كتابات | آراء

رئيس مجلس الأمن؟ يشكو عجزه لمن؟

رئيس مجلس الأمن؟ يشكو عجزه لمن؟

بالرغم من أنَّ «منظمة الأمم المتحدة» وهيئاتها المتعددة بما فيها «مجلس الأمن» الذي يعد هيئةً رائدة صارت منذ سنين عدة -بسبب هيمنة أمريكا على قراراتها وحرفها عن مساراتها ذات الغايات الإنسانية- هيئاتٍ عديمة الفائدة.

بيد أنَّ عجزهما بدأ يتجلى بصورة متزايدة بعد التهميش الأمريكي المتكرر لموقفها المستنكر لبشاعة المجازر التي ترتكبها القوات الصهيونية بأحدث الأسلحة الأمريكية ضد أطفال ونساء ومسني قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر، إذ لم يترتب على توصيات وتقارير بعضها أو على قرارات وانتقادات بعضها الآخر أيُّ أثر يذكر.

«غوتيريش» الضعيف أمام هجوم عنيف
لأنَّ عملية «طوفان الأقصى» جاءت نتيجةً منطقية لجرائم كيان صهيون التي لا تكاد تحصى، ولأنَّ جرائم قوات الكيان واضحة للعيان، وأبشع من أن لا تدان، فقد قال لأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» في جلسة «مجلس الأمن التي انعقدت بتأريخ 13 أكتوبر الماضي لمناقشة مشروع القرار المقدم من البرازيل الداعي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة: (إنَّ هجمات حماس في الـ7 من أكتوبر لم تأت من فراغ في ظل معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 5 عقود زمنية، وإنَّ هذه الهجمات لا تبرر لـ«إسرائيل» القتل الجماعي الذي تشهده غزة)، فقوبلت انتقادات «أنطونيو غوتيريش» الموضوعية والمتأدبة والمنصفة بردود فعل صهيونية غاضبة وقاصفة لعل أقلها حدَّة (مطالبة مبعوث الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة «جلعاد أردان» يوم الثلاثاء الـ17 من أكتوبر أمين عام الجمعية العامة للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيرش» بتقديم اعتذار على ما تفوَّه به أو الاستقالة من منصبه)، معتبرًا إياه -بسبب مواقفه الناقدة- (غير مؤهلٍ لقيادة الأمم المتحدة).

«غوتيريش» الأعجز عن تحقيق أيِّ منجز
لعل إدراك السيد «أنطونيو غوتيريش» مدى ضعفه أمام «الفيتوهات» الأمريكية المتعجرفة قد ألجأه إلى استخدام المادة [99] من ميثاق «الأمم المتحدة» في محاولة منه لتمرير مشروع القرار الذي تقدمت المجموعة العربية ومعها الصين الذي دعا -على سبيل التكرار- إلى وقف إطلاق النار، إلاّ أنَّ «الفيتو» الأمريكي الذي كان لهُ في الانتظار حال دون مرور القرار وحرم «غوتيريش» من حقيق أيِّ انتصار في هذا المضمار.
وحيال عجزه التام عن إيقاف المجازر التي لا مثيل لها في تأريخ الأنام، فقد حاول «غوتيريش» التخفيف من معاناة ضحايا المجازر الصهيونية من خلال استصدار قرار يسمح بدخول كميات مناسبة من المساعدات الإنسانية، إلاّ أنَّ التدخل الأمريكي كان لهُ بالمرصاد فقد أدخل على ذلك القرار من التعديلات ما جعل الفريسة تحت رحمة الجلاد، فبالتزامن من صدور القرار كثفت العدوان الصهيوني من إمطار القطاع الخاضع للحصار بالنار، وبصورة تحول دون دخول الحدِّ الأدنى ممَّا يقيم أود الجياع أو يحمي المهجرين إلى العراء من برد الليل ومن حرَّ النهار.

شكوى «رئيس مستضعف» إلى غير منصف
بعد صدور القرار الأممي رقم «2720» الخاص بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى «قطاع غزة» يوم أمس السبت دون أن يجد لهُ -بفعل تعنت سلطات الكيان- أيُّ تحقق في الميدان فلم يسع السيد «غوتيريش» -إزاء ما تبديه سلطات «الكيان الصهيوني» من تصلُّب وتحجُّر- سوى التذمُّر المنطوي على شكاءٍ مرّ ممَّا يتعرَّض لهُ موظفو منظمته من قتل متعمد وبشكلّ متكرر وممَّا تقابل بهِ قرارات منظمته -بين الوقت والآخر- من استخفافٍ مستمر، وقد أشير إلى هذا المعنى -في سياق التقرير التحليلي المعنون [إسرائيل تؤكد مواصلة الحرب في غزة بعد قرار مجلس الأمن] الذي نشرته شبكة «DW» الألمانيّة عصر يوم أمس السبت الـ23 من ديسمبر- بما يلي: (أكد الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» أن 136 موظفًا من موظفي المنظمة الدولية لاقوا حتفهم خلال الحرب المستمرة في «قطاع غزة» منذ 75 يومًا.
وكتب «غوتيريش» على صفحته على موقع "إكس": «قتل أكثر من 136 من زملائنا في غزة خلال 75 يومًا، وهو شيء لم نره من قبل في تأريخ الأمم المتحدة».
وفي منشور آخر، انتقد «غوتيريش» مرة أخرى تصرفات إسرائيل في الصراع وكتب قائلًا: «الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل هذا الهجوم تسبب عقبات واسعة أمام توزيع مساعدات إنسانية داخل غزة».
وأضاف:«من أجل جلب مساعدات إنسانية بشكل فعال إلى غزة، هناك حاجة إلى أمن وموظفين يمكنهم العمل بأمان»).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا