كتابات | آراء

في مقام الشهداء الأحياء..!!

في مقام الشهداء الأحياء..!!

تتقزم الحياة الأرضية بكل تفاصيلها أمام ملكوت الحياة الحقيقية الخالدة الرفيعة ؛ ذلك أن الحياة الأولى في كبد ومشقة وصراع بين فرسان الحق وأباليس الباطل ..

فيما الحياة الأخرى في جلال الله وكرم عطائه عنوانها « عند ربهم يُرزقون »، تلك هي حياة الشهداء الأبرار، وتلك إحدى المكافآت الربانية لهم.. حياةٌ البشرى والخلود في مقامات الانبياء والصديقين وحَسُن أولئك رفيقا، لقد أولى الإسلام ثقافة الشهادة والإستشهاد مكانة عظيمة ومنزلة مقدسة ؛ لما لها من دور في إحياء الأمة وإعلاء كلمة الله في الأرض ،وبما يصون للأمة الإسلامية كرامتها ويحفظ مقدساتها ، شامخةً عزيزة وحرة كما أراد لها اللّه ورسوله صلوات الله عليه وآله.. وبما أن طواغيت الضلال وأعداء الرسالة في سعي مستمر لبث الفساد والإجرام ومختلف وسائل الإثم والعدوان والظلم والإستكبار، كما هو شأن زعيمهم إبليس ؛ فإن فريضة الجهاد هي صمام الأمان والقوة المتينة لحماية وتحصين كرامة الأمة، وبالتالي حتمية النصر مقرونة بالتضحيات  وهنا تتجلى الصورة المشرقة لتضحيات الشهداء الأبرار وهم يسقون شجرة الحرية بدماءٍ زكيةٍ طاهرةٍ بها تستنشق الأجيال أريج الكرامة  ،ورياحين النصر ، وبها يصبح الموت «حالة استثنائية عبارة عن حالة عابرة محدودة ينتقلون عبرها إلى التكريم والفوز والفرح العظيم»..هنا في مقام الأحياء الحقيقيين تتلاشى كل أشكال العطاء المالي والمادي والمعنوي ،وتتمزق كل صور الشح والبخل ومرض الأنا ؛ ليحضر العطاء الجهادي والتضحية بالروح والدم في سبيل الله الواحد الأحد وحده لا شريك له وحينها يكون التتويج الإلهي لهؤلاء الأحياء الكرام ..فما أعظم وصف اللّه لهم في القرآن الكريم: {وَلَا تَقُولُوا لِـمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ } الآية 154سورة البقرة، ويقول أيضاً ..{بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون}.
إنهم مدرسة عظيمة للقيم والأخلاق والبذل والعطاء نستمد منهم الشموخ والصمود واللا تخاذل، و عظمة الموقف الصلب الذي كان له ثمار جبارة تحققت وتتحقق لشعبنا وأمتنا فتوحات ربانية وانتصارات يمانية على مختلف الأصعدة وشتى المستويات في معركة الصمود الأسطوري بما يزيد عن تسعة أعوام، وها هي أبرز ثمار الشهداء وتضحياتهم ترسم موقف الشرف العظيم لشعبنا وهو يسطر ملاحم النصر  في قصف العمق الصهيوني دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية الأبية ، واستشعاراً لفريضة الجهاد في مقارعة قوى الكفر  أعداء الله من اليهود والنصارى، بما يعيد للأمة  الإسلامية عزتها ومنزلتها لتبقى أمة عزيزة أصلها ثابت وفرعها في السماء بإذن الله.. التحية والإجلال والسلام لشهدائنا الأبرار في كل يوم وفي هذه الأيام _خصوصاً_ ونحن نحتفي بالذكرى السنوية للشهيد بما تمثله من محطة كبرى نستلهم منها دروس التضحية والعزيمة والحرية والعطاء، وهي دعوة كريمة للجميع إلى تلمس أحوال أسر الشهداء وذويهم بتقديم كافة أوجه الرعاية الإجتماعية لهم ؛ وفاءً وعرفاناً بمواقفهم وتضحياتهم المشرفة، ولتتضافر الجهود الشعبوية إلى جانب الجهود الرسمية بالتعاون أيضاً مع الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء..ذلك الصرح المؤسسي الذي له أدوار مشهودة وجهود حثيثة في تقديم أوجه الرعاية ونماذج الوفاء والإحتفاء..وما أروع قول أحد الشعراء في وصف شهدائنا الأحياء:
« سواكم يذهبون إلى الفناءِ
             وأنتم تسقطون إلى السماء
ولستم من يُقال لكم : وداعاً
                     ولكنّا نقول: إلى اللقاء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا