كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد »27«

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد »27«

إلى جانب الثروة التي تم الحصول عليها من الفلاحين الجنوبيين كان أئمة تلك الفترة يديرون ثروة قومية كبيرة إذا تمكنوا من الاحتفاظ بالسيطرة من الضرائب على تجارة القهوة المزدهرة آنذاك وإن صعود وهبوط تجارة البن اليمني مع أوروبا

يتطابق تقريباً تماماً مع مسار ثروة البلد ونموه الاقتصادي أنشأ الإنجليز والهولنديون مصانع في المخا عام 1618 ربما كانت التجارة في ذروتها حوالي عام 1730 وانهارت أسعار القهوة العالمية أخيرًا في بداية القرن التاسع عشر وحينها يُذكر قيام الأئمة بتخفيض العملة اليمنية لتخفيف تبعات انهيار اسعار القهوة في العالم ومع ذلك كان لا بد دائمًا من النضال من أجل هذه الثروة وأصبحت اليمن أكثر ثراءً وقوة مما كانت عليه من قبل لكن الحكام ما زالوا عرضة للنزاع فيما بينهم ولم تكن الدولة التي شكلها القاسميون في خضم ذلك أقل إثارة للإعجاب القاسمي نفسه عندما تم توقيع الهدنة مع الاتراك بنى المسجد في شهارة ثم بنى بيوتًا له ولأتباعه وزرع البن في الأهنوم وجمع من الأراضي ماقيمته أكثر من اموال الخزانة العامة توسعت الدولة مع الفتوحات الجنوبية استقبل المتوكل سفارة من إثيوبيا وتبادل الهدايا من الخيول الفاخرة مع أورنجزيب الهندي بينما أعرب أقاربه عن قلقهم بشأن مطالباته الشهرية للحصول على أموال من اليمن السفلي المزيد من الانتقادات لسياسته الضريبية جاءت من محمد الغرباني في بارات ولكن في عام 1675 تمت مضاعفة الرسوم على اليمن السفلي وفي عهد محمد أحمد المواهب أصبحت الابتزازات أكثر شدة دعمًا لبلاط فخم وجيشًا كبيرًا مكتملًا بالجنود العبيد .
في هذه الفترة بالتحديد وفي غضون عقد من الزمن ظهرت لأول مرة أسماء عدة عائلات مشيخية كبيرة مهمة في الوقت الحاضر الأحمر من حاشد على سبيل المثال جزيلان من ذي محمد وحبيش من سفيان وبعض العوائل الاقل درجة في المشيخة مثل الزيادي والرماح والغشمي والبراوي وعمران العديد من الانقسامات القبلية المألوفة في الوقت الحاضر كانت موجودة لفترة أطول بكثير لكن العائلات الرائدة التي تم التعرف عليها الآن تظهر فقط في هذا التاريخ اللاحق لقد ارتبطوا بالدولة وبالأحداث في أماكن أخرى غير الأراضي القبلية تم ذكر صالح حبيش من سفيان لأول مرة في عام 1698 عندما أخمد ثورة ريمة ووصاب جنوب غرب صنعاء بقسوة وعنف وقام بالاستيلاء على اموال الناس بالقوة ولم يسلم منه احد مما دفع بعض العلماء إلى الاحتجاج ضد قسوة حبيش ثم بعد محاولة كارثية على يافع في جنوب اليمن والتي أسفرت عن خسارة إب لصالح قبائل الصحراء الشرقية ودعا المواهب إلى محاسبة قبائل الشمال التي خذلته وفي عام 1702 أرسل ابن أخيه للتعامل مع همدان ورئيسهم ابن حبيش ولكن تم عقد هدنة بدلاً من ذلك وبعد خمس سنوات وبعد فشل آخر في يافع أرسل المواهب القاسم بن الحسين وصالح حبيش إلى خمر للتعامل مع حاشد حيث اختلف الاثنان وفي عام 1709 تم إرسال حبيش مرة أخرى إلى خمر من قبل المواهب وهذه المرة للتعامل مع القاسم ولكن حبيش تم خداعه وقتله هناك وفي تلك الفترة تم تكليفه بجيش لمحاربة قبائل المشرق ويافع وكان المواهب قد أمر وزيره بالتقريب بين حبيش وابن جزيلان من ذي محمد لكن هدف الوالي نفسه كان الحصول على ولاء وخدمات الثنائي ضد القبائل الشرقية الذي أراد الإمام غزوها وكانت نتيجة مكائده أن زعيمي البكيل عارضا بعضهما البعض وانتصر الشرقيون بعد فترة وجيزة تم إرسال حبيش مع القاسم بن الحسين إلى حوث وقام رجال الإمام بتدمير منزل مجاور يعود لمحمد علي الغريبي من حاشد وبعد بضع سنوات في عام 1713 الحسين بن القاسم أعلن نفسه إماماً في معارضة المواهب ودعمه علي هادي حبيش شقيق صالح حبيش لكن القبائل فضلت الامام الجديد كانت البلاد كبيرة ولم يطالب أي منهم بالسيطرة على القبائل الكبرى واستمر الصراع بين مختلف القاسميين مع سيطرة الشيوخ على التوازن حتى توفي المواهب عام 1718 ثم تولى المتوكل القاسم الإمامة وفي هذه المرحلة كان الأحمر على ما يبدو على علاقة جيدة مع الحسين ابن الإمام الجديد ولكن عندما قدم الناصر محمد مطالبة منافسة في عام 1723 ذهب إليه الأحمر والعديد من المشايخ الآخرين في هذه الأثناء كان السادة البارزون منقسمين فيما بينهم حول مشكلة الضرائب الدائمة وفي عام 1726 قام قسم من ذيبان من أرحب بقطع الطرق وأثارت مجموعة منهم مشاكل في صنعاء نفسها أمر الإمام بمطاردتهم في الشوارع رداً على ذلك دعا رجال قبيلة ارحب حاشد وبكيل للانضمام إليهم في الانتقام ومحو العار الذي لحق بهم استجابت القبائل وتوجه جزيلان شيخ بكيل الكبير إلى عمران حيث التقوا بالحسين ابن الإمام وأقنعوه بالانضمام إليهم تشير المصادر إلى أن تحالف الحسين مع القبائل ضد والده لم ينفعه كثيرًا منذ وفاة والده في العام التالي وادعى الإمامة بنفسه تحت اسم المنصور ولكن قبائل حاشد دعمت ابن عمه الناصر محمد على حسابه وارسل له شيخ حاشد رسالة فظة يطلب فيها الاجتماع به وقد احس الامام بخطر الخيانه وانه قد يتعرض للاغتيال خلال هذا
الاجتماع فقام باغتيال شيخ حاشد قبل الاجتماع .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا