كتابات | آراء

إسرائيل و كأس السم اليمني في البحر الأحمر

إسرائيل و كأس السم اليمني في البحر الأحمر

قرار القيادة اليمنية في صنعاء باستهداف السفن الإسرائيلية اعطى مؤشراً مهماً على انتقال الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني ضد غزة إلى مراحل متقدمة، نظراً إلى الموقع الجيوسياسي لليمن،

وتعد هذه الخطوة واحدة من إرهاصات الواقع الجديد الذي فرضته عملية "طوفان الأقصى"  التي شنتها المقاومة الفلسطينية، ومثّل الحدث نقلة نوعية في إطاره السياسي والاقتصادي، وبخاصة في ما يتعلق بخسائر إسرائيل وإمكانية عجزها عن حماية مصالحها الاقتصادية في المحيط الإقليمي والدولي، ولكن ماذا سيحدث لو أخطأ قادة الحرب في الكيان الصهيوني الحسابات اتجاه صنعاء؟ ولماذا بدت إسرائيل عاجزة عن الرد على الصواريخ اليمنية؟
من بين تلك الأسباب هي المسافة الجغرافية التي تجعل من الصعب على الكيان الصهيوني المغامرة باتخاذ قرار بشن هجمات على صنعاء بدليل أن السعودية والإمارات عجزت خلال السنوات التسع في تحقيق أي إنجازات عسكرية أو تقدم سياسي في حربهم على اليمن، بالرغم من قربهما الجغرافي، فضلا عن الدعم الأمريكي والغربي الذي تمتعت بهما دول العدوان، فبتالي إن أي هجمات من قبل الكيان الصهيوني اتجاه صنعاء، سيتطلب التنسيق والتشاور ليس فقط مع أمريكا، التي بدت عاجزة بعد استهداف إحدى سفنها العسكرية التي كانت يفترض أنها تقوم بحماية السفن الاسرائيلية، ولكن أيضا مع حلفاء أمريكا الذين لا يرغبون في وصول الحرائق إلى بلدانهم- وفي المقام الأول الإمارات السعودية.
والدليل فشلت السعودية والإمارات خلال تسع سنوات في "إعادة الأمل" وتعلمان جيدا مخاطر انخراطهم علناً مع اسرائيل في أي مواجهة مع اليمن، والمرجح حالياً على الأقل أن الرياض تحاول أن تنأى بنفسها قدر الإمكان عن أي تدخل له علاقة باليمن خاصة بعد الرسائل التي وصلتها من صنعاء بعد أن تجرأت الرياض في إحدى المرات وقامت بإسقاط أحد الصواريخ المجنحة اليمنية التي ضربتها اليمن تجاه الكيان الصهيوني. اما الامارات اختبرت غضب اليمنيين  سابقا، وتعلم انها في مرمى الصواريخ البالستية وأنها بمتناول اليد اليمنية متى ما تطلب الأمر!
لكن ماذا سيحدث لو أخطأت اسرائيل التقديرات وشنت هجمات على صنعاء..؟
ذلك يعني وضع المنطقة على برميل بارود متفجر، كما قلنا سابقا لأن الكيان الصهيوني لا يستطيع اتخاذ قرار بشكل منفرد،  يعني ذلك التحركات تكون مشتركة، وأي رد  سوف يصدر سواء من الرياض أو من دول التطبيع المدفوع صهيونيا، سيدفع صنعاء للرد بقوة وحزم على مصدر النيران، واستخدام ما في جعبتها من مفاجآت مما يؤدي إلى تصعيد متجدد في الحرب اليمنية السعودية وربما يشعل حريق إقليمي يستهدف المصالح الامريكية في دول الخليج، و كشف مسؤولون لصحيفة "نيويورك تايمز" «أن التهديد الحوثي بات خطيرا بما فيه الكفاية، لدرجة أن المخابرات الاسرائيلية العسكرية أنشأت وحدة خاصة مخصصة للتهديدات القادمة من اليمن»..
  لذلك فإن خطر نشوب حرب إقليمية يزيد من مستوى القلق في الخليج ويمكن أن يدفع دول الخليج إلى الضغط من أجل إنهاء المجازر في غزة، وهذا يعني أن القيادة اليمنية في صنعاء نجحت في أن تفرض حصارا بحريا على الكيان الصهيوني، وهذا ما تبثه التقارير الرسمية الصادرة من إسرائيل بشأن التوقف الكامل لميناء إيلات جنوبي فلسطين المحتلة، الواقع على البحر الأحمر،  ولم يعد لدى الكيان سوى استخدام موانئ شمال فلسطين المحتلة كميناء حيفا مثلاً لاستقبال سفن البضائع شريطة ألا تعبر أي سفن تصل إلى هذا الميناء من البحر الأحمر عند ذهابها أو إيابها واضطرارها لتغيير مسارها نحو طريق رأس الرجاء الصالح الأمر الذي يعني تأخر وصول البضائع ورفع زيادة تكاليف الشحن ورفع زيادة تكاليف التأمين على البضائع ورفع تكلفة التأمين حتى على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل.
وبهذا شكلت صنعاء تهديدا جديا لإسرائيل لكن على "المدى الطويل" فضلا عن حماس و حزب الله و فصائل المقاومة العراقية، وباتت اليمن لاعباً رئيسياً وجزءاً من الاستراتيجية الجماعية لمحور المقاومة، وبذلك استطيع ان اقول بكل ثقة أصبح اليمنيون هم سادة أعالي البحار وهم ورثة عرش بلقيس أطول ملوك شبه الجزيرة العربية حكما.
# كاتب بحريني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا