الفلسطينية عليهم السلام وكيف قدموا للعالم رسالة السمو الإنساني المشرق مع الأسرى.. مما سبب صعقةً مدوية لإعلام العدو الإسرائيلي وأذنابه.. ومن على شاشة القناة الإسرائيلية هآرتس تشهد صور أسرى العدو مع المقاومة الفلسطينية بحسن التعامل والرعاية كما ظهر الأسرى الإسرائيليون وهم بصحة جيدة وملابس ،وذلك الوضع الصحي هو ما صرحت به مستشفى فولفسون في تل أبيب.
إذن وعلى النقيض الآخر يرى العالم كيفية تعامل اليهود مع الأسرى المسلمين.. مع الأسرى الفلسطينيين.. هل هناك أبلغ من أن يقوم الكيان الإسرائيلي بتجريد الأسرى الفلسطينيين من ملابسهم وعرضهم في الميادين العامة؟؟ وأي نفسية إنتقامية وروح إنهزامية حين تُمارس كل أشكال التعذيب البدنية والنفسية بحق الأسرى الفلسطينيين؟! ترى هل يعود المجتمع الدولي في العزف على الوتر الخبيث لحقوق الإنسان؟! وماذا عن أكذوبة اتفاقية جنيف بخصوص معاملة الأسرى والكرامة الشخصية؟! صفوة القول: لا سمو للإنسان والبشرية إلا في رحاب الإسلام دين السلام والإنسانية والرحمة.. الدين الذي لم تأتِ فيه مشروعية الجهاد إلا لرفع الظلم والعدوان وكسر شوكة المجرمين؛ ومن هنا يأمر الله سبحانه وتعالى المجاهدين المؤمنين بالجهاد والإثخان في صفوف العدو: { فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } وتبقى إستراتيجية التعامل مع الأسرى أروع الصفات الإنسانية والأسس الأخلاقية وإحدى ركائز النصر ورسائل القوة.. وتلك لا توجد إلا في الإسلام.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا