كتابات | آراء

شعب وقائد لا تخيفهما تحالفاتكم

شعب وقائد لا تخيفهما تحالفاتكم

بالرغم من أن قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي قالها في أكثر من مناسبة لا نريد إعلاما يمجدنا إلا أن متابعتي لخطابه مؤخراً الذي خصصه للحديث عن آخر المستجدات في فلسطين

وعبر من خلاله عن موقف اليمن المسؤول قيادة وشعبا والمنطلق من الواجب الديني والقومي ودخول الشعب اليمني بشكل مباشر في مواجهة إسرائيل عسكرياً واقتصادياً نصرة  لإخواننا في قطاع غزة والضفة الغربية وما يتعرضون له من حرب إبادة جماعية وهو موقف لم يجرؤ على القيام به أي نظام عربي لاسيما الأنظمة المجاورة لفلسطين التي تدرك جيدا أنها مستهدفة من الكيان الإسرائيلي وأن الدور سيأتي عليها لا محالة في حالة استمرارها على السكوت والتفرج على ما يجري في غزة وكأن ما يحدث لا يعنيها من قريب أو بعيد وجدت أنه من واجبي كإعلامي يمني في ظل ما وصل إليه الوضع العربي من تردي وتخاذل حكامه وخضوعهم للإدارة الأمريكية خوفا على كراسيهم وضاربين بإرادات شعوبهم عرض الحائط وليس لها في نظرهم أي اعتبار أن أشير ولو باستحياء إلى حكمة قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وقيادته الفذة التي أستطاع من خلالها أن يرفع رأس اليمنيين عالياً ويجعلهم يتحدون أعظم قوة في العالم ويرفضون الخضوع لإرادتها بعد أن كانت في العقود الماضية تكتفي بإرسال مسؤول صغير إلى صنعاء لتهديد حكامها فيخضعون صاغرين لما يتم فرضه عليهم لدرجة أن الطيران المسير الأمريكي كان يسرح ويمرح في سماء اليمن ويقصف الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن بالعشرات كما حدث في قرية المعجلة في إحدى المحافظات الجنوبية بحجة ملاحقة الإرهابيين وكان يومها الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح يُشيد بما تفعله أمريكا في اليمن من انتهاك لسيادة اليمن والتدخل في شؤونه، أما خلفه الرئيس المغضوب عليه والمطاح به سعودياً والمفروض عليه الإقامة الجبرية في الرياض عبدربه منصور هادي فقد كان يُعبر علناً بعد كل ضربة يوجهها الطيران المسير الأمريكي ضد أبناء الشعب اليمني ويقتلهم بأن هذا الطيران المسير هو أعجوبة القرن  الواحد والعشرين، بل لقد وصل الإذلال إلى منتهاه حينما كان ضابط صغير من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يملي عليهم أوامره وتوجيهاته من واشنطن وكان يجبر الرئيسين الأسبقين صالح وهادي على استقبال مكالماته التلفونية والرد عليها من قبلهما شخصياً وقد استمع الجميع لذلك التسجيل الذي بثته القنوات الوطنية وتضمن تسجيل مكالمة بين الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وضابط المخابرات الأمريكية بخصوص عميلهم أنور العولقي وقد وجه ضابط المخابرات الأمريكية الرئيس الأسبق صالح بالإفراج عن أنور العولقي كونه مهم بالنسبة لهم وقدم لهم خدمات جليلة وفعلا تم الإفراج عنه بعد المكالمة وعند خروجه من المعتقل استهدفه الطيران المسير الأمريكي وقضى عليه لإخفاء الأسرار والوثائق التي بحوزته، بل إن النظام السعودي الذي يعتبر أداة لأمريكا في المنطقة كان يتحكم بالقرار السياسي اليمني ويصنعه في الرياض قبل إيصاله إلى صنعاء لتنفيذه ولم يكن أمام حكام اليمن آنذاك إلا السمع والطاعة ولا يجرؤ أياً منهم على الاعتراض.
وبحكم إني كنت مقرباً من المطبخ الإعلامي الذي كان يعتمد عليه النظام السابق في صناعة الرأي العام وساهمت في ذلك حسب التوجيهات التي كان يقال عليها تنظيمية ولا يجب مناقشتها فإنني أعرف أمور كثيرة كانت تمس بسيادة اليمن بسبب عمالة حكامه، وهنا سأشير إلى واقعة حدثت في الحرب السادسة على صعدة والتي سمح النظام السابق للسعودية بالمشاركة فيها بكل قوتها لدرجة أنها قصفت أبناء صعدة بالقنابل الفسفورية المحرمة دوليا ومع ذلك خرجت مهزومة، يومها استولى أنصار الله على دبابة سعودية فبلغوا الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بذلك فتهلل وجهه فرحا وعلق بصوت عال قائلا: خلهم يجربوا وذلك تعليقاً على تعيير السعوديين له بأنه بجيشه وفرقة علي محسن وحرس أحمد علي وطائراته ومدفعيته لم يستطع القضاء على عصابة من كانوا يسمونهم الحوثيين وقد سمعت ذلك بنفسي عندما كنت أقوم بمهام إعلامية في السعودية من مسؤولين سعوديين كبار، ولكن جاسوس السعودية برئاسة الجمهورية سرعان ما أبلغ الرياض بتعليق الرئيس الأسبق صالح ولم تمض سوى ساعة واحدة حتى اتصل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصالح مهدداً ومتوعداً ولكي يخرج صالح من الإحراج قام بكتابة اعتذار خطي وأرسل في نفس اليوم وزير الخارجية أعتقد أنه كان ابوبكر القربي ليحمله للملك عبدالله بن عبدالعزيز ليسترضيه ولتخفيف غضبه على الرئيس الأسبق صالح، هكذا كان الوضع في اليمن دولة بلا نفوذ وحكام موظفين في اللجنة الخاصة بالرياض والسفيرين الأمريكي والسعودي كانا هما المتحكمان في كل شيء وضباط المارنيز كانوا في فندق شيراتون بصنعاء هم من يشرفون على الجيش اليمني ويسيرونه بالطريقة التي يريدونها والشعب مسكين مضلل عليه وليس مطلعا على ما كان يدور وراء الجدران حتى جاءت ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014م بقيادة السيد عبد الملك الحوثي فأخرجت ما كان خافيا من تحت الطاولة ورفعته إلى فوقها ليعرف الشعب اليمني كيف كان يُحكم وكيف كانت تُسير دولته، وخشية من سرعة انتشار الرائحة التي تزكم الأنوف عملت أمريكا عبر أدواتها في المنطقة  على تشكيل تحالف دولي لشن حرب شعواء وظالمة على اليمن وشعبه العظيم بهدف عودة الأمور إلى ما كانت عليه في عهد النظام السابق فتشاء إرادة الله أن ينتصر اليمن ممثلا بقيادته الحكيمة والواعية وجيشه العظيم بمنتسبيه من الشباب والمخلصين من القدامى وتحول اليمن بعد ما يقارب تسعة أعوام من العدوان وما يزال محاصراً براً وجواً وبحراً إلى قوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب، وهاهو الشعب اليمني اليوم رغم ظروفه الاستثنائية والمعقدة التي يمر بها يُحاصر الكيان الصهيوني في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن ويطلق صواريخه البالستية والطيران المسير إلى جنوبي فلسطين المحتلة ويعطل الموانئ التي يعتمد عليها الكيان الصهيوني في البحر الأحمر لرفد اقتصاده ولا يعمل للتهديدات الأمريكية أي حساب حتى بعد أن شكلت أمريكا تحالفاً بحرياً لحماية السفن الإسرائيلية بل إن قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك الحوثي بموقفه المنطلق من الواجب الديني والقومي المسؤول إلى جانب الأشقاء في فلسطين تحول إلى قائد أممي بامتياز وأصبح حديث العالم كله مترجما بموقفه هذا بأن إرادة الشعوب الحرة المستعينة بالله مستمدة من إرادة الله ولن تقهر أبدا ومؤكدا في نفس الوقت أن التحالفات التي صنعتها أمريكا لن تخيف الشعب اليمني وقائده ومن كذب جرب.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا