كتابات | آراء

مستقبل المقاومة الفلسطينية في ظل المؤامرة الأمريكية

مستقبل المقاومة الفلسطينية في ظل المؤامرة الأمريكية

منذ وعد بلفور عام 1917م والبدء بزراعة الكيان في فلسطين التاريخية عملت هذه الدول الاستعمارية على خلق حالة الرعب والخوف للشعوب المستهدفة بهذا الاستعمار والقضاء على أي حركة مقاومة عن طريق عصابات القتل والإرهاب الصهيوني.

ولكن في كل مراحل الاحتلال لم يجد داخل فلسطين شعب يقبل بالذل والخضوع للاحتلال فكانت على الدوام حركات المقاومة تتطور وتزداد قوة وتحدياً للاحتلال.
هذا الأمر الذي نشاهده في غزة اليوم بعد طوفان الأقصى هو سياسة صهيونية غربية للسيطرة على الأرض وتهجير أهلها والاستيلاء على سواحلها لتنفيذ المشروع الاستعماري في شرق المتوسط.
لكن العائق أمام هذا المشروع المقاومة التي خلال العدوان أثبتت أنها قادرة على دحر العدو وإجباره على التراجع في الميدان وتكبيده خسائر لم يكن يتوقعها حسب إعلامه وصحفه ومسؤوليه.
لذلك بدأ العدو بالترويج للخطة البديلة التي تضمن له تحقيق أهدافه الاستعمارية حتى لو خسر الميدان وفشل في الفضاء على المقاومة.
ومن هنا أدخل العدو أدواته في المنطقة للضغط على المقاومة بتسليم غزة لجهة مقبولة من إسرائيل لإنهاء الحرب.
وشغل من جهة أُخرى الرأي العام الدولي والإقليمي بالسؤال عن مستقبل المقاومة.
وهذا السؤال الذي سيحسم جوابه الميدان وليس المفاوضات.
فكل طرف تقبل به إسرائيل في غزة يعني أنه طرف متعاون مع الاحتلال ويأتي لتنفيذ مخطط العدو وهذا الأمر محسوم عند المقاومة.
أهداف العدو التي أعلنها منذ اليوم الأول للعدوان كانت "القضاء على المقاومة وتهجير الشعب الفلسطيني في غزة إلى سيناء".
واستخدم لتحقيق هذه الأهداف كل أنواع القتل والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني.
وحاول تقطيع أوصال غزة وجرف السكان لرفح وبعدها لسيناء ومع رفض السكان في غزة للتهجير رغم آلة القتل الصهيوني فشل العدو بتحقيق الهدف الأول.
ثم بدأ العدو بالمرحلة الثانية بالعدوان البري الذي أيضاً أفشلته المقاومة وحقق خسائر كبيرة في صفوف قوات الاحتلال.
فالأهداف الإسرائيلية العسكرية فشلت وهذا ينعكس على السياسة والمفاوضات.
فلا خروج لأسرى دون تحقيق شروط المقاومة التي كانت وقف العدوان وتصفير السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين ووقف اقتحام الأقصى، ووقف العدوان على الضفة.
هذه الشروط الفلسطينية أُضيف لها بند جديد إعادة إعمار غزة.
فالميدان هو من سيجعل الصهيوني ينفذ شروط المقاومة وعامل الوقت في صالح المقاومة عسكرياً، ولم يعد في صالح العدو لا داخلياً ولا خارجياً ولا ميدانياً.
فالمقاومة التي صمدت وقاتلت وصبرت على العدوان لن تسمح بسلطة التنسيق الأمني أن تحكم غزة، ولن تسمح لقوات  دولية أو عربية لتحقيق أهداف العدو التي عجز عنها.
لذلك سنكون أمام أيام صعبة وقاسية على المدنيين في غزة وأيضاً سنكون أمام ملاحم بطولية تسطرها المقاومة لتحقيق أهدافها بآذن الله.
# كاتب وباحث سياسي سوري

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا