كتابات | آراء

"الفيتو" الأمريكي يكبل المجتمع الدولي

"الفيتو" الأمريكي يكبل المجتمع الدولي

دخل الشهر الثالث من العدوان الإسرائيلي الصهيوني  البربري الهمجي الإرهابي على قطاع غزة، شاهد خلالها العالم كله أبشع صور المجازر والإبادة الجماعية في القرن الواحد والعشرين،

شاهد الوجه البشع لهذا الكيان الدموي الذي لا ينمو إلا على دماء الابرياء واشلاء المدنيين.
هذا العدو السفاح لم يرتكب هذه المجازر المهولة إلا ولديه الدعم المطلق من الادارة الامريكية الشريرة التي تتحمل اراقة كل قطرة من قطرات دماء الاطفال، ودعم الدول الغربية المتغطرسة، ودعم خفي من الكثير من الدول الخليجية والعربية المتفرقة، وسيأتي يوم وينكشف هذا الدعم.
والمجتمع الدولي مكبل بقرار الفيتو الامريكي الذي يمنع وقف اطلاق النار حتى ابادة الشعب الفلسطيني في غزة عن بكرة ابيه، لحد اليوم تجاوز عدد الشهداء اكثر من سبعة عشر الفا، وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، وفقد عشرات الالاف تحت الانقاض، وتشريد اكثر من 85 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم  2.3 مليون نسمة، وذلك في اكبر ابادة جماعية يشهدها التاريخ المعاصر.
والمجتمع الدولي الذي هو عاجز عن فرض وقف حمام الدم في غزة لا قيمة له، ولا ارادة له، وعلى العالم ان ينتفض في وجه هذه الغطرسة والهيمنة المشينة، واعادة صياغة قوانين وشرائع الامم المتحدة من جديد بعيدا عن الهيمنة الأمريكية الجائرة.
والشعب الفلسطيني في غزة لا يعقد آمالا على المجتمعات الدولية، بل كل آماله على الله ومحور المقاومة المساند الحقيقي له، وتأكد ذلك من خلال مشاغلة العدو الصهيوني في جنوب لبنان، واستهداف مواقعه العسكرية المحصنة بصواريخ ومسيرات المقاومة وقتل جنوده، وهروب عشرات الالاف من المستوطنين من شمال فلسطين المحتلة، وتدخل اليمن العزيز بكل وسائل القوة العسكرية والشعبية، بإطلاق الصواريخ الباليستية البعيدة المدى والمسيرات الانتحارية نحو الكيان الصهيوني، واحتجاز سفنه التجارية، ودك الحشد الشعبي العراقي للقواعد العسكرية الامريكية في العراق وسوريا بالصواريخ والمسيرات القاتلة. هذا ما يعول عليه الشعب الفلسطيني في غزة والذي سيحقق له النصر مهما بلغت التضحيات الكبيرة.
نحن أمام عدو يلفظ انفاسه الأخيرة فيستخدم كل وحشيته، لكنه يصطدم بجدار من المقاومة والصبر والتضحية والصمود فيرتد كيده الى نحره.
أكثر من شهرين من العدوان والابادة الجماعية وتدمير شامل لقطاع غزة، ولم يحقق العدو الصهيوني اي هدف من اهدافه، فلم يستطع ان يحرر جندياً واحداً من اسراه، ولم يستطع ان يأسر مقاتلاً واحداً من المقاومة الاسلامية في غزة، ومهما بالغ في ارهابه وعدوانه وبطشه وتدميره لن يحقق الا الهزيمة التي ستضاف الى هزائمه المتراكمة من عام الفين وانسحابه مدحورا من جنوب لبنان، الى هزيمته الكبرى عام 2006م في لبنان وصولا لكل هزائمه في غزة.
إننا نشاهد الوعي والضمير الانساني يتحرك عند الشعوب الغربية التي هالها مشاهد القتل المتعمد في غزة، ونشاهد مواجهات لهم مع الحكومات للضغط عليها لوقف العدوان على غزة، بينما للأسف الشديد نرى الشعوب العربية تصفق لحكامها المطبعين مع الكيان الغاصب، ولا نجد حركة شعبية متعاطفة ومساندة للشعب الفلسطيني الا في دول محور المقاومة والتي تعرضت جميعها الى مواجهة لسنوات عديدة مع الجماعات التكفيرية الارهابية والتي انكشف تدريبها واعدادها وتمويلها من الادارة الامريكية والكيان الصهيوني.
قال تعالى (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ  وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ  وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا